سياحة الغوص مهددة بالتوقف في شرم الشيخ.. والسبب "قرار وزاري"
تولي الدولة المصرية قطاع السياحة أهمية بالغة خلال الفترة الحالية، وتعتبر مدينة شرم الشيخ أحد أهم مزارات السياحة الشاطئية وسياحة الغوص في العالم، فهي مصنفة كثالث أشهر وأفضل مكان للغوص في العالم من بين 10 أماكن أخرى عالمية، وخلال الفترة الأخيرة ارتفعت أصوات الغطاسين من أن عدد الراغبين في هذه السياحة "سياحة الغوص" في تناقص مستمر، وحول أسباب هذا التناقص يحدثنا عبد الله زين مدرب غوص ويعمل في شرم الشيخ ويحمل نجمتين.
في البداية قال زين في تصريحات خاصة إلى "الفجر" إن الغوص في مصر يخضع لمنظمات أو مؤسسات في مجملها هي تابعة للاتحاد المصري للغوص والإنقاذ، والذي يعطي رخصة تؤهل للغطس، وكذلك هناك منظمات دولية تعطي رخصًا معتمدة مثل بادي الدولية والتي تعطي الغطاس رخصة دولية، أوالـ Sdi وهي منظمة دولية أيضًا تعطي رخصة غطس عالمية، وحاليًا غرفة سياحة الغوص لا تقبل سوى رخصة بادي الدولية.
وأضاف زين أن الغطاسين درجات، حيث هناك من يحمل من نجمة واحدة والتي تحمل
مسمى "الاوبن وتر" وهناك عدة درجات أخرى بمسميات متعددة، ولا يُسمح أن
يصاحب مجموعات سواء من المتدربين أو الزائرين إلا بعد أن يحمل النجمة الثانية
ويحمل لقب "انستراكتور"، ومن هنا يبدأ مهنته كمدرب ولايسمح لأي أحد انا
يغوص بمفرده إلا بوجود الإنستراكتور "قائد مجموعة".
وتابع: كي يستطيع الزائر الغوص يجب أن يصاحبه مدرب، ويتم تجهيزه حيث يتم
التأكد أنه خاليًا الأمراض المزمنة، ويتم عمل محاضرة قصيرة له حول كيفيه التعامل
تحت الماء أثناء الغوص، ثم يتم تزويده بمعدات الغوص، ثم يبدأ الغطس على عمق لا
يتجاوز الخمسة أمتار، ويكون المدرب متحكم فيه بنسبة ١٠٠٪، وكان ذلك يسمى بالغوص
الترفيهي.
وأشار زين إلى أنه قد تم وقف الغوص الترفيهي في شرم الشيخ، والتي تعرف في
عالم الغواصين باسم (الانتروهات) حيث أصبح ممنوعًا على الزائر الغطس إلا بعد أن
يحمل رخصة غوص دولية، وهذا الإجراء اتخذته وزارة السياحة منذ نهاية عام 2019،
بالنسبة لمدينة شرم الشيخ فقط، وهي لا زالت سارية في الغردقة.
وأضاف أن القرار كان بسبب التحذيرات التي أصدرتها وزارة البيئة من أن الغوص
الترفيهي يسبب ضرر للشعاب المرجانية، فاتخذت غرفة سياحة الغوص القرار السابق وهو
منع الغوص الترفيهي، ولا يقوم بالغطس سوى من يحمل رخصة دولية.
وأوضح زين أن حامل الرخصة الدولية في الغوص يكون مزود بتعليمات التعامل
الصحيح مع الشعاب المرجانية والبيئة البحرية بما لا يضرها.
وأضاف أن هناك ما هو أكثر ضررًا على البيئة البحرية من الغوص الترفيهي، وهو
رياضة السباحة فوق المياه "سنوركلينج" حيث يقوم الزائر بالسباحة والنظر
تحت الماء مستخدمًا قناع بدون أنبوبة أكسجين، وهنا تتضرر الشعاب القريبة من سطح
الماء كما أن بعض المراكب تقوم بالرسو بمناطق الشعاب المرجانية، وتقوم بربط المركب
فيها وذلك في الأماكن التي ليس بها ربطات مجهزة مثل منطقة السبع بطش حاليًا، حيث
أن فيها مكان واحد فقط للربط، وهو غير كاف تمامًا، وهو ما يجب معالجته لا أن نوقف
الغطس الترفيهي.
وأكد زين أن قرار إلغاء الغوص الترفيهي، في شرم الشيخ، أدى لتقلص عدد المراكب حيث كانت المراكب التي
كانت تقلع حاملة رحلات الغطس يصل عددها إلى ما يقرب من 120 مركبا والآن لا يتعدى
عددها 40 مركبا، كما أن الراغبين في هذه الرياضة، تناقص عددهم بسبب شرط حمل رخصة
الغوص.
وأشار زين أن القرار يجب مراجعته، بما فيه صالح البيئة البحرية وصالح
الغطاسين وأصحاب المراكب الذين فقدوا مورد رزقهم الأساسي، فكما يجب علينا جميعًا
الحفاظ على البيئة يجب ايضًا أن نحافظ على مورد دخل مواطنين ليس لهم دخل سوى هذا
المجال.
ومن ناحيته قال المهندس أحمد يوسف رئيس
الهيئة العامة لتنشيط السياحة المصرية، إن مصر تعتبر دولة رائدة في هذا النمط من
السياحة –سياحة الغوص- حيث تتميز مصر بموقع فريد على سواحل البحر الأحمر إضافة إلى
وجود بنية أساسية لسياحة الغوص؛ حيث تنتشر مراكز الغوص والرياضات المائية
بالمنتجعات السياحية في شرم الشيخ ودهب والغردقة ومرسي علم وسفاجا وطابا، والتي
تنظم دورات تدريبية لتعلم الغوص الترفيهي إضافة إلى تنظيم رحلات يومية وأسبوعية
لزيارة مواقع الغوص بالقرب من السواحل أو الجزر المصرية.
وأضاف أن مصر شاركت في معرض Salon De
Plongée والذي يعد من أهم المعارض السياحية
الجماهيرية التى تُقام في فرنسا، وذلك نظرًا لولع الفرنسيين برياضة الغوص.
وأكد علي أن مشاركة مصر في هذا المعرض
يأتي غي إطار الترويج السياحي بالسوق الفرنسي الذي يشهد زيادة ملحوظة في أعداد
السائحين الوافدين منه إلى مصر، حيث تعد سياحة الغوص مقصدًا رئيسيًا لهؤلاء
السائحين.