" البلابيصا"| احتفالات عيد الغٌطاس.. عادات فرعونية ورثها الأقباط

أقباط وكنائس

أطفال يحملون شموع
أطفال يحملون شموع عيد الغطاس


"يا بلابيصا بلبصي الجندي.. أم حقيته مَاتِت السَنة اللي فاتِت راحوا يَعزوا فيها"، بهذه الكِلمات الفلكورية يَبدأ بها الأقباط بالصعيد في احتفالات ليلية عيد الغُطاس، حَاملين القَصب والفوانيس المَصنوعة من قِشر البُرتُقال والشِموع، حَيثُ يَخرجون بِها الي الشوارع إحتفالًا بهذه المناسبة.

ومن الأمثال المَعروفة في الصَعيد: "يَغطًس النُصراني يطلع الدفا الحَقاني"، تلك العادات التي يَحتفلون بِها في 11 طوبة الذي يوافق 20 يناير من كل عام، يَطوفون الأطفال في شوارع القرى وسَط فرحة تَعم الجَميع. 

ويَستخدم كِبار السن بَعض العادات الأخرى مثل وضع الجزر والبرتقال والقَصب أسفل الوِسادة "المَخدة" قبل أن يضع النائم عليها رأسه ليلًا لتَقيهِ من الأمراض وأعمال السحر والشعوذة، وفق معتقداتهم، كما يتناولوا القلقاس إحتفالًا بهذا اليوم، وهي عادات فرعونية توارثُها الأقباط حتي الأن.

شموع عيد الغطاس
وفي ليلة الاحتفال بعيد الغُطاس، يقوم الأقباط بعَمل "البلابيصا" أي ما يعُرف بشموع عيد الغُطاس المَجيد التي أشبه بفوانيس من البُرتقُال المُفرَغ، والذي يوضع بداخله شمعة منيرة ويُعلق أو يَلهو به الأطفال.

ويُشار إلى أنه قديمًا كانوا يجولون به في طٌرقات البلدان للاحتفال والغناء ويحملونه أو يضعونه على عود قصب وقد يصنعونه من البوص أيضًا.

ويَعد عيد الغُطاس من الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذي هو ذكرى معمودية السيد المسيح، في نهر الأردن، بيد يوحنا المعمدان، وحلول الروح القدس عليه.

وكانت مراسم الإحتفال بعيد الغطاس، في مصر، تتم على شاطئ النيل، حتى أوقفها الحاكم بأمر الله.

طقس لا يتكرر سوى 3 مرات
ويَشهد هذا العيد طقسًا لا يتكرر سوى ثلاث مرات سنويا، وهو صلاة اللقان وتعني في المسيحية الاغتسال، حيث يقوم القس برسم جبهة الرجال بعد الصلاة، كرمز للإغتسال من الخطيئة، ويتواصل الإحتفال بهذا العيد، ثلاثة أيام، تؤدى فيها الصلوات بالطقس الفرايحي، ويمنع فيها الصوم الجماعي.

ويوضح القس إسطفانوس فوزي، كاهن كنيسة الشهيد مار جرجس، للأقباط الأرثوذكس بقرية حاجر الدهسة – فرشوط – قنا، أن الأقباط يحتفلون في عيد الغطاس باستخدام أكل القصب، لأنه نبات مستقيم يرمز إلى الاستقامة الروحية، مشيرًا إلى أن الأقباط يتحلوا به لأن محصول القصب كثير السوائل ويرمز لماء المعمودية التي تعمد من خلالها السيد المسيح.

ولفت إلي أن القصب ينمو في الأماكن الحارة كبلدان الصعيد، ويرمز بحرارة الروح القدس، أما الشمع الذي يضع أعلي القصب يرمز إلى نور الروح القدس، وغرس القصب يرمز إلي المعمودية كموت وحياة.

وكشف كاهن كنيسة مار جرجس، لبوابة الفجر، أن دفن القلقاس يرمز إلي موت وحياة، وفي القلقاس مادة سامة، وهى المادة الهلامية إلا إذا اختلطت بالماء صارت ماده نافعة.

وأضاف أن نبات القلقاس لا يٌأكل إلا إذا تم خلع القشرة، وهذا يرمز بأن المٌعتمد يخلع ثياب الخطية داخل جٌرن المعمودية ويلبيس ثياب الطهارة بعد المعمودية.