مر على إنشائه 96 عاما.. "الفجر" داخل منزل اللورد كرومر
تحظى محافظة الفيوم بالعديد من الأماكن الأثرية والتاريخية والسياحية، منها "بيت القنصل" أو "بيت المندوب" منزل اللورد "كرومر" أو ما أطلق عليه أهل الفيوم "بيت المندوب السامى البريطانى"، المتواجد حتى الآن بمدينة كرانيس بمحافظة الفيوم، هو عبارة عن منزل أثري شيد بنائه بقطع أثرية من الطوب اللبن مستخرجة من أعمال حفائر البعثات التي تمت بالمنطقة، وهو على مساحة 400 متر تقريبا، وتم بنائه بشكل مستطيل، وله سلم من الخارج يوصل لسطح المنزل، وله ساحة خارجية كبيرة أمام الباب الرئيسي وسقفه من الخشب وجريد النخيل، وبداخله حجرات متداخلة يحتوي المنزل على لوحات متعددة توضح تاريخ الحفائر التي تمت بمنطقة كوم أوشيم أو مدينة "كرانيس" وبعض القطع الأثرية البسيطة، وقد مر على إنشائه 96 عامًا.
يقول سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم، فى تصريح إلى "الفجر"، إن منزل اللورد كرومر، المندوب السامي البريطاني، أنشأته جامعة ميتشجن الأمريكية عام 1924، عندما تواجدت بعثة من الجامعة للقيام بأعمال حفائر بالمنطقة، وكانت تستخدم المنزل مكان مبيت لأفراد البعثة أثناء أعمال الحفائر، وبعدها ظل المنزل مهجورًا لسنوات إلى أن جاء اللورد كرومر خلال الاحتلال الإنجليزي لمصر واستخدمه كإستراحة، وكان يقضي إجازاته الأسبوعية في المنزل، وأطلق عليه الأهالي اسم "بيت المندوب".
وأضاف "الشورة"، أنه بعد انتهاء الاحتلال وطرد الإنجليز من مصر، أصبح المنزل مهجورًا تماما مرة أخرى حتى عام 1970 عندما قامت كلية الآداب جامعة القاهرة بعمل حفائر بالمنطقة واستخدمته كمقر للفريق، وأصبح مهجورًا للمرة الثالثة إلى أن جاءت بعثة "أمريكية - هولندية" برئاسة "فليكا فيندرتش"، وقامت بترميم المنزل، وتأتي البعثة منذ ذلك الوقت لمدة شهر كل عام تقيم بالمنزل وتتولى أعمال ترميمه حتى لا يتأثر بالعوامل الجوية نظرًا لأنه من الطوب اللبن حتى الان.
وأكد مدير عام آثار الفيوم، أن منزل "المندوب السامى البريطانى" معروض فيه صور للحفائر التى تمت بالمنطقة خلال العصور الماضية، وصور للورد كرومر مع الحارس الخاص به، وبعض النماذج الأثرية المستخرجة من مدينة كرانيس بالمنطقة، حيث يوجد منزل القنصل، على بعد 100 متر تقريبا شمال متحف كوم أوشيم الأثري.
وعند الدخول للمنزل تشاهد العديد من الصور التاريخية التي تروى تاريخ مدينة كرانيس والحفائر التي تمت بها، حيث قام عدد من الأثريين المصريين والمعهد الفرنسي للآثار بالشرقية بعمل حفائر في الموقع، وذلك في المنطقة الشمالية، وتم اكتشاف مبنى لحمام روماني، وتم ترميمه من قبل البعثة، كما لوحظ على الحوائط وجود رسومات عديدة توضح أعمال البعثات بالمنطقة.