إيران.. دفن ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة بعد أيام من غضب الشعب

السعودية

احتجاجات إيران
احتجاجات إيران



دفن الإيرانيون اليوم الأربعاء، موتاهم الذين راحوا ضحية الطائرة الأوكرانية المنكوبة التي أسقطها الجيش عن طريق الخطاً الأسبوع الماضي، الأمر الذي أدى إلى أيام من الغضب ضد حكام إيران تلتها حملة من قبل الشرطة، وفقًا لوكالة أنباء "رويترز" العالمية.

وكانت العواطف تتصاعد مع تنامي ضحايا تحطم 8 يناير، وأظهر مقطع فيديو نشر على الإنترنت أن العلم الوطني تمزقه من نعش ضحية واحدة عندما جمع الأقارب الجثة وصاحت الأم "تمزيقه".

وخرج المتظاهرون إلى شوارع المدن الإيرانية لمدة أربعة أيام بعد أن اعترفت القوات المسلحة أخيراً يوم السبت الماضي، بعد أيام من النفي أنهم أسقطوا الطائرة.

ودعا الإيرانيون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى مزيد من الاحتجاجات اليوم الأربعاء، لكن لم يكن هناك ما يشير إلى هذا النوع من التجمعات في الأيام السابقة.

وبدلًا من ذلك، أظهرت مقاطع الفيديو شرطة مكافحة الشغب تجمعوا خارج الجامعات، وهي مركز التنسيق للمظاهرات.

وفي الاحتجاجات السابقة، أظهرت اللقطات الشرطة وهي تضرب المتظاهرين وأصوات أعيرة نارية والغاز المسيل للدموع والدماء على الأرض.

ومن الصعب تحديد النطاق الكامل للاضطرابات والحملة بسبب القيود المفروضة على التقارير المستقلة، ونفت الشرطة إطلاق النار، وقالت: إن "الضباط طلب منهم أن يتصرفوا بضبط النفس".

وذكر مدير المشروع الإيراني في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات علي فايز: أن "الحكومة ترى نفسها تحت الحصار من جميع الأطراف في الوقت الحالي، ولن تسمح بأي احتجاج على كرة الثلج بالدخول في حركة وطنية".

وقاتلت عدة جبهات؛ حيث اندلعت أزمة دولية جديدة بسبب برنامجها النووي، والاقتصاد في حالة توتر تحت العقوبات الأمريكية، وتصاعدت المواجهة المستمرة منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة إلى صراع مفتوح.

وتم إسقاط الطائرة من الدفاعات الجوية عندما كانت القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى بسبب الأعمال الانتقامية الأمريكية، بعد ساعات من إطلاق إيران صواريخ على أهداف للتحالف الدولي في العراق، رداً على غارة أمريكية بدون طيار أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بالقرب من مطار بغداد الدولي فجر يوم الجمعة الموافق 3 يناير الجاري.

كان معظم من كانوا على متن رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية المتجهة إلى كييف، إيرانيين أو مواطنين مزدوجين، كثير منهم طلاب عائدين إلى دراستهم في الخارج أو عائلات في طريقهم إلى منازلهم بعد رؤية أقاربهم في إيران.

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية، بأن رئيس مكتب قاضي التحقيق الجنائي في طهران، قال: إنه "تم التعرف على 123 من أصل 176 ضحية".

كما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن العديد من الضحايا دفنوا في مقبرة بهشت الزهراء المترامية الأطراف جنوبي طهران، بينما سيتم نقل آخرين إلى الخارج.

وأعتذر كبار المسؤولين العسكريين في إيران عن "الخطأ الذي لا يغتفر" في إسقاط الطائرة، وقالوا: إنها "ستقاضى من يلومون"، كما قال القضاء: إن "الناس اعتقلوا واتهموا بالقيام بدور في الكارثة".

لكن الحكومة سعت أيضاً إلى تحفيز الموالين في الداخل؛ حيث دعت هيئة برعاية الدولة إلى تنظيم مسيرات يوم الجمعة الماضي؛ لإظهار الدعم للقيادة وللاحتفال بذكرى "شهداء" كارثة الطائرة، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية.