"من مخبأ في الحرب العالمية إلى ساحة فنية".. حكاية مركز "شيلتر" بالإسكندرية
درجات سفلية داخل أرقى المباني التراثية في شارع فؤاد بالإسكندرية تأخذك إلى ساحة مركز"شيلتر" للفنون، ذلك المركز حديث العهد بالمدينة الساحلية منذ يونيو 2019، فهو ساحة فنية جديدة، يستضيف المعارض الفنية، عروض الموسيقى، وورش عمل ومحاضرات الفنانيين.
حكاية مركز" شيلتر" للفنون أهميته وبريقه ليس كونه فقط مركز اشعاع ثقافي جديد وداخل أهم المباني التراثية التي بناها المعماري اليوناني جريباري في عام 1928، وداخل شارع"فؤاد" أقدم شوارع المحافظة تاريخيًا وتخطيطيًا، إنما كونه مخبًأ سريًا صُنع ضد غارات الحرب العالمية الثانية، واحتفظ المركز عند تصميمه بالشكل القديم له.
"مركز شيلتر للفنون جاء تتويجًا لترميم قبو متهالك اسُتخدم أيام الحرب العالمية الثانية"، هكذا بدأ"مارك أمجد" المسؤول الأدبي في مركز شيلتر حكاية وأهمية المركز في حديثه ل"الفجر"، مشيرًا إلى أنه تم إعادة توظيف القبو ليكون مساحة فنية جاهزة.
ويحكي" مارك" أن المركز كان قبوًا تم بنائه أسفل العقار التراثي ضد غارات الحرب، ضمن العديد من المخابئ والصهاريج أسفل الأرض التي تشتهر بها المدينة، والقبو تصميمه حتى عند تجهيز المركز مقسم إلى غرف عدة، كما يوجد به فتحات للتهوية والإضاءة، ودرجات حديدية، تسمح بالنزول والخروج منه إلى شارع فؤاد.
ويضيف أن القبو قد ظل على حالته حتى العصر الحديث، وقد كان مغلقًا، ولكن مليئ بالرطوبة والعطن، حتى قامت شركة"سيجما" لاستثمارات العقارية وهي شركة معنية بالحفاظ على الجانب التراثي للمدينة، بالبدء في تطويره.
تطوير القبو كما يكمل"مارك" بدأ في عام 2017 من حيث ترميم الأعمدة والحوائط، وأن استراتيجية المكان تقوم على الحفاظ على هوية المكان القديمة وعناصره السابقة، من تواجد فتحات القبو والجدران القديمة والدرجات، وقد تم تزويدها بالإضاءات، لتعطي الشعور بالمكان.
عقب الانتهاء من أعمال التطوير والتجهيز، تم افتتاح مركز شيلتر للفنون في يونيو العام الماضي، وأنه تم وضع التصور بأن يستوعب أية فاعلية فنية سواء من مسرح، مكتبة، عروض بصرية فنية، بسعة 120 فرد، حتى يكون مركزًا فنيًا يضفي بريقه للمدينة الثقافية والفنية، كما يوضح"مارك".
الساحة الفنية
هدف المركز أولًا أن يستوعب الفنان السكندري، الذي كان دائمًا يذهب لإقامة معارضه الفنية في القاهرة، واستيعاب أيضًا فنانيين القاهرة والمحافظات، واستضافة الفنانيين العالميين، وأنه قد تم تنظيم معرض"إلكسندرينا" في وقت سابق ضم 12 فنان سكندري.
ويضيف المسؤول الأدبي أنه خلال الشهور الأولى للمركز عقب افتتاحه، استضاف عدد من المعارض لشخصيات فنية شهيرة مثل معرض الفنانة التشكيلية الشهيرة"ايفلين عشم الله"، ومعرض المصور الأمريكي"باري إيفرسون"، معرض مؤخرًا بالاشتراك مع منظمة الهجرة الدولية.
خدمات المركز
المركز يقدم العديد من الورش التي يحتاجها الفنان السكندري كما يكمل"مارك" مثل ورش الرسم والسينما ومكتبة تضم كتب فنية متخصصة ودراسية تفيد الفنانيين الدارسيين، وهناك محاضرات تلاقي قبول عالي من الشباب والفنانيين السكندريين.
ضوء جديد
المركز الجديد كما يصف المسؤول الأدبي يضفي حالة من التكاملية مع المراكز الفنية في المحافظة سواء الحكومية أو الخاصة، بقوله"هو يثري المشهد الثقافي ويحقق تكامل معاه"، مشيرًا إلى أن الزوار متنوعيين من طلاب كلية الفنون الجميلة، والفنانيين وأصدقائهم وشريحة تريد التعرف على المكان، وشريحة مواقع التواصل الإجتماعي.
ويشير إلى أنه مع بداية العام الحالي الجديد، فأن المركز قد وضع خطة باستضافة أسماء كبيرة من الفنانيين في الفن التشكيلي والأدب خلال فاعليات قريبة.