تؤمّن مصالح مصر ورسالة للأعداء.. تفاصيل افتتاح قاعدة برنيس العسكرية
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة قاعدة برنيس العسكرية بحضور عدد من أصحاب السمو والجلالة والفخامة من ضيوف مصر وعدد من وزراء الدفاع للدول الشقيقة والصديقة والدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والتى تعد إنجازًا جديدًا يضاف إلى إنجازات القوات المسلحة المصرية والتى تم إنشائها فى إطار إستراتيجية التطوير والتحديث الشامل للقوات المسلحة المصرية لتعلن جاهزيتها لكافة المهام التى توكل إليها على الإتجاه الإستراتيجى الجنوبى، ولتعكس فلسفة القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة فى بناء قواعد عسكرية تكون مرتكزًا لإنطلاق القوات المسلحة المصرية لتنفيذ أى مهام توكل إليها بنجاح.
وتعد قاعدة برنيس العسكرية التى تم إنشائها فى زمن قياسى خلال أشهر معدودة لتكون إحدى قلاع العسكرية المصرية على الإتجاه الإستراتيجى الجنوبى بقوة عسكرية ضاربة فى البر والبحر والجو، إرتباطًا بمختلف المتغيرات الإقليمية والدولية مما يعزز التصنيف العالمى للقوات المسلحة المصرية بين مختلف الجيوش العالمية.
وتقع القاعدة على ساحل البحر الأحمر بالقرب من الحدود الدولية الجنوبية شرق مدينة أسوان، وتبلغ مساحتها 150 ألف فدان وتضم قاعدة بحرية وقاعدة جوية ومستشفى عسكرى وعدد من الوحدات القتالية والإدارية وميادين للرماية والتدريب لجميع الأسلحة، كما تضم القاعدة رصيفًا تجاريًا بطول 1200 متر وعمق 17 مترًا ويشمل مبانى إدارية وخدمية ومحطة إستقبال ركاب وأرصفة متعددة الأغراض بطول 300 متر، وأرصفة لتخزين البضائع العامة بطول 400 متر وأرصفة وساحات تخزين الحاويات بطول 500 متر، بالإضافة إلى مطار برنيس الدولى ومحطة لتحلية مياة البحر بطاقة 3400 م3 يوم وشبكة متكاملة من الطرق الرئيسية.
ويتمثل الهدف الإستراتيجى لإنشاء قاعدة برنيس العسكرية فى حماية وتأمين السواحل المصرية الجنوبية، وحماية الإستثمارات الإقتصادية والثروات الطبيعية ومواجهة التحديات الأمنية فى نطاق البحر الأحمر فضلًا عن تأمين حركة الملاحة العالمية عبر محورالحركة من البحر الأحمر وحتى قناة السويس والمناطق الإقتصادية المرتبطة بها، وذلك ضمن رؤية مصر المستقبلية 2030.
وألقى رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة كلمة استعرض خلالها ملخص الفكرة الاستراتيجة التعبوية للمناورة قادر 2020 حيث بنيت الفكرة الإستراتيجة التعبوية للمناورة على إمكانيات وقدرات القوات المسلحه لتنفيذ خطة الفتح الإستراتجى التعبوى الجزئى ارتباطا بطبيعة التهديدات والعدائيات الحالية والمنتظرة والتوزيع الإستراتيجى للقوات المسلحه، ونتيجة لعدم الإستقرار الإقيلمى والدولى وتنامى الأعمال المسلحه قامت بعض العناصر المعادية من إحدى الدول بعملية محدودة على أحد الجهات الأستراتيجة والتأثير على المصالح الحيوية للدولة مع إستمرار تقديم الدعم اللوجسيتى لتصعيد العمليات الإرهابية على الإتجاه الإستراتيجى الشمالى الشرقى.
وأشار إلى أنه فى إطار ذلك قررت القيادة العامه للقوات المسلحه تنفيذ أعمال الفتح الإستراتيجى التعبوى الجزئى لتنفيذ عملية محدودة للقضاء على كافة التهديدات والعدائيات على مختلف الإتجاهات الإستراتيجه وتأمين خط الحدود الدولية مع فرض السيطرة الكامله على مسرحى عمليات البحر الأحمر والمتوسط وتأمين الملاحه البحرية ومصادر الثورة ولقد تم التخطيط لتنفيذ المناورة على عدة مراحل.
وقامت عدد من الطائرات المتعددة المهام طراز "ميج 29" بتنفيذ مهمة تنظيف المجال الجوى وإحتلال مظلة جوية لتوفير الحماية لطائرات النقل الإستراتيجى، كما قامت عدد من الطائرات متعددة المهام طراز "رافال" بتنفيذ مهمة الحماية الجوية المصاحبة لطائرات النقل وإحتلال عدد (2) مظلة جوية.
حيث يعتبر النقل الجوى من أهم مهام القوات الجوية حيث تتم أعمال الإسقاط والإبرار والإمداد بالذخائر والمعدات والإخلاء الطبى بواسطة طائرات النقل المختلفة وتؤثر أعمال النقل الجوى تأثيرًا مباشرًا على سير العمليات ونجاحها على كافة الإتجاهات الإستراتيجية.
وقامت عدد من الطائرات متعددة المهام من طراز "ميج 29" و"رافال" بتنفيذ الإقلاع والإستعداد لصد الهجمات الجوية المعادية المحتملة، وتعتبر كل من طائرات ( الرافال – الميج 29 ) من طائرات متعدد المهام الجيل الرابع المتقدم حيث تمتلك خصائص فنية وأنظمة قتالية ونيرانية عالية تمكنها من تنفيذ جميع المهام بدايات كبيرة على الإتجاهات الإستراتيجية المختلفة نظرًا لما لها من قدرة مناورة عالية وسرعة طيران كبيرة ووسائل حماية ذاتية وقدرة على تنفيذ جميع المهام فى الأحوال الجوية المختلفة.
كما قامت عدد من الطائرات متعددة المهام من طراز "ميج 29" و"رافال" لأغراض التدريب وعلى إرتفاعات منخفضة بالتزود بالوقود الجاف فى الجو بواسطة مستودع التزود بالوقود المجهز به كلا الطرازين على إرتفاع بلغ 7000 قدم.
ويحقق التزود بالوقود من خلال طائرات القتال بعضها البعض بعدًا جديدًا حيث تم تنفيذ أعمال التزود بالوقود جوًا من إحدى طائرات القتال المصاحبة للتشكيل المنفذ بغرض زيادة المدى التكتيكى للطائرات المنفذة للمهمة، كما ظهرت فى سماء العرض عدد من طائرات الهليكوبتر المتنوعة من طرازات مى 24 والأباتشى والكاموف والشينوك لتنفيذ مهام مختلفة طبقًا للأدوار المحددة لها. وأختتم طياروا فريق الألعاب الجوية (النجوم الفضية) العرض الجوى بتقديم لوحة فنية متميزة بطائراتهم على شكل الوردة المتفتحة يتوسطها علم مصر بألوانه الثلاثة.
أعقبها قيام الرئيس السيسى بجولة تفقدية لمطار برنيس الدولى إستمع خلالها لشرح مفصل على ماكيت للمطار تضمن كافة المراحل الإنشائية والتنفيذية، كذلك عدد من الصالات والطاقة الإستيعابية التى يتميز بها المطار الذى تم تصميمه فى وقت قياسى وبأعلى معايير والمواصفات العالمية فى مجال المطارات الدولية حيث يبلغ طول الممرات بمطار برنيس الدولى 3650م وعرض 45م وصالة ركاب سعة 600 راكب على مساحة 9600م2 وبرج مراقبة جوية بإرتفاع 58م وعدد من المنشأت الفنية والإدارية والخدمية،
وشاهد الرئيس السيسى المرحلة الختامية للمناورة" قادر 2020 " بمنطقة اللسان الرملى التى بدأت بإستعرض رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة لملخص المرحلة الرئيسية للمناورة" قادر 2020"، كما استمع الرئيس السيسى إلى التوجية الطبوغرافى والتكتيكى لمناطق عمليات الأنشطة المنفذة.
وأظهرت المناورة " قادر 2020 " مدى جاهزية وإستعداد القوات المشتركة لتنفيذ المهام بإحترافية وروح معنوية مرتفعة للزود عن تراب وطننا الغالى، وتميزت المناورة بمشاركة عدد من الطائرات المقاتلة المنضمة حديثًا إلي القوات الجوية وكذلك عدد من الوحدات البحرية الحديثة التي انضمت إلي الاسطول البحري المصري خلال العقد الماضى.
تأتى تلك الجهود التى تبذلها الدولة المصرية سواء فيما يتعلق بإنشاء العديد من القواعد العسكرية الحديثة والمتطورة، وتنفيذ هذة المناورات الضخمة على كافة الإتجاهات الإستراتيجية للدولة، تأكيدًا على الوعى الكامل لدى القيادة السياسية المصرية وحرصها الدائم للوصول لمنظومة قتالية متكاملة وتكثيف إجراءات التأمين على كامل القطر المصرى وتطوير نظم التسليح فى كافة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية وردع كل من تسول له نفسة المساس بأمن مصر وإستقرارها.
حضر مراسم الإفتتاح عدد من الوزراء والمحافظين وعدد من السفراء والملحقين العسكريين المعتمدين بجمهورية مصر العربية وعدد من الشخصيات العامة والإعلاميين وعدد من طلبة الجامعات المصرية.