سودانيون يكشفون لـ"الفجر" معلومات عن التمرد بالخرطوم والدور المشبوه للإخوان

عربي ودولي

بوابة الفجر



وقعت حالة من التمرد بين عناصر من الجيش السوداني، بشكل مفاجئ يوم أمس الثلاثاء، وتسببت في مقتل عسكريين، ورغم أن الحكومة السودانية أكدت على أن الحياة الطبيعية عادت إلى البلاد بعد أن تمكنت القوات المسلحة من سحق تمرد قاده أعضاء في هيئة المخابرات، إلا أن الأمر تم التخطيط له منذ فترة، وأكد تواطؤ عدد من أفراد الجيش مع نظام الرئيس المعزول عمر البشير، ومحاولة جماعة الإخوان إثارة الفوضى وهدم الحكومة الجديدة بالسودان.

حركة التمرد
وكشف المحلل السياسي السوداني المقيم في لندن، الحسن أحمد صلاح، معلومات عن المجموعة التي قامت بالتمرد أمس، موضحاً أنها تتبع ما يسمى بهيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات العامة، ومكونة من 12 ألف مقاتل ومهمتها قتالية وليس أمنية، لافتاً إلى أن الحكومة السودانية الجديدة عرضت عليهم 4 حلول، وهي ضمهم للجيش أو قوات الدعم السريع أو إلحاقهم بهيئة العمليات بالجيش أو إعطائهم جقوقهم المادية وتسريحهم، والذي استقروا عليه.

تواطؤ وخيانة
من جهته، أوضح المحلل السياسي محمد الأسباط، أن ما حدث أمس في الخرطوم هي حركة تمرد من ظباط وعناصر من فرقة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات، وهي الفرقة المقاتلة التي أقرت الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية في السودان بحلها، وهذا التمرد يعتمد على أسس سياسية؛ لأن أفراد هذه القوة البالغ عددهم نحو 16 ألف مقاتل تم توظيفهم بحكم انتمائهم للاسلاميين، وبالتالي جاء تمردهم متكاملا مع حركة فلول النظام المخلوع لإثارة الفوضى وتعكير صفو الفترة الانتقالية

وذكرالأسباط لـ"الفجر"، أن أسباب التمرد المعلنة تمثلت في تأخيير تسليمهم حقوق نهاية الخدمة، لكن يبدو أن ثمة تواطؤ من قبل قيادة جهاز المخابرات لان قرار حل وحدة العمليات صدر قبل أكثر من 4 أشهر، وتأخرت قيادة جهاز المخابرات في تجريدهم من أسلحتهم ومكاتبها تتواجد وسط المواطنيين، وهو ما يؤكد على تواطؤ قيادة جهاز المخابرات مع بقايا النظام البائد.

جماعة الإخوان
وأكد على ذلك المحلل السياسي السوداني أحمد صلاح، بقوله: إن "مسألة التمرد ليست بسبب عدم حصولهم على حقوقهم"، موضحاً أنه مخطط ورائه جماعة الإخوان وقد يتبعها تحركات أخرى، من أجل إثارة الفوضى وهدم النظام الجديد.

وذكر أن تلك القوات لديها 4 مقرات وتوجد بمدن كافوري وكوبر والرياض وسوبا جنوب الخرطوم، منوهاً إلى أن الجهاز السري لجماعة الإخوان يوجد في سوبا وتحول إلى جهاز امني خلال فترة حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير، وتم تدريب عناصره عسكريا وتسليحه بأحدث المعدات، حتى أصبح أقوى من الشرطة.

حل جهاز الأمن السوداني
وأكد صلاح، على أن ما حدث فرصة جيدة للحكومة لحل الجهاز وتكوين آخر الجديد مكون من ضباط وخريجيين جدد يتم تدريبهم ومهمته الأساسية تكون جمع المعلومات وحماية الخرطوم من التدخلات الأجنبية، أو تغيير قياداته في الوقت الحالي وإحلاله تدريجيا خلال الشهور المقبل، إذا كان هناك تخوف من الفراغ الأمني، لأن الاخوان لا يزالون يستفيدوا منه بسبب وجود عناصرهم بداخله.