"فيرجينا الصحراء".. تتلاعب بأناملها الذهبية في رمال الوادي الجديد لرسم لوحات فنية مبهره (صور)

بنت العواشير، لقيبت بفيرجينيا الصحراء من كثرة عشقها للصحراء وألوان الرمال الطبيعية التي بأناملها الزهبية ترسم لوحات، تخرج في رحلة داخل صحراء الواحات باحثًا عن الجمال في رمال نراها كأشخاص بشكل مألوف ولكن نظرتها لجمال الطبية وألوان الرمال المختلفة تحولها إلى لوحات فنية مبدعة توثق من خلالها حياة القاطنين بمحافظة الوادي الجديد وتراث أهل الواحات هناك.

تقول الدكتورة نهى سعيد مفتي، بنت العواشير، أنها مغرمة بالصحراء منذ نعومة أظافرها وهوت الرسم إلى أن دخل كلية الفنون الجميلة جامعة حلون، وحصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة حلوان وعملت كمدرس بقسم الجرافيك كلية فنون جميلة جامعة أسيوط،تعلمت الرسم على اللوحات بالرمال على يد أحد الرسامين المشاهير فى الواحات لتبدع وتنطلق فى رسم اللوحات من الرمال والجداريات الابداعية من الالوان الطبيعية لحجارة البحبيح التى شكلت منها لوحات فنية.

وأضافت، مفتي، إن طبيعة المجتم الواحاتى تؤثر علي لوحتها حيث تبرز تأثير الألوان على مجتمع الواحاتي قديمًا وعلاقته بالطبيعة،حيث كان في الماضي اللون الأخضر هو السائد في مناطق التجمعات السكنية نظرًا لاعتماد معظم أهالي الوادي قديمًا على الزراعة، فكانت تلجأ الفتيات إلى ارتداء اللون " الوشيا" أو اللون "بمبي حلاوة" كما كانوا يطلقون عليه قديما، وهذا اللون علميًا هو المتمم للون الأخضر اهتدت إليه سجية بنت الواحة بطرتها واختلاطها بالبيئة، كان هذا اللون الفاقع بإندماجه مع اللون الأخضر يلفت أنظار الرجال إلى الفتيات ومن هنا كان يتقدم لخطبتها، فأصبح هذا هو اللون السائد في ملابس الفتيات قديمًا، كما كان هناك لون خاص بالأرامل ولون خاص لا ترتديه إلا المطلقات، وهكذا فإن اللون كان له دور اجتماعي كبير في تنظيم حياة أهل الوادي الجديد.

وأوضحت، مفتي، انها أعتادت أن تقطع شوًا كبيرًا في رحلاتها بصحراء محافظة الوادي الجديد من شمالها لجنوبها ومن غربها لشرقها، لكي تجمع كافة الألوان التي بحاجة لها من الرمال، وأقوم بتحضير قطعة خشبية وأبدأ في الرسم عليها وتشكيلها وأقوم بعدها بوضع المادة اللاصقة وواقوم بتلوينها بالأحجار الرملية الملونة فيما يعرف في الواحات بأسم البحبيح لكي تتضح معالمها.

يذكر أن الدكتورة نهي مفتى اول من نفذت جدارية ضخمة بشكل تطوعي كاملًا داخل حرم جامعة أسيوط من الرمال الواحات لإضفاء العنصر الجمالي على الحرم الجامعي باستخدام كافة الإمكانيات المتاحة برمال الوادي الجديد الطبيعية الملونة والتي يبلغ طولها 8 متر وارتفاعها 5 متر، والتي شارك في تصميمها طلاب قسمي الجرافيك والنحت بالكلية، مشيرة أن تصميم الجدارية استغرق شهرين حيث بدأت بعمل رسم مبدئي للجدارية، تلتها مرحلة نحت بسيط ومرحلة التشكيل بالرمل.