"أمنية عبد العال".. حكاية فتاة تُعلمّ الفتيات فنون الدفاع عن النفس لمجابهة التحرش
قبل عدة سنوات، تحديدًا خلال عام 2013، بدأت الشابة المصرية أمنية عبد العال في تعلم فنون الويندو للدفاع عن النفس ضد التحرش "كانت منحة من وزارة الشباب والرياضة في 2013 بالتعاون مع مركز التعاون الالماني(GIZ) لتدريب مجموعة من الفتيات علي فنون الويندو ليصبحن مدربات"، وقد التحقت بها عبد العال، أصبحت عبد العال مدربة مصرية محترفة في هذا الفن للدفاع عن النفس"حصلت حوادث تحرش بشعة في 2013، شجعتني أتعلم فنون الدفاع عن النفس".
مع ارتفاع نسب التحرش في مصر، اتجهت بعض الفتيات لمواجهة مشكلة التحرش من خلال الدفاع عن النفس ومواجهة المتحرش بدل من الهروب أو السكوت، ترفض أمنية عبد العال مدربة ويندو معتمدة من وزارة الشباب والرياضة ومنظمة التعاون الألمانى وصاحبة مبادرة "أيوه تقدري" لمواجهة التحرش والتي تحدثت "للفجر"، فكرة أن ملابس البنت المكشوفة سبب للتحرش "على فكرة في محجبات ومنتقبات بيشتكوا من التحرش، ونسبة التحرش وصلت 99% وأكيد مش كل البنات لبسهم وحش عشان نوصل للنسب دي".
كانت أسرة "عبد العال" الحافز والداعم لابنتهم في تعلم الويندو "بالعكس، أمي شجعتني أتعلم الويندو واشتغل مدربة للدعم الفتيات وبابا فرح بيا"، دعمتني أسرتي في دراسة الماجستير في أمريكا في تخصص إدارة الأعمال للعمل في المشاريع التنمية"، لم يكن هناك أي عقبات أو ضغط من أهلي، تري عبد العال أن أحد مشاكل التحرش هو عدم قدرة البنت علي المواجهة "البنت مبتعرفش تواجه المتحرش ولا بتعرف تتصرف".
تعرف عبد العال فن الويندو "الويندو هو خليط من طرق الدفاع عن النفس، اتعملت مخصوص للسيدات بحيث يقدروا يستخدموها فى الدفاع عن أنفسهن فى حياتهن اليومية، بدأت هذه الفنون في كندا وألمانيا" وتوضح عبد العال، أن فنون الويندو تختلف عن رياضات القتالية مثل المصارعة والملاكمة " الويندو لاتشترط مستوي لياقة بدنية، ويمكن أن تتعلمها المرأة من سن تسع سنوات وحتي ستين عاما ولا تشترط وزن معين أو نحافة وقوام رياضي مثل الملاكمة، أي بنت عادية تقدر تتعلم الويندو".
يمتد تدريب الويندو لمدة عشر ساعات لتعلم 1000 طريقة للدفاع عن النفس علي مدار يومين، وتتعلم الفتاة في اليوم الأول للتدريب: لغة الجسد والكلام اللفظى بالإضافة إلى تقنيات الدفاع البدنية لمواجهة رجل أقوى منها، والتى يسهل استخدامها فى الحياة اليومية، وتتعلم البنت في اليوم التالي للتدريب: أساليب الدفاع عن النفس وتكسر خشبة، وتتعلم كيف تكسر مخاوفها، كما تتعلم سيناريوهات للمواقف التحرش وكيف تواجهها وماذا تفعل مع المتحرش.
يبحث المتحرش دائمًا عن الفتاة الضعيفة الخجولة "عشان كده بنعلم البنات ازاي يثقوا في نفسهم ويواجهوا المتحرش"، يهدف الويندو تعليم البنت كيفية تجنب حالات الخطر والتهديد، والقدرة على الرد واتخاذ الإجراء المناسب عند حدوثها، كما يعلم الويندو البنت كيف تحرر نفسها بدون استخدام قوة جسدية ومجهود كبير، كما تتعرف الفتاة علي مناطق الضعف التي يمكن استهدافها فى جسد المعتدى، يوجد مرحلة متقدمة من الويندو حيث تستمر التدرببات لمدة من 4 إلي 6 شهور ثم المرحلة العليا الأخيرة "advanced" تتعلم فيها الفتاة مواجهة الأشخاص المسلحين وكيفية مواجهة الشخص المغتصب".
على مدار ست سنوات من التدريب، قابلت عبد العال عشرات القصص لفتيات مصريات ولاجئات تعرضن للتحرش" قمت بعمل حوالي 1000 ساعة تدريبية على مستوى محافظات مصر وفى الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع العديد من الهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدنى، كانت أكثر القصص المؤثرة التي قابلتها لأحد اللاجئات التي واجهت التنمر والتحرش لانها سمراء البشرة، ونجحت في مواجهة المتحرشين بفضل الويند".
عملت "عبد العال" خلال سنوات الماضية بشكل تتطوعي في ملاجئ الأطفال في مصر بالتعاون مع جميعة " هي مصر" لتدريب الفتيات الصغيرات السن علي الدفاع عن أنفسهن ضد التحرش وتتعاونت مع السفارة الأمريكية خلال مؤتمر "woman 2 woman" لتدريب الفتيات علي مواجهة التحرش، كما عملت في تدريب لاجئات سوريات ويمنيات بالتعاون مع جمعية "Care&UNHCR"
ترى عبد العال، أن حل ظاهرة التحرش في نشر الوعي باحترام المرأة، وتوعية الجماهير، وقضاء علي فكرة "ماليش دعوى، وايه اللي ودها هناك"، ونشر فكرة احترام الانسان " الكلام عن اللبس باعتباره سبب التحرش كلام فارغ لاني قابلت حالات تعرضت للتحرش وكانوا منتقبات ومحجبات وأطفال اتعرضوا للتحرش" .
تنصح "عبدالعال" الفتيات بمواجهة المتحرش وحماية حدودهن "من حقك تقولى (لا) لأى حد بيحاول يتحرش بيكى، ومن حقك كمان تخرجى أى حد أذاكى أو حاول ياذيكى برة دائرة حياتك"، كما تنصح "عبد العال" الفتيات خلال لحظات التحرش بتعطيل المتحرش والهروب "أنتى مش محتاجة تكسبى المعركة وتثبتى أنك أقوى، كل الى أنتى محتاجاه هو أنك تعطلى الشخص اللى بيحاول الهجوم أو التعدى عليكى عشان تهربى وتحافظى على سلامتك" .