كيرلس مدحت يكتب: "صورة وابتسامة وعلى جمال اللحظة السلامة"

ركن القراء

بوابة الفجر


في عام ٢٠١١ وبالتحديد في اخر شهر يناير وقت اندلاع الثورة المصرية والذي نزل فيها الجيش الى ميادين المحافظات بسياراته ومدرعاته ودباباته الكبيرة اخذت والدي وهاتف امي والذي كان بامكانه تصوير صورة بجودة ٣ ميجابيكسل وكان حينذاك كما يقولون الان "قمة الروشنة" لتوثيق الحدث وخرجت مع السيد مدحت لمكان بالقرب من المنزل لكي ارى ولاول مرة في حياتي هيئة الدبابة واخذت صورة تذكارية بجانبها بهاتف والدتي وكان اهتمامي الاول هو رؤيتها بعيني ثم التصوير معها بهدف توثيق الحدث 

ويتقدم العمر ويصاحبه الفكر وياتي بصحبته التكنولوجيا ليصبح الهاتف والذي كان بامكانه تصويرك بجودة ٣ ميجابيكسل هاتف ذكي يستطيع اخراج صورة لك رائعة وتشبه فيها ممثلين الافلام الاجنبية ويظهر انك جميل في ظل انك لم تناسب الجمال باي صلة وتصبح فكرة التصوير ليست لمن سمحت لهم الظروف لشراء هاتف ذكي ولكن للكل 

فتحولت المناسبات العائلية والدينية الى صورة تذكارية وليست روح ومشاعر جميلة تصل الى الكل ويستمتع بيها كل من رزقه الله بروح فاصبح كل مننا تمثال يقف لكي يلتقط صورة مع اخيه التمثال لكي يعرضوها على مسرح التماثيل عند العودة للمنزل في عرض يستغرق ٢٤ ساعة على حالات مواقع التواصل الاجتماعي

عذرا صديقي لم اقصد اهانة اي فرد لكن اقصد اهانة سلوكنا والذي جعل من التصوير اسلوب حياة بعد ان كان توثيق للحظة في حقيقة الامر كل ما اريد ان اوصله اليك انك تستمتع بلحظات حياتك و تهمش فكرة التصوير في المناسبات القادمة واترك نفسك تستمتع بالاجواء والجو واجعل التصوير توثيق للامر فقط 

وهنا تكون وصلت لنهاية المقال دعني اخذ صورة تذكارية معك يا صديقي العزيز