المملكة تؤكد وقوفها بجانب العراق ليتجاوز ما يهدد أمنه واستقراره
أدانت المملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة، انتهاك إيران لسيادة العراق من خلال استهداف قاعدتين عسكريتين بالعراق.
ولفتت المملكة، إلى سعيها المستمر لإبعاد العراق الشقيق عن منزلقات الاقتال والحرب ليحيا أبناءه في أمن وازدهار، مؤكدة على أنها ستقف دائمًا إلى جانب العراق ليتجاوز كل ما يهدد أمنه واستقراره وانتمائه لعروبته.
وناشدت المملكة، المجتمع الدولي بضرورة العمل على إلزام إيران احترام سيادة الدول بالشرق الأوسط، واحترام القوانين والمعاهدات الدولية، والكف عن زعزعة أمن المنطقة والعالم أجمع.
وجاء ذلك خلال كلمة المملكة، التي ألقاها مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المعلمي، اليوم الجمعة، في جلسة مجلس الأمن المنعقدة حول "التمسك بميثاق الأمم المتحدة من أجل صون السلام والأمن الدوليين".
وفي أول الكلمة، أعرب مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة، عن تهنئته لرئيس الجلسة نائب رئيس الوزراء في جمهورية فيتنام، بمناسبة تولي بلاده مقعدها في مجلس الأمن ورئاسة المجلس لهذا الشهر، متمنياً لها ولشعب فيتنام الصديق مزيداً من التقدم والازدهار.
كما أفاد بأن المملكة حرصت منذ تأسيسها على الحفاظ على الأمن السلم والدوليين وتعزيز العمل الجماعي تحت مظلة الأمم المتحدة انطلاقًا من إيمانها الراسخ بمبادئ وأهداف الأمم المتحدة، وحرصها على نشر رسالة السلام والمحبة، ومنع الحروب والصراعات المدمرة، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
وصرح السفير المعلمي: "نجتمع اليوم والعالم أحوج من أي يوم مضى إلى صون الأمن والسلم الدوليين والتمسك بميثاق الأمم المتحدة، في ظل ما يشهده العالم بصورة كبيرة ومتزايدة ومتسارعة لوتيرة الصراعات والتوترات بشكل لم يشهده منذ عقود طويلة، وخصوصاً في منطقتنا منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي".
وأكد على أن المملكة تحث كل الدول على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، إلى جانب حثها المجتمع الدولي على ضرورة الاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه هذا الالتزام، خاصة فيما يتعلق بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي المخالف لمبادئ الأمم المتحدة وميثاقها للأرض الفلسطينية وبقية الأراضي العربية.
وتابع السفير المعلمي: أن معالجة المشكلات التي يواجهها العالم اليوم، تتطلب منا ترجيح الحكمة والسلام على الحرب والدمار، وأن نعمل سوياً على أن تجنيب العالم مزيد من الصراعات، وأن ننشر رسالة السلام، وأن نعمل على تعزيز دور الدبلوماسية المتعددة والوساطة لحل الأزمات، وهو ما تبنته المملكة العربية السعودية دائمًا في سياستها الخارجية.
وأضاف: وشهدت على ذلك عدة مبادرات منها توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية اليمينة وبين المجلس الجنوبي الانتقالي، وكذلك توقيع معاهدة السلام بين أريتريا وأثيوبيا، ومختلف المبادرات المتعددة التي قامت بها المملكة في السنوات الماضية، حيث نجحت من خلال سياستها في تجنيب المنطقة والعالم صراعات كثيرة وكان لها دور كبير في صون الأمن والسلم الدوليين.
كما لفت إلى أنه تأكيدًا على جهود المملكة في صون الأمن والسلم الدوليين، تأسس في المملكة هذا الأسبوع مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، إيماناً من المملكة بأهمية هذا المجلس في تعزيز فرص التعاون والاستثمار والتنمية بين دول المنطقة، والمساعدة على حفظ الأمن ومواجهة التحديات والمخاطر.
وتابع: أن الالتزام بميثاق الأمم المتحدة ومبادئها يتطلب النظر في هذا الميثاق وتحديثه، والعمل على أن يكون مواكبًا لتطلعات القرن الحادي والعشرين وتحدياته، ولذلك فإن المملكة تدعم دعمًا كاملاً الجهود التي تبذل نحو إصلاح مجلس الأمن وإصلاح الأمم المتحدة بشكل عام، كما تدعو كل الأطراف إلى الالتزام بأنظمة العمل المتعدد الأطراف في العالم والحفاظ على المعاهدات الدولية وصيانتها.
وفي ختام كلمته، أوضح السفير عبدالله المعلمي أن المملكة لن تأل جهداً في العمل مع الأمم المتحدة وبالذات مع مجلس الأمن الموقر، ومع الدول المؤمنة بالعمل الجماعي في سبيل تحقيق كل ما فيه خير البشرية، مفيداً بأن المملكة ستستمر في أداء دورها الدبلوماسي بحس المسؤولية وإعلاء مفاهيم القانون الدولي، التي كانت وما زالت تشكل المحاور الثابتة للعمل الدولي.
ولفت السفير المعلمي، النظر إلى أن الجميع اليوم مطالبون باتخاذ السياسات والقرارات الحازمة لمواجهة هذه التحديات بكل صلابة وتصميم، والتحرك الجاد والسريع، نحو صون الأمن والاستقرار العالمي، وتهدئة الأوضاع وعدم اللجوء إلى التصعيد في أي مكان.