إسقاط الطائرة الأوكرانية.. فضيحة جديدة تلاحق النظام الإيراني (تقرير)
أسبوع من الكوارث واللعنات عاشته إيران، بدأ مع مقتل قاسم سليماني، الرجل الثاني في النظام الإيراني، وانتهى بمأساة حقيقية قتل فيها 176 شخصا بينهم 82 إيرانيا و63 كنديا و11 أوكرانيا، في طائرة أوكرانية أقلعت لتوها من إيران، إلا أنها سقطت مدمرة وقتل جميع من كانوا على متنها.
النظام في مرمى الاتهامات
ويتهم النظام الإيراني، بضرب الطائرة وإسقاطها، فيما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأميركية أن الطائرة الأوكرانية التي سقطت قرب طهران أصيبت بصواريخ إيرانية أطلقت من نظام مضاد للطائرات تم تفعيله عن طريق الخطأ، وفق 3 مسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والاستخبارات الأميركية والعراق.
كشف الملابسات
وأوضحت "نيوزويك" عن المسؤولين الثلاثة، أن الأنظمة الإيرانية المضادة للطائرات كانت في حالة استنفار في توقيت تحطم الطائرة، وذلك بعد وقت قليل من إطلاق إيران صواريخ روسية الصنع على قاعدتين بالعراق، رداً على مقتل قائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليماني.
أسقطت بالخطأ
كما أفادت شبكة CBS نقلا عن عن مسؤولين أميركيين بأنّ الإدارة الأميركية واثقة من أن النظام الإيراني أسقطت الطائرة الأوكرانية بعد قصف قاعدتين في العراق، فيما أوضح مسؤولون حكوميون أميركيون لـ "رويترز" إنهم يعتقدون أن الطائرة تم إسقاطها بالخطأ بواسطة الدفاعات الجوية الإيرانية.
طبيعة القصف
وبيّن المسؤولون الثلاثة لـ "نيوزويك" أن الطائرة الأوكرانية قصفها نظام صواريخ أرض جو Tor-M1 صنعته روسيا، ويُعرف لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) باسم Gauntlet، بينما ذكر مركز الأبحاث IHS Markit إن الطائرة الأوكرانية من المحتمل أنها أسقطت بصاروخ SA-15 أطلقه قوات الحرس، عبر الخطأ.
تكذيب الرواية الإيرانية
وأكد مركز الأبحاث أن البيانات العامة المتوفرة حول الرحلة UIA752 لا تتوافق مع زعم منظمة الطيران المدني الإيرانية أن الطائرة كانت تحاول العودة إلى المطار، مشيراً إلى أن الطائرات التجارية تواجه خطرا كبيرا باحتمال إسقاطها على يد الدفاعات الجوية الإيرانية في أو قرب المجال الجوي الإيراني بسبب التصعيد العسكري المستمر مع الولايات المتحدة.
شهادات داخلية
كما أوضحت الرواية الداخلية من مواطنين إيرانين شاهدوا الحادث أن الطائرة الأوكرانية التي تحطمت في مطار خميني كانت مستهدفة بطريق الخطأ من قبل نيران الدفاع الجوي لقوات الحرس في منطقة المطار.
صاروخ إيراني
وفي ذات السياق قال رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، إن حكومته لديها معلومات تفيد أن إسقاط الطائرة الأوكرانية تم بصاروخ إيراني، ربما لم يتم بشكل مقصود.
وأوضح "ترودو" أن هناك معلومات من الاستخبارات الكندية واستخبارات أخرى تفيد بأن صاروخ أرض جو أسقط الطائرة الأوكرانية فوق إيران.
تزامنا مع قصف القواعد
وسقطت الطائرة الأوكرانية بعد إقلاعها من العاصمة الإيرانية طهران تزامنا مع إطلاق إيران صواريخ على قواعد عسكرية عراقية تستضيف قوات أميركية وسط توتر بين واشنطن وطهران.
الامتناع عن تسليم الصندوق الأسود
ومما يزيد من احتمالية إسقاط الطائرة بأيدي إيرانية، هو امتناع إيران عن تسليم الصندوق الأسود للطائرة، ففي أعقاب الحادث، أكدت إيران أنها لن تسلم الصندوق الأسود الخاص بالطائرة الأوكرانية التي تحطمت فوق أراضيها إلى السلطات الأمريكية.
حجج فارغة
وأوضح حينها مدير هيئة الطيران المدني الإيراني، علي عبد زاده لوكالة مهر شبه الرسمية الإيرانية، إن تحليل محتوى الصندوق الأسود سيجري في إيران لأن الحادثة وقعت على أراضيها، مشيرا إلى أن هذه العملية ستشهد مشاركة محققين أوكرانيين.
كما أكد المسؤول الإيراني أنهم لن يزودوا الولايات المتحدة الأمريكية أو الشركة المصنعة للطائرة (بوينغ) بالصندوق الأسود، معلناً عدم مشاركة محققين أمريكيين في عملية التحقيق لمعرفة ملابسات ما حدث.
دعم الأمم المتحدة
وطالبت السلطات الأوكرانية دعما غير مشروط من الأمم المتحدة للتحقيق في حادثة تحطم طائرتها في طهران، مشيرة إلى أن أنها تدرس فرضيات عدة بشأن سقوط الطائرة المدنية فوق إيران، ولا سيما فرضية العمل الإرهابي.
وعرضت الحكومة البريطانية على الرئاسة الأوكرانية، المساعدة في تحقيقات تحطم طائرتها، بينما طالبت كندا السلطات الإيرانية، بسرعة السماح لمسؤوليها بدخول طهران للمشاركة في التحقيق الخاص بتحطم طائرة أوكرانية، مما أدى إلى مقتل 63 كنديا كانوا على متنها.
إيران لا تستطيع التهرب
وفي تصريح خاص لـ"الفجر"، قال محمد حامد، المتخصص في الشأن الدولي، إن حادث سقوط الطائرة الأوكرانية، لو تم إثباته على طهران، سيلزم ذلك طهران بدفع التعويضات لمن قتلوا على متن الطائرة.
وأوضح "حامد" أنّ إيران لا يمكن أن تتنصل مما حدث، مؤكداً على ضرورة تسليمها الصندوقين الأسودين للطائرة، على الرغم من إعلانها الامتناع عن تسليمهما في أعقاب حادث الطائرة الأوكرانية، كما لابد من تسمح بإجراء التحقيقات على أراضيها بخصوص ذلك.
ولفت حامد، إلى أن إيران على الرغم من امتناعها تسليم الصندوق الأسود للطائرة، إلا أنها لا تستطيع التهرب على الإطلاق، مذكرا أن الطيران الإيراني يعاني من مشكلات كبيرة، بسبب حرمان إيران من التقنيات التي لها علاقة بالطيران.