إلقاء صليب في برك متجمدة.. مراسم احتفالات عيد الغطاس

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


يحتفل الأقباط خلال الأيام القادمة، بعيد الغطاس؛ لأنه ذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن بيد يوحنا المعمدان، وحلول الروح القدس عليه، بعدها انطلق يجول يصنع الخير، ويبشر برسالة الإنجيل.

حيث كانت مراسم الاحتفال بعيد الغطاس تتم على شاطئ النيل حتى أوقفها الحاكم بأمر الله، ويشهد هذا العيد طقسا لا يتكرر سوى ثلاث مرات سنويا، وهو صلاة اللقان وتعني في المسيحية الاغتسال، حيث يقوم القس برسم جبهة الرجال بعد الصلاة كرمز للاغتسال من الخطيئة، ويتواصل الاحتفال بهذا العيد ثلاثة أيام تؤدى فيها الصلوات بالطقس الفرايحي، ويمنع فيها الصوم الجماعي.

يأكل الأقباط خلال عيد الغطاس "القصب والقلقاس"، الذي يرمز للمعمودية، حيث يحتوي القلقاس على مادة سامة إلا أنها لو اختلطت بالماء تحولت إلى مادة مغذية، فهو يشبه ماء المعمودية الذي يتطهر به الإنسان من الخطيئة، كما يتطهر القلقاس من المادة السامة بواسطة ماء الطهي، أما قصب السكر الذي يذكر بضرورة العلو في القامة الروحية، وإفراز الحلاوة من قلوب بيضاء نقية تعتصر من أجل الآخرين، ويمتاز بكثرة السوائل داخله، ويرمز أيضًا لماء المعمودية.

ومن أبرز مظاهر العيد في المجتمعات المسيحية التابعة إلى الطائفة الأرثوذكسي مثل روسيا وبلغاريا واليونان وإسطنبول أن يُلقى صليب في البحر ويقوم شاب بالغوص لاسترجاعه والغطس في بِرك المياه المتجمدة، وكانوا أقباط مصر يحتفلون بعيد الغطاس في العصور القديمة بإقامة احتفالًا كبيرًا وأداء طقوس الصلوات على ضفاف نهر النيل مع حمل المشاعل والغطس في النهر بعد إتمام الصلوات، وإلقاء الصليب المقدس في النهر، ثم فيما بعد يعودون إلى الكنائس لإتمام بقية طقوس الاحتفال بعيد الغطاس،و استمر هذا الطقس حتى عصر الحاكم بأمر الله، ثم تحول الاحتفال بعيد الغطاس من شاطئ النيل إلى داخل الكنائس، وظهر عندئذ ما يُعرف بالمغطس او اللقان كبديلًا عن نهر الأردن.

وتعتبر صلاة اللقان إحدى الصلوات المرتبطة بعيد الغطاس المجيد أيضًا، وكلمة "اللقان" اسم يونانى للإناء الذى يوضع فيه الماء للاغتسال، وتعنى وعاء، وتوجد نماذج له فى كنائس مصر القديمة على شكل وعاء من الحجر أو الرخام، مثبت فى أرضية الكنيسة، بينما توضع المياه فى الوقت الحالى فى وعاء عادى، ويصلى عليها الكاهن.