"أنا بطل".. رحلة أنس ووالدته مع "الصلب المشقوق"
في يوم من أيام عام 2013 حان موعد ولادة بسمة ذو الـ 27 عاما، وكعادة الأمهات عند الولادة تنتابها بعض المشاعر التي تسيطر عليها، فرح، خوف، قلق، توتر، وذلك من حياتها الجديدة فحياتها تتغير كليا عن ذي قبل.
منذ ست سنوات ذهبت بسمة إلى الطبيب للولادة وأتمت إجراءاتها وظلت تنتظر طفلها لتحتضنه بين ذراعيها ولكن كانت الفاجعة أنه مريض "بالصلب المشقوق" وهو مرض يصيب العمود الفقري ويفقد الشخص القدرة على التحكم في أعصاب الأرجل بما يعيق الحركة والمشي بشكل طبيعي ويحتاج لإجراء عملية.
لحظات مرت قاسية، أسودت فيها الدنيا بأعين الأم، قبل أن تقرر الصمود وعدم الاستسلام للقدر، فهي لم تفرح بمولودها الأول ولم تشعر بتلك اللحظة التي تضمه فيها لأول مرة، ففي اليوم السابع أجرت عملية له بالظهر، وبعد شهرين من الولادة أجرت تركيب صمام للمخ.
أعطى الله القوة والصبر للأبوين ليتحملا رحلة العلاج الطويلة التي ستستمر مع طفلهم أنس، لوقت كبير، فبدأ بالعلاج الطبيعي ولكن الطبيب المعالج نصحها بعدم الذهاب له وتعلم الحركات اللازمة لإجرائها لطفلها في المنزل لتوفير النفقات الباهظة التي تنفقها على الأطباء.
كبر الصغير وحان وقت مرحلة "الحضانة" ولكن كانت مشقة للأم فلعامين متتاليين كانت تحمله بين ذراعيها وتذهب به للحضانة وتجلس معه في الفصل حتى تعتني به فكانت لاتستطيع أن تبتعد عنه وتحب أن تراه دائما، حتى التحقت الأم ببعض المؤسسات فأعطوا للصغير كرسي استطاع أن يتحرك به.
يمتاز "أنس" بمهارات وفنيات لا يملكها الكثير من الأشخاص العادية، ويتمتع بقدرة غير عادية على استخدام التكنولوجيا، كما أنه يحبه الناس كثيرا لبشاشة وجهه ومرحه معهم.
لعب أنس لمدة ستة أشهر رياضة تنس الطاولة في أحد الأماكن ولكنه حاليا توقف لبعض الظروف، كما شارك أنس برفقة والدته في ماراثون زايد الخيري وحاز على رقم استطاع به أن يكون في قائمة الفائزين.
بعينان تملؤهما البراءة والطموح معًا، "أنا بطل"، هكذا عبر أنس عن نفسه فيتمنى أن يلتحق برياضة السباحة، ويتعلم البيانو وأن يصبح ضابطا، وتتمنى والدته أن تراه بطل سباحة عالمي ولاعب أورج.