عواقب الضربة الأمريكية لإيران علي كوريا الشمالية
نشرت شبكة "إيه بي سي نيوز" مقالا جاء فيه إن الضربة الأمريكية التي قتلت أكبر قائد عسكري في إيران قد يكون لها تأثير غير مباشر: حل دبلوماسي لإخلاء كوريا الشمالية من الأسلحة النووية.
وقال الخبراء، إن تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران سيقلل من الآمال التي تلاشت بالفعل بشأن مثل هذه النتيجة ويلهم صناع القرار في كوريا الشمالية إلى تشديد قبضتهم على الأسلحة التي يرونها أقوى ضمان للبقاء.
كان رد فعل كوريا الشمالية الأولي على مقتل الجنرال قاسم سليماني حذرًا، حيث كانت وسائل الإعلام الحكومية في البلاد صامتة لعدة أيام قبل أن تصدر أخيرًا يوم الاثنين تقريرًا موجزًا عن الهجوم الذي لم يذكر حتي اسم سليماني.
لم ينشر تقرير وكالة الأنباء المركزية الكورية أي نقد مباشر من جانب بيونج يانج تجاه واشنطن، بل يقول ببساطة إن الصين وروسيا ينددان بالغارة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي في مطار بغداد.
كانت مفاوضات كوريا الشمالية مع الولايات المتحدة في طريق مسدود منذ فبراير الماضي، عندما انهارت قمة بين الزعيم كيم جونغ أون والرئيس دونالد ترامب بسبب خلافات حول تبادل تخفيف العقوبات لنزع السلاح النووي. وقد أشار الشمال مؤخرًا إلى عدم إحراز تقدم، وألمح إلى أنه قد يستأنف اختبارات القنابل النووية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
في حين أن مقتل سليماني قد يمنح بيونج يانج وقفة حول استفزاز إدارة ترامب بهذه الطريقة، فمن المرجح أن تستخدم كوريا الشمالية الإضراب في النهاية لإضفاء مزيد من الشرعية على موقفها الذي تحتاجه لتعزيز ترسانتها النووية كرادع ضد العدوان الأمريكي.
لقد أشار الشمال في كثير من الأحيان إلى ابادة الزعيم العراقي صدام حسين والزعيم الليبي معمر القذافي بينما كانت تبرر تطويرها النووي، قائلة إنهما كانا سيبقيان على قيد الحياة وفي السلطة لو نجحوا في الحصول علي أسلحة نووية، ولم يستسلموا للولايات المتحدة.
وقال كوه يو هوان، خبير كوريا الشمالية في جامعة دونغ قوك، إن اسم سليماني سيُذكر معه قريبًا أيضًا.
وقال كوه، مستشار الرئيس الكوري الجنوبي الحالي مون جاي إن " ستقول كوريا الشمالية إن الطبيعة" الإمبريالية "للولايات المتحدة لن تتغير أبدًا، وأنه لا يوجد خيار آخر أمامهم سوى تقوية الردع النووي بينما تستعد لمواجهة طويلة الأجل".
من الواضح أن بيونج يانج تراقب عن كثب التطورات بين واشنطن وطهران منذ أن تخلت إدارة ترامب في مايو 2018 عن اتفاق نووي توصلت إليه إيران مع القوى العالمية في عام 2015.
وكتب هوانج إيلدو، أستاذ في الأكاديمية الدبلوماسية الوطنية لكوريا الجنوبية، مؤخرًا انه نشرت صحيفة رودونج سينمون الرسمية في كوريا الشمالية أكثر من 30 مقالة تحلل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ أغسطس الماضي، مما يعكس الاهتمام الشديد لصانعي القرار في بيونج يانج.
تبادل كيم وترامب إهانات وتهديدات الحرب خلال جولة استفزازية للغاية في اختبارات الأسلحة الكورية الشمالية في عام 2017. ولكن بعد ذلك في عام 2018، بدأ كيم محادثات دبلوماسية مع واشنطن وأوقف التجارب النووية والصاروخية بعيدة المدى. وجاء الافتتاح بعد شهور من المخاوف من أن إدارة ترامب يمكن أن تنظر في القيام بعمل عسكري وقائي ضد الشمال.
هناك آراء مفادها أن سياسة حافة الهاوية التي تم قياسها في كوريا الشمالية في عام 2019، والتي أبرزتها اختبارات الأسلحة القصيرة المدى والبيانات المتحديّة حول التغلب على العقوبات التي قادتها الولايات المتحدة، تأثرت باستفزازات طهران المعايرة ضد واشنطن، والتي تزامنت مع الجهود المبذولة للاحتفاظ بالدول الأوروبية المشاركة في صفقة 2015.