ماكرون يدين "النوايا العدوانية" لإيران بتخليها عن الصفقة النووية
يلتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمواصلة القتال ضد جماعة الدولة الإسلامية المتشددة، من خلال الوجود العسكري الفرنسي في الشرق الأوسط، وفقا لما اوردته شبكة "ايه بي سي نيوز".
وقال ماكرون خلال اجتماع لمجلس الوزراء، اليوم الاثنين، إنه يدين "النوايا العدوانية" لإيران وقرارها بالتخلي عن الصفقة النووية لعام 2015. هذا ما قالته المتحدثة باسم الحكومة سيبيث ندياي، مضيفة إن الزعيم الفرنسي دعا إلى التخفيف من حدة التوترات بشأن الأحداث الأخيرة، بما في ذلك الغارة الجوية الأمريكية التي قتلت أكبر قائد عسكري بإيران الأسبوع الماضي في بغداد.
ولدى فرنسا أكثر من 1000 جندي شاركوا في العملية العسكرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا.
وعبر ماكرون في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأحد، عن "تضامنه الكامل" مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، وعزم فرنسا على العمل مع الشركاء لتخفيف التوترات.
كما صرح وزير المالية الفرنسي برونو لو ماير، بأن التوترات الحالية في الشرق الأوسط يمكن أن تؤثر على النمو الاقتصادي العالمي، وتنشط جماعة الدولة الإسلامية المتطرفة.
قال لو ماير، اليوم الاثنين، لإذاعة فرانس إنتر: "يجب أن تسأل دائمًا عن من يخدم ومن يستفيد من عدم الاستقرار هذا. يفيد عدم الاستقرار في الشرق الأوسط اليوم منظمة واحدة فقط: جماعة الدولة الإسلامية".
وأضاف لو ماير، أن عدم الاستقرار "سيزيد من خطر الإرهاب على فرنسا وأوروبا"، مشيرًا إلى أن كل التوترات تؤثر دائمًا على النمو الاقتصادي العالمي.
وعلي صعيد اخر، اوضح وزير الخارجية الألماني: أنه "ليس من المفيد " تهديد العراق بعد أن صوت برلمانه على طرد القوات الأمريكية من البلاد.
قال الرئيس دونالد ترامب بعد تصويت الأحد، أن الولايات المتحدة لن تغادر دون أن تُدفع مقابل استثماراتها العسكرية في العراق على مر السنين. وقال إنه إذا اضطرت القوات إلى الانسحاب، فسوف يضرب بغداد بعقوبات اقتصادية.
وصرح وزير الخارجية الألماني هيكو ماس لإذاعة "دويتشلاندفنك"، اليوم الاثنين، بأن المجتمع الدولي "استثمر الكثير" في المساعدة على استقرار العراق وإعادة بنائه، مضيفا ان "جميع جهوده ستضيع إذا استمر الوضع في التطور بهذه الطريقة".
وأضاف ماس: "أعتقد أن الطريقة الصحيحة هي إقناع العراق ليس بالتهديدات بل بالحجج، وهناك الكثير منها، لكن بالطبع العراق نفسه لديه الكلمة الأخيرة".
وأوضح ماس إن إعلان إيران يوم الأحد أنها ستتخلى عن القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم يمكن أن يكون الخطوة الأولى نحو نهاية اتفاق نووي لعام 2015 مع ست قوى كبرى.
وتابع قائلا: "بالتأكيد سنتحدث مع إيران مرة أخرى. إن ما تم الإعلان عنه ليس متسقًا مع الاتفاقية"، مضيفًا أن المسؤولين الألمان والفرنسيين والبريطانيين سيناقشون الوضع اليوم الإثنين.
"(الوضع) لم يصبح أسهل، وقد تكون هذه هي الخطوة الأولى لإنهاء هذه الاتفاقية، والتي ستكون بمثابة خسارة كبيرة، لذلك سنثقل هذا الأمر بمسؤولية كبيرة جدًا الآن".
وفي وقت سابق، دعا ماس إلى عقد اجتماع أزمة مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع لمناقشة تصاعد التوتر في الشرق الأوسط بعد مقتل قائد عسكري إيراني كبير في العراق على يد الولايات المتحدة.
وقال في بيان "كأوروبيين، قمنا بتجربة واختبار قنوات اتصال مرنة من جميع الجهات، والتي يجب أن نستفيد منها بشكل كامل في هذا الموقف".
اقترح ماس لمسئول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوربى جوزيب بوريل عقد اجتماع لوزراء خارجية الكتلة هذا الأسبوع للاتفاق على مقاربة مشتركة.
وأعلن ماس أيضًا أن ألمانيا ستتحدث إلى الحكومة العراقية، بعد أن أيد برلمان البلاد يوم الأحد توصية من رئيس الوزراء بضرورة طرد جميع القوات الأجنبية، قائلاً: إن "مصلحتنا الغالبة هي الا يقع استقرار العراق ووحدته ضحية التصعيد الأخير".
يوجد فى ألمانيا حوالى 120 جندي منتشرين فى العراق تحت قيادة "العملية المتأصلة" بقيادة الولايات المتحدة، وقال ماس: "نحن مستعدون لمواصلة دعمنا إذا كان ذلك مطلوبًا والوضع يسمح بذلك".
وتابع قائلا: "نحن نناقش هذا الآن بشكل مكثف مع شركائنا، في مجلس الناتو، في الاتحاد الأوروبي، في التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية، وقبل كل شيء مع جهات اتصالاتنا في العراق".
في غضون ذلك، قررت وزارة الدفاع الألمانية تأجيل التحول المقبل لقواتها في العراق، حسبما ذكرت وزارة الدفاع في منشور على موقع تويتر يوم الأحد.