"فستان قديم وطلاسم سحرية".. شاهد إبداعات فنانات الآثار في المتحف الإسلامي
شاركت وسام محمد، أثرية في وزارة الآثار وباحثة في جامعة أوغوس بالدنمارك، بملتقى فناني الآثار الثاني، والمعروض في متحف الفن الإسلامي، بالتعاون مع إدارة التنمية الثقافية والتواصل المجتمعي.
وقالت وسام إلى "الفجر"، إن العمل جاء في صيغة فستان للسهرات استُلهمت عناصره الفنية والزخرفية من الآثار المصرية القديمة، بغرض تعزيز الهوية المصرية من خلال الربط بين الآثار المصرية خارج البلاد وجذورها في مصر، ودمجها والتعبير عنها من خلال الفنون المختلفة.
وتابعت: تم حياكة وتطريز الفستان بالكامل يدويًا، بدون استخدام أي ماكينات خياطة، حيث استغرق العمل غيه 30 ساعة على مدى 10 أيام، وأهم ما يميز العمل تصميمه الذي استلهم بالكامل من مجموعة الآثار المصرية بمتحف بتري للآثار المصرية في لندن".
وأضافت: حرصت على صنع لوحة عرض "بوستر" مصنوع يدويًا من نفس الخامات التي صنع منها الفستان، لتوضيح الأفكار والقطع الأثرية التي استوحيت منها العناصر الفنية والزخرفية.
وعن الإكسسوارات المستخدمة في تزيين الفستان قالت وسام محمد، القلادة التي تزين صدر الفستان جاءت لتتماشى مع قلادة ملكية من عصر الأسرة الأولى، والتي تم اكتشافها في أبيدوس بمحافظة سوهاج، كما جاء اختيار اللون الأخضر القاتم كنموذج لألوان أزياء النساء ومنها على الأخص رداء لسيدة فوق جزء من تابوت من الكرتوناج.
وكذلك استخدمت –والكلام لوسام- أسلوب طي القماش المعروف حاليا باسلم "بليسيه" وهي كانت طريقة شائعة عند المصري القديم، كما استخدمت بعض الزخارف الدائرية الموجودة على طبق من الفخار من الأسرة 12 لتزين كم الفستان.
وأضافت: الحزام صُنع على شكل ضفائر مستوحاه من ضفيرة من الجلد والصدف كانت تستخدم كسوار أو جزء من صندل عثر عليها في اللاهون، وجاءت زخرفة الحزام على هيئة علامة العنخ التي ترمز للحياه، وأصلها علامة عنخ من الفيانس معروضة بنفس المتحف.
واختتمت وسام محمد كلماتها قائلة، زخرفت الفستان بمجموعة من الحلي باللون الذهبي لتتماشى مع الحلي الذهبية في مصر القديمة، وعلى الأخص عقد من الذهب عثر عليه في قاو الكبير، كما تم اختيار بعض الخرز على شكل رأس أسد بما يشابه تمثال لمعبودة برأس أسد ترجع للعصر المتأخر.
فيما قدمت الدكتور رشا كمال مدير عام إدارة التنمية الثقافية والتواصل المجتمعي بوزارة السياحة والآثار، عملًا ناقشت فيه أعمال السحر والدجل، حيث قالت: كان السحر بما يحوي من غموض مصدر إلهام للعديد من الفنانين الرواد الذين تناولت أعمالهم هذا العنصر ومنهم الفنانة عفت ناجي والفنان عبد الهادي الجزار حيث عبر كلا منهم عن الموروث الشعبي برؤيه معاصرة.
وأضافت: "زاد شغفي بنفس الموضوع وفي ديسمبر الماضي أثناء قيامي بورشة عمل مع أبنائنا من الصم وضعاف السمع عن قميص المأمون وما يدور حوله من قصص وحكايات ووجدتني أيضا أنصت أثناء زيارتي لرشيد إلى التاريخ الشفاهي وحكي النساء عن السحر والنداهة والقوة الخفية".
وتابعت كمال: "تأثرت أيضًا بطبيعة عملي منذ البدايات بالمتحف المصري حتى أصبح لدي مخزون بصري أغلبه مرتبط بالحضارة المصرية القديمة، وبعد الإعلان عن ملتقى فناني الآثار وإقبال الفنانيين ورغبتهم في تقديم منتج فني جديد وثقتهم بنا جعلني ذلك آخذ القرار بأن أشارك بعمل جديد، وقد جاء عملي تحت مسمي التعويذة، مقاس ١ متر ×٧٠ كولاج ميكس ميديا، يلقي الضوء علي تاريخ استخدام عرائس السحر والحسد وأثرها في إلغاء العقول واتباع الدجالين.
وأضافت كمال، أنها استلهمت تكوين اللوحة من القصور القديمة التي رسم عليها مناظر طبيعية وكانت بداية مشجعة لانتاج الفن بعد توقف دام قرابة العشر سنوات، وحاليا استكمل لوحات خاصة بنفس الموضوع لإقامة معرض شخصي كما استعد لإقامة معرض عن الحلي المستلهم من معروضات متحف الفن الإسلامي، ببداية العام القادم.
وعلى هامش الملتقى قالت كمال إنها قامت بتقديم ورشة عمل عن العرائس السحرية مع شباب الصم وضعاف السمع، حيث بدأت بجولة إرشادية داخل المتحف بعنوان السحر في العصر الإسلامي انتهت بعرض لوحتها في المعرض ليبدأ بعدها الشباب في تصميم عرائس مستلهمة من الزخارف النباتية يتم توظيف هذه العرائس في عمل جماعي يعزز لديهم فكرة العمل بروح فريق، كما أقوم بكتابة االكلمات بطريقة معكوسة لا تُقرأ إلا أمام المرآة وذلك لخلق كتابات تشبه الطلاسم لتوظيفها كعنصر زخرفي يضيف إلى مضمون العمل.
ومعرض فناني وزارة اللآثار انطلق منذ أيام بمتحف الفن الإسلامي بمناسبة مرور 116 عام على افتتاح المتحف، ويمتد عرضه لأسبوع قادم، ويضم 100 عمل فني من إبداعات الفنانيين العاملين بوزارة السياحة والآثار، وافتتحه مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف، والدكتور ممدوح عثمان مدير عام متحف الفن الإسلامي.