حمدى نصر يكتب: سر العداء التركي لمصر

ركن القراء

حمدى نصر
حمدى نصر


بعد موافقة البرلمان التركى بإرسال قوات عسكرية تركية للدفاع عن حكومة السراج بليبيا أصبحت المواجهة الأن أمراً يمثل تعقيداً وتحدياً بالغ الخطورة لدول الجوار الليبي وخاصة مصر التى يحاول الرئيس التركي أردوغان تطويقها من كافة الجوانب والاتجاهات لمصلحة مشروعه فى الخلافة العثمانية.

فتارة يستأجر من السودان فى الجنوب جزيرة سواكن ليحولها إلى منطقة عسكرية تركية وفى الغرب يتحالف وحكومة السراج فى طرابلس والغير معترف بها من البرلمان ويتحالف معها ويتعهد بإرسال قوات عسكرية لدعمها والدفاع عنها ضد الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفترالذي يحظى بتأييد البرلمان وبعض الدول ومنها مصر.

ومما لا شك فيه أن وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى الى سدة الحكم فى مصر قد أفشل مشروعه بإنشاء حكومات عربية تابعه ومواليه له كسلطان المسلمين الحاكم الجديد للامبراطورية العثمانية وقيامة لأرطغول أو رأس الخلافة العثمانية الجديدة.

وكانت مصر ولا تزال أكثر دول المنطقة وأقواهم مناوئة للمشروع التركى الطامح للسيطرة على العالم السنى والإسلامى.

وقد يبدو الأن واضحا للدول العربية كافة أن هناك مشروعا بتقسيم الدول العربية بين دول التخوم فإيران بالفعل تسيطر على بعض الدول العربية من خلال أذرعها فى تلك الدول كالعراق واليمن وسوريا ولبنان وعلى جانب أخر تسيطر تركيا على قطر وشمال سوريا وحدود العراق وحكومة السراج بليبيا.

والحقيقة أنه لم يعد هناك من عقبة أمام مشروع دولتى التخوم ودولاً قادرة على مواجهتهم سوى مصر والمملكة العربية السعودية ويلزمهما التكالتف مع استعداد بقية الدول العربية لتوحيد الصف وسد الثغرات لمواجهة الأمواج القادمة من الخليج العربى والبحر المتوسط على السواء.