القصة الكاملة لواقعة التحرش بـ"فتاة المنصورة".. الفتاة: صاحب محل طردني.. والمتهمون: ساعة شيطان
ما إن فرغ المصريون من الاحتفال برأس السنة الجديدة، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بمقطع فيديو يظهر واقعة تحرش جماعي بفتاة (تبيّن من التحقيقيات أنهما كانتا اثنتين) بشارع الجمهورية، في مدينة المنصورة.
الفيديو الذي سرعان ما انتشر كالنار في الهشيم، خلال الـ24 ساعة الماضية، أثار ردود فعل غاضبة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بتقديم الجناة للعدالة، وعلى الرغم من عدم تلقي قوات الأمن بلاغًا بالواقعة إلا أنه سرعان ما بحث وراء الحادث للوصول إلى أطرافها، للتحقيق فيها.
تحرّكت جهود الأمن، بإخطار من اللواء سيد سلطان، مدير مباحث مديرية أمن الدقهلية، إلى مدير الأمن اللواء فاضل عمار، يفيد بانتشار مقطع الفيديو حول حدوث واقعة التحرش بفتاة بشارع الجمهورية بالقرب من بوابة جامعة المنصورة ليلة الاحتفال بأعياد الميلاد.
وسرعان ما تحفظ الضباط على كاميرات المراقبة الموجودة بالمنطقة لتحديد الجناة، وكذلك الكشف عن هوية الفتاة ضحية الواقعة، كما استجوبت واستمعت إلى أقوات العشرات المتواجدين بمكان الواقعة، كما جرى الكشف عن هوية الفتاتين واللاتان ظهرتا في فيديو بداية الواقعة، وكانت إحداهن بطلة فيديو التحرش الجماعي.
محاولة لإنقاذ الفتاة
في أثناء التحرش الجماعي وفق ما أظهرت الفيديوهات تدخل شباب لمحاولة إنقاذ الفتاة، وكان من بينهم سلامة هيكل الطالب بكيلة التربية الرياضية بجامعة المنصورة، وهو أيضًا أحد شهود العيان الذي قال في تصريحات صحفية أنه و7 من زملائه كانوا متواجدين أثناء الواقعة وحاولوا الدفاع عن الفتاتين بعد تجمهر الشباب حولهم، قائلًا: كان معظمهم شكلهم متعاطي مخدرات"، موضحًا أنه كان يرتدي "تي شيرت" أصفر، وظهر في الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي: كنت بحاول أبعدها عن الناس علشان تركب العربية، وأنا معرفش البتنين، وكذلك أصحاب المحلات ساعدونا في الدفاع عنهما".
10 مقاطع فيديو
10 مقاطع فيديو أوضحت تسلسل واقعة التحرش والتي بتفريغها أظهرت 12 شابًا، حدّد منهم ضباط المباحث 7 شخصيات وألقي القبض عليهم، وهم 6 طلاب تتراوح أعمارهم ما بين 17 و19 عامًا، إضافة لماسح أحذية سنه 20 عاما، وعرضوا جميعًا على النيابة العامة التي أصدرت قراراها بحجزهم، لحين ورود تحريات المباحث الجنائية، وإرفاق مقاطع الفيديو المصورة للمتهمين، وتفريغ كاميرات المراقبة، مع عرض إحدى الفتاتين على الطب الشرعي لبيان ما بها من آثار تعدي جسدي جراء الشد والجذب.
الأجهزة الأمنية توصلت إلى هوية الفتاتين، وتبين أنهما "ز. ع" 20 سنة، طالبة بمعهد هندسة السلاب، مقيمة بمركز الكردي بالدقهلية، وصديقتها "م. م" 20 سنة، طالبة بكلية التربية الرياضية بجامعة المنصورة، وحررتا محضرًا بالواقعة في قسم شرطة أول المنصورة.
فتاة هربت وأخرى وقعت ضحية
الفتاتان أدلت بأقوالهما أمام النيابة العامة، حيث أكدتا أنهما كانا في شارع الجمهورية في تمام التاسعة من مساء الثلاثاء، حيث لاحظتا بعض الشباب يسيرون خلفهما، وما إن اقتربوا منهما بدأ أحدهم في التقاط الصور لقدم إحدى الفتاتين، والتي هرولت وحدها دون صديقتها، مسرعة في اتجاه أحد المحال، وذلك قبل بدء تجمهر العشرات حول صديقتها.
وأضافت "ز. ع" في التحقيقات، بأنها فور دخولها المحل فوجئت بصاحب المحل يطلب مغادرتها خوفًا على بضاعته، الأمر الذي اضطرها للبحث عن وسيلة مواصلات للفرار من المنطقة، لتفاجأ ببعض الشباب يجزبها ويمزق ملابسها، قبل أن يدخلها أحد الأشخاص إلى سيارة محاولاً حمايتها.
وبرّرت الفتاة صمتها وعدم تحريرها محضرًا بعد الواقعة، لأنها عانت من انهيار نفسي بعد الواقعة، وهو الذي منعها من التوجه مباشرة إلى قسم الشرطة، حتى أن وجدت الفيديوهات انتشرت على "فيسبوك" ووصلت المباحث إلى منزلها، فاكتشفت ان الموضوع عُرف للجميع.
المتهمون: ساعة شيطان
المتهمون السبع، اعترفوا بارتكاب الحادث في محضر الشرطة، مبررين فعلتهم بأنها كانت "ساعة شيطان" وكان مجرد "مزاح وتهريج"، في محاولة منهم للتعرف على الفتاتين لكن الأمر تطور بعد ذلك، وتجمع عدد كبير من الشباب، والذين حاولوا ملامسة أجزاء من أجسادهن، وسادت حالة من الهرج والمرج.
مصيرها مثل هذه الحوادث
واقعة التحرش الجماعي بالمنصورة ليست الأولى في مصر، إذ سبقتها القضية الأكبر والأشهر وهي التحرش بـ"فتيات التحرير" في يونيو 2014، والتي صدرت فيها أحكام رادعة بالسجن من 20 عاما إلى المؤبد على المتهمين.