سياسيون يكشفون للفجر حقيقة استعداد إسرائيل لشن حرب على لبنان وسوريا وتداعياتها
في سبيل استغلال التوترات الحاصلة في لبنان، اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شن عملية عسكرية واسعة قد تشمل سوريا ولبنان في حال تدخل حزب الله، وتهدف لضرب منشآت إيران العسكرية ومواقعها في سوريا، وذلك بعد منح الولايات المتحدة الضوء الأخضر لإسرائيل بشأن أي عملية تراها مناسبة لضرب مصالح طهران في المنطقة.
ويأتي ذلك المقترح في وقت يواجه نتنياهو 3 تهم تتعلق بالفساد، واقتراب الانتخابات العامة المقررة في الثاني من مارس المقبل، ومحاولته اتخاذ أي خطوات للتهرب من القضايا والفشل الذي يلاحقه مع انخفاض شعبيته.
وحول ذلك، قال رياض قهوجي، رئيس مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري، أن إسرائيل دائما ما تترقب الفرص موضحا أن الوقت الحالي هو الأنسب بسبب الصراعات والانقسامات الموجودة داخل الساحةاللبنانية والسورية، وهو ما يسهل العمل للدولة الصهيونية.
أسباب دفع نتنياهو بذلك المقترح
وأشار في تصريح خاص للفجر إلى أن وجود حزب الله في الحكومة اللبنانية وسيطرته على مقاليد الأمور واستمرار التظاهرات ضده ورفض اللبنانيين التبعية لإيران يعتبر أكبر فرصة لنتنياهو من أجل استغلالها والقيام بعمل عسكري في سبيل تحسين فرصه الانتخابية، مشيرا إلى أن معارضيه السياسيين يؤكدون ذلك الأمر.
عقبات مؤقتة تمنع شن عملية عسكرية حالية
وبين الخبير الإستراتيجي أن هناك عقبات أمام نتنياهو تمنعه من ذلك، أولها ترأسه لحكومة انتقالية واقتراب الانتخابات العامة باسرائيل، كما أن كل التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن أي عمل عسكري سيكون تهديدا كبيرا للجبهة الداخلية وبالتالي لابد من حكومة قائمة تجمع على الأمر العسكري.
عمليات قديمة
وعلى نفس الصعيد، قال المحلل السياسي اللبناني، محمد الرز، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان لم يتوقف تنفيذها منذ بداية الستينات من القرن الماضي، وحتى قبل ولادة المقاومة الفلسطينية لأن لدى إسرائيل أطماع توسعية ضد كل الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة فهي اعتدت على لبنان عام 1962 لمنع تحويل مياه نهر الليطاني القريب من حدود فلسطين في الجنوب اللبناني بعدما قررت الجامعة العربية هذا التحويل ومارست عمليات خاطفة اغتيالا وتفجيرا ضد قيادات لبنانية وفلسطينية على امتداد الستينيات من القرن الماضي، إضافة إلى الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 واحتلال بيروت ثم محاولة احتلال أراض لبنانية عام 2006، لذلك فإن الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان متواصلة خاصة في خرق المجالين الجوي والبحري، كما أن قوات الاحتلال تجهز لشن عدوان على لبنان من المرجح وقوعه أوائل الصيف المقبل، وتستفيد اسرائيل بكل أسف من الانقسامات الطائفية والسياسية اللبنانية الداخلية، ولذلك فإن كل دعوة التعصب الطائفي والمذهبي هي تمهيد للعدوان.
أهداف نتنياهو
وأوضح الرز في تصريح للفجر أن نتنياهو يفكر بالعدوان في هذه المرحلة من أجل تحقيق عدة أهداف منها ضرب قواعد صواريخ حزب الله وفرض ترسيم حدود برية وبحرية على لبنان خاصة في مجال البلوك 9 حيث اكتشف بئر النفط والغاز إضافة إلى هروب نتنياهو من المساءلة القانونية باللجوء إلى الحرب..
وذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يستغل التردي الاقتصادي والاجتماعي في لبنان ووجود 50 % من اللبنانيين تحت خط الفقر لينفذ عدوانه..
تداعيات العملية العسكرية
وأضاف الرز في حال وقوع هذا العدوان أوائل الصيف حيث يكون مسرح العمليات من دون ثلوج وأمطار تعيق الحركة العسكرية، فإن الرد هذه المرة سيكون قاسيا على إسرائيل بوجود تنسيق وتحالف بين الجيش اللبناني والمقاومة، ولن تكون الحرب مجرد نزهة وتشير توقعات إعلامية اسرائيلية متخصصة إلى احتمال اقتحام المقاومة لشمال فلسطين واحتلال بعض المستوطنات، وقد لا تقتصر المواجهة على جنوب لبنان فقط وإنما ستشارك فيها سوريا او إيران إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق أمريكي إيراني يحيد طهران عن دخول الحرب ويجعلها تكتفي بالمساندة فقط.
ونوه قهوجي إلى أن العقيدة العسكرية لدولة الاحتلال هي العمل الاستباقي عند الشعور بتهديد ومع تزايد الوجود الايراني بسوريا ولبنان تشعر تل أبيب باقتراب الخطر منها، والحاجة لعملية أمنية كبيرة لطرد القوة الايرانية، موضحا أن لبنان ليس لديه قدرات عسكرية تكافئ إسرائيل وبالتالي فرد لبنان سيكون دبلوماسي، كما سيحاول حزب الله اتخاذ خطوات جادة لمنع الأمر، وقد يدخل بمواجهة مباشرة ضد هجوم دولة الاحتلال على سوريا، وو ليس قرارا سهلا نظرا للتوترات الحاصلة في لبنان، وحذر من أي عملية إسرائيلة سيكون لها تأثيرها في المنطقة وتداعياتها على منطقة الخليج.