رفعت يونان عزيز يكتب: ميلاد الحياة
في احتفالنا بميلاد السيد المسيح ،أننا نحتفل بالسلام والفرح العظيم والخلاص المجاني، ولابد نعي جيدًا لم يكن ميلاد المسيح ميلاد عادي أو مجرد ميلاد بطريقة معجزيه إنما ميلاد إعادنا للحياة بعدما سقط الإنسان الأول بمخالفته لوصية الله ،استحق العقوبة بانفصاله عن الله والموت الأبدي ومخاصمة السمائيين بالأرضيين، ولما لم يقدر الإنسان أن يقدم الفداء والخلاص عن خطيتة، إلا أن الله العظيم الأبدي الذي علي كل شئ قدير، بين محبته التي فاقت كل الحدود، لم يقدمها لنا فجاءه بدون شهود، فتعالوا نقرأ نقاط هامة بالكتاب المقدس تبين لنا حقيقة الميلاد، وماذا نتعلم ؟ والفائدة التي عادات علينا منه ؟ فقد تنبأ إشعياء النبي، والذي سبق المسيح بحوالي 740 سنة، عن ميلاده العذراوي قائلًا: «هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». أيضًا كتب إشعياء بروح النبوة: «لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ» والعجيب في النبوءات قد حددت مكان مولده فقد تنبأ به ميخا النبي قبل ولادة المسيح بأكثر من 750- 800 سنه أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ». وقد تحققت هذه النبوة عن مكان ميلاد السيد المسيح في أيام هيرودس الملك الذي دخل القدس سنة 37 قبل الميلاد، عندما َجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب، وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: « وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ». تعالوا نعرف ماذا حدث عند ميلاده بشر الملاك الرعاة المتبدين الذين كانوا يحرسون حراسات الليل على رعيتهم، فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ». فرح الميلاد هو الرجاء الصالح لبني البشر ما أجملها أنشودة الملائكة وباليت نعيشها في كل أيام حياتنا بالعمل لا القول، بعد موت أدم أرسل الله العديد من الأنبياء للبشر ليعيشوا في مخافة الله، فكان لابد أن محبة الله ورحمته وعدله تشق دياجير الظلام ويشرق نور شمس البر بالفداء لخلاص البشرية جمعاء ليتمجد الله في علاه وحلول السلام بالأرض والمسرة والسعادة في قلوب الناس. إنه حقًا ميلاد الفادي يسوع المسيح فجاء بشتاء شديد البرودة ليرسل لنا الدفء والحنان، تغير التاريخ الذي صنعه الإنسان بخطيئته، جاء بأهداف سامية غيرت التاريخ الزمني والروحي، فاصلًا بين زمنين ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد، جاء بطريق مستقيم يتخلله نقاط هامة، ليعرفنا معني الإنسانية التي خلقنا عليها، ليعلن قدرة الله علي كل شيء ومحبته التي فاقت كل الحدود. حل بالسلام وجال يصنع خير في كل مكان يعلم ويشفي ويقيم موتي جاء لفرح الناس، لم يفرق ويميز لا يريد إلا أن الجميع يخلصون ولمعرفة الحق يقبلون، فهو ملك الملوك وتنبأ عنه أشعياء النبي. وفي احتفالنا بذكري ميلاد المسيح نصلي إلي الله أن تحل مشاكلنا ومشاكل دول العالم والجوار، ينتهي الإرهاب بشتي أشكاله وطرقه، وتتبد المخاوف وتنهي الحروب، وتفيض البركات، وعزاء لكل اسر الشهداء وشفاء للمصابين والمرضي ويحل السلام والبركات بكل العالم وتختفي الأفكار الهدامة الداعية للتفرقة والتمييز وتشتيت الشعوب والبلدان يارب أحفظ رئيس البلاد والجيش والشرطة وشعب مصر الذي باركته من قديم الزمان.. مصر السلام.