هل تتجه الولايات المتحدة وإيران إلى مواجهة على الأراضي العراقية؟
وهاجمت الولايات المتحدة ثلاث من قواعد الجماعة في العراق واثنتان في سوريا، مما أدى إلى مقتل 25 شخصًا على الأقل من أعضاء الجماعة المزعومين، يوم الأحد.
وجاءت الغارات الأمريكية في أعقاب هجوم صاروخي يوم الجمعة، بالقرب من كركوك، وأنحت الولايات المتحدة باللوم فيه على حزب الله، والذي قتل فيه مقاول مدني أمريكي وأصيب أربعة من أفراد الخدمة الأمريكية مع اثنين من أفراد قوات الأمن العراقية.
وانتقدت إيران الهجمات الأمريكية على ميليشياتها المتحالفة في العراق وسوريا، قائلة: إن "الولايات المتحدة أظهرت دعمها للإرهاب".
أدان العراق الهجوم الأمريكي باعتباره "انتهاكًا للسيادة العراقية".
وفي بيان صدر يوم الأحد، وصف رئيس الوزراء المؤقت عادل عبد المهدي الخطوة بأنها "تصعيد خطير يهدد أمن العراق والمنطقة".
وقال خبير الشؤون العراقية وأستاذ مساعد الدراسات الأمنية الحرجة في معهد الدوحة للدراسات العليا في قطر، خلافا للميليشيات العراقية أخرى إيران المدعومة مثل الحشد الشعبي، التي تربطها علاقات قانونية وعسكرية رسمية للجيش العراقي، ويتم التحكم كتائب حزب الله مباشرة من قبل القادة العسكريين والدينيين في إيران.
وقال سلوم "أحدث أعمال عنف بين الميليشيات التي تدعمها الولايات المتحدة وإيران في العراق تشير إلى تصعيد خطير".
وأضاف، في الوقت الذي تخوض فيه واشنطن وطهران العديد من المواجهات السياسية والعسكرية في المنطقة، وخاصة في الخليج واليمن، يمكن اعتبار هجوم يوم الجمعة، الذي يزعم أن كتائب حزب الله محاولة إيرانية للرد على الضغوط السياسية والاقتصادية المتزايدة التي تفرضها الولايات المتحدة.
وتصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحاب واشنطن من اتفاق نووي تاريخي مع طهران العام الماضي وبدأت في فرض عقوبات على إيران.
ويأتي هذا التطور الأخير وسط غضب شعبي متزايد في العراق ضد المؤسسة السياسية، التي يتهمها المحتجون بالفساد على نطاق واسع وبأنها مملوكة لنفوذ إيراني "غازي".
ومع ذلك، تزعم إيران أن الاحتجاجات الجماهيرية تم تحريضها ودعمها من قبل الولايات المتحدة لتقويض وجودها ومصالحها في العراق.
وتتهم قوات الأمن العراقية بقتل حوالي 500 شخص منذ بداية الحركة قبل أشهر.
وفي أعقاب الغزو الأمريكي في عام 2003، والإطاحة بالرئيس صدام حسين، كان العراق يحكمه أطراف لها روابط دينية ومالية مع إيران.
وقال الأدميرال الأمريكي ويليام فالون، الرئيس السابق للقيادة المركزية العسكرية الأمريكية التي تغطي العراق وإيران وبقية الشرق الأوسط حيث تقع مسؤوليتها، إن الحادث الأخير كان "حلقة أخرى من الصراع المستمر" بين إيران ونحن.
وأضاف فالون، أنه لا يعتقد أن واشنطن أو طهران مهتمتان بتصعيد النزاع إلى مستوى أعلى من المواجهة، "لا يوجد أي معرفة إلى أين يمكن أن يذهب" إذا دخلت عوامل أخرى على أرض الواقع في الاعتبار، موضحاً "لكن رغم ذلك، الولايات المتحدة لا تتراجع عن مواجهة إيران وعملائها في العراق وسوريا".