العراق يعيد النظر في العمل مع التحالف الأمريكي بعد الضربات الجوية
قال مجلس الأمن القومي العراقي في بيان إن الغارات الجوية الأمريكية التى تستهدف الجماعات شبه العسكرية العراقية ستجبره على إعادة النظر في علاقته والعمل مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة المناهض لداعش المتمركز هناك، وفقا لما أوردته رويترز.
وأضاف إن الغارات الجوية الأمريكية كانت انتهاكًا للسيادة وأن القوات الأمريكية تصرفت بناءً على أولوياتها واستنتاجاتها السياسية.
كما أوضح المجلس إن حماية العراق وقواعده العسكرية وجميع القوات المتمركزة هناك هي مسؤولية قوات الأمن العراقية وحدها.
وقد أدان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على عدة قواعد تابعة لجماعة ميليشيا تدعمها إيران في العراق وقال إن الهجوم سيكون له عواقب وخيمة.
وقال مكتبه في بيان "وصف رئيس الوزراء الهجوم الأمريكي على القوات المسلحة العراقية بأنه هجوم وحشي غير مقبول سيكون له عواقب وخيمة".
وقال عبد المهدي إن الحكومة ستعلن موقفها الرسمي بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي في وقت لاحق.
وعلي صعيد اخر، حذر قائد بارز في الميليشيات العراقية من رد فعل قوي ضد القوات الأمريكية في العراق بعد غارات جوية على العراق وسوريا خلال الليل، وضرب عدة قواعد لجماعته المدعومة من إيران مما أسفر عن مقتل 25 شخصًا على الأقل.
نفذ الجيش الأمريكى غارات جوية يوم الأحد ضد جماعة كتائب حزب الله المدعومة من ايران ردا على مقتل مقاول مدنى امريكى فى هجوم صاروخى على قاعدة عسكرية عراقية، وفقا لما ذكره مسؤولون.
وقالت مصادر أمنية وميليشيات عراقية إنه قتل 25 من مقاتلي الميليشيا، وأصيب 55 آخرون على الأقل في أعقاب ثلاث غارات جوية أمريكية على العراق.
وأعلن القائد البارز جمال جعفر الإبراهيمي المعروف باسم أبو مهدي المهندس انه "لن تهدر دماء الشهداء، وسيكون ردنا قاسيًا للغاية على القوات الأمريكية في العراق". وقالت إيران إنها تدين بشدة الغارات ووصفتها بأنها "إرهاب".
المهندس هو القائد الأعلى لقوات الحشد الشعبي في العراق، وهي مجموعة تضم مجموعات شبه عسكرية تتألف معظمها من ميليشيات شيعية مدعومة من إيران تم دمجها رسميًا في القوات المسلحة العراقية. وهو أيضًا أحد أقوى حلفاء إيران في العراق وترأس سابقًا كتائب حزب الله، الذي أسسه.
وذكرت مصادر أمنية عراقية اليوم الإثنين أن القوات الامريكية فى محافظة نينوى بشمال العراق تعمل على تعزيز الأمن حيث تحلق طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة حول محيط قواعدها العسكرية فى الموصل والقيارة.
وقد تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن - الحليفان الرئيسيان للعراق - منذ العام الماضي عندما سحب الرئيس دونالد ترامب واشنطن من اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع ست قوى وأعاد فرض العقوبات التي أعاقت الاقتصاد الإيراني.
في وقت سابق من هذا الشهر، ألقى مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، باللوم على القوات المدعومة من إيران في سلسلة من الهجمات على قواعد في العراق، وقال إن أي هجمات من جانب طهران أو عملاء يؤذون الأمريكيين أو الحلفاء "سيتم الرد عليها بالرد الأمريكي الحاسم"
ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء عن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي قوله "نحن ننكر بشدة أي دور في الهجوم على القوات الأمريكية. هذا الادعاء دون أي دليل لا يمكن أن يبرر تفجير وقتل الناس وانتهاك القانون الدولي." ودعت وزارة الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة إلى احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه.
كما أدانت جماعة حزب الله الشيعية القوية في لبنان، والتي تدعمها إيران أيضًا، الضربات الجوية، واصفة إياها بالهجوم الصارخ على سيادة العراق وأمنه واستقراره.