احمد فايق يكتب : رسائل الجيش فى معركة عزل مرسى
الرئيس محمد نجيب كان ينتمى إلى سلاح الفرسان، لذا كان فارسا فى قراراته ومواقفه، وانتمى الرئيس جمال عبد الناصر إلى سلاح المشاة إطلاق البنادق لذا كان يطلق نيرانه على أعداء الوطن، أما السادات فكان يعمل فى سلاح الإشارة «اللاسلكى»، والمخلوع مبارك كان يعمل طيارًا على نوع معين من قاذفات القنابل «سوخوى» روسية الصنع، لا تستطيع أن تحلق فى السماء دون حماية من مقاتلات حربية، لذا لم يتحرك مبارك فى حياته دون حراسات وأمن، المشير طنطاوى تخرج من سلاح المشاة ومعروف عنه البطء الشديد فى الحركة، وعدم اتخاذ قرار أو تنفيذ العمليات إلا فى مجموعات، الفريق السيسى جمع بين سلاح المشاة وفرع الأمن والمعلومات والمخابرات الحربية، وهذا يوضح طبيعة شخصية أقوى رجل فى مصر الآن .
قبل انتفاضة 30 يونيو بأسبوع استخدم الجيش العديد من الرسائل السياسية والعسكرية، كل تحرك عسكرى قامت به القوات المسلحة كان محسوبًا ويحمل العديد من المعانى، من اختيار أنواع المدرعات الموجودة فى الشارع وملابس الجنود وأنواع الطائرات التى حلقت فى السماء، فهناك فارق واضح بين المشير طنطاوى والفريق السيسى، طنطاوى بطىء الحركة، أكمل دراسته العسكرية فى الاتحاد السوفيتى، لذا هو يميل أكثر إلى إخفاء مالديه من إمكانيات، يحب الغرف المغلقة، لا يميل للاستعراض، يكره الظهور فى الإعلام، وهذا يبرر المعدات القديمة المتهالكة التى نشرها وقت ثورة 25 يناير، دبابات تعود لحرب أكتوبر مدرعات مر عليها سنوات، فى حين أصر على الاحتفاظ بمعدات الجيش الحديثة فى المخازن، حتى لا يكشف ما لديه.
الفريق السيسى أكمل دراسته الحربية فى أمريكا لذا فهو يعمل على الطريقة الأمريكية، يحب إظهار مالديه من إمكانيات عسكرية، يهتم بمظهر الجنود وملابسهم وراحتهم النفسية، لذا لا تتعجب حينما تجد الجنود هذه المرة يحملون زجاجات مياه معدنية فى أيديهم، تعليمات صارمة لهم بعدم قبول أى طعام من المواطنين أيا كانت هويتهم، وفى المقابل يتيح لهم كل مايريدونه من الجيش، مدرعات حديثة فى الشارع، استعراضات عسكرية للطيران الحربى، الإصرار على حضور طابور اللياقة البدنية مع طلبة الكليات العسكرية، والجرى بنفسه مع الضباط فى طوابير السير، لدرجة أنه استقل الطائرة الخاصة بفرق المظلات كى يحضر بنفسه تدريبات الجنود على القفز بالمظلات
السيسى ليس طنطاوى
1
استخدم مدرعات فهد وm116 الصغيرة وسريعة الحركة للانتشار فى ساعتين فقط
نشر جنودًا يشبهون المارينز فى الأفلام الأمريكية بدروع واقية للرصاص 5 طائرات هليكوبتر تحمل أعلام الأفرع الرئيسية للرد على شائعة تعيين اللواء أحمد وصفى وزيرا للدفاع ودعم الخمسة الكبار للفريق الرسالة الأولى التى استخدمها الجيش يوم الانتشار الأول فى 26 يونيو من خلال تطبيق الجزء الأول من الخطة «إرادة 1» من خلال نشر مئات من جنود الصاعقة فى الأماكن التى تلقت تهديدات من الإخوان، هذه المرة مظهر الجنود كان مختلفا، وجعلهم يرتدون دروعًا واقية من الرصاص، وتم اختيار الجنود الأكثر لياقة بدنية ويتمتعون بمظهر يشبه المارينز الأمريكان فى الأفلام، واختيار المدرعات الخفيفة الحجم والحديثة والأكثر فعالية، فقد تم نشر مدرعات «فهد» و«m116» والمدرعتان صناعة مصرية 100%، هنا نلاحظ أن الانتشار الأول للقوات المسلحة لم يتم استخدام فيه أى معدة عسكرية أمريكية، عكس المشير طنطاوى الذى اختار فى خطة انتشار قواته نشر عدد قليل من الدبابات الأمريكية المصرية «إبرامز m1 a1».
قبل البيان الأول للقوات المسلحة ظهرت خمس طائرات هليكوبتر حربية أعطت التحية للثوار، لكن كانت تحمل بين طياتها العديد من الرسائل، أولها أن الطائرات حملت علم القوات المسلحة وأعلام الأفرع الرئيسية للجيش «الطيران والبحرية والدفاع الجوى والجيشين الثانى والثالث الميداني»، وهى تعنى أن قادة الأفرع الرئيسية سيدعمون القرار الذى يتخذه وزير الدفاع، وهم مايطلق عليهم دائما الخمسة الكبار فى الجيش بعد وزير الدفاع ورئيس الأركان، ثانيا تم الرد على الشائعات التى أطلقها الإخوان بأن اللواء أحمد وصفى قائد الجيش الثانى سيصبح وزير الدفاع القادم بعدما كلفه مرسى بهذا ووافق عليه.
عملية انتشار القوات المسلحة قبل بيان عزل مرسى اعتمدت على تكنيك مختلف أيضا يحمل العديد من الرسائل، فقد تم استخدام المدرعات الخفيفة والصغيرة الأكثر سرعة فى الحركة، ولم يتم نشرها فى كل شوارع مصر مثلما فعل طنطاوى فى ثورة 25 يناير، بل تم نشرها فى الميادين الرئيسية وأماكن التجمعات، بشكل يراها أكبر كم ممكن من المصريين فى الشارع ووسائل الإعلام، مع جمع كمية كبيرة من المدرعات فى مكان واحد تستطيع أن تنتشر بسرعة فى الشارع إذا لزم الأمر، تزامن هذا مع طائرات الآباتشى والـ«مى 17» التى حلقت على مسافات منخفضة جدا، وفى هذا استعراض للعضلات بأن الجيش يستطيع أن يقوم بعملية إبرار للجنود فى أى وقت دون أن ترصده وسائل الاستطلاع والرادار، ومن المعروف أنه من الصعب على الرادار أن يلتقط طائرة تحلق فى مستوى ارتفاع أقل من 50 مترًا.
سرب من 9 طائرات ميج الروسية وكى 8 المصرية الصينية تحيى الثوار وتهدد أمريكا
2
مع عدم وضوح الموقف الأمريكى فى بداية الأزمة، ودعم أوباما للمعزول محمد مرسى وعشيرته، أرسل الجيش رسائل سياسية لأمريكا بطرق عسكرية بسيطة، فقد ظهرت الـ5 طائرات الهليكوبتر التى تحمل أعلام الأفرع الرئيسية، وهذا يعنى أن قادة الأفرع الرئيسية يدعمون الفريق السيسى فى الرسالة الثانية التى تم توجيهها للأمريكان بعد ثوان، وحلق بعدها سرب من 9 طائرات ميج الروسية الصنع فوق ميدان تحرير ورسمت علم مصر بالدخان.. واستخدم الطيارون تكنيك الدوران 360 درجة بشكل شبه عمودى.. وهو استعراض لقوة وكفاءة الطيارين، وبعدها ظهر سرب آخر من طائرات «كى 8» المصرية الصينية من 14 طائرة، واستعرض فريق الألعاب الجوية مهاراته فى الجو، «كى 8» هى طائرات تدريب صينية الأصل لكنها تصنع الآن بالكامل فى المصانع الحربية بحلوان، نتيجة تعاون عسكرى مع بكين، وتصنيعها فى مصر خفض كثيرًا تكاليف شراء طائرات التدريب، حيث لا يتجاوز سعرها 15% من سعر الطائرة «إف 16» القتالية .
اختيار هذه الأنواع من الطائرات الروسية والمصرية الصينية واستبعاد الـ«إف 16» الأمريكية فى توجيه تحية للمصريين، وقبلها طائرات الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، كان فيه رسالة سياسية قوية للأمريكان وهى أن دعمكم لمرسى وإصراركم عليه، سيجعلنا نتخذ قرارات بتنويع مصادر السلاح والاعتماد على روسيا والصين، خاصة أن أوباما لوح قبلها بساعات بفكرة قطع المعونة العسكرية عن مصر، موسكو التقطت الرسالة سريعا، وردت عليها فى مساء نفس اليوم بعد أحداث الحرس الجمهورى، من خلال تصريحات رسمية بدأت بصيغة دبلوماسية تحذر من العنف وتدعو للحوار، وحملت فى نهايتها ترحيبا بطائرات السيسى الـ«ميج»، فقد حذر الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين من احتمال انزلاق مصر إلى حرب أهلية.. وجاء تصريح الرئيس الروسى خلال الزيارة الرسمية التى يقوم بها إلى كازاخستان، حيث عبر عن مخاوف بلاده من زيادة أعمال العنف فى مصر بين الفرقاء، مستشهدا بما يحدث فى سوريا، باعتبار أن النزاع المسلح فى سوريا بدأ باشتباكات متفرقة بين مؤيدى ومعارض نظام الأسد، قائلا «سوريا فى معترك حرب أهلية... ومصر تسير فى نفس الاتجاه»، كما أعرب الرئيس الروسى عن أمله فى أن يتمكن الشعب المصرى من تجنب هذا المصير.
النصف الثانى من تصريح بوتين أكد فيه أن روسيا مستعدة لمواصلة العمل مع القاهرة وتوسيع التشاور، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسى «ألكسندر لوكاشيفيتش» كانت ولا تزال لدينا علاقات تاريخية وثيقة فى مختلف المجالات مع مصر، صمدت أمام اختبار الزمن ونحن على استعداد لمواصلة تعاوننا وتوسيعه.
هذه التصريحات تسببت فى تغيير الموقف الأمريكى بشكل كامل، حيث ضغط المجمع العسكرى الأمريكى على أوباما وداعمى مرسى بقوة، واعتبر رئيس الأركان الأمريكى أن مصر تربطها علاقات استراتيجية بالولايات المتحدة الأمريكية، وقال الجنرال مارتن ديمبسى، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، إن مصر بلد عظيم وتمثل حجر زاوية فى الشرق الأوسط، وتتمتع بتاريخ وثقافة رائعين، والعالم يحتاج إلى أن تكون مصر مستقرة.
وفى رده على سؤال بشأن عدم رغبة الشعب المصرى فى حكومته السابقة، أضاف ديمبسى خلال مقابلة بثتها شبكة «سى إن إن» الأمريكية: أن «الشعب المصرى هو من يقرر ذلك.. وأنا أعنى ذلك بصدق.. الديمقراطية تحتاج إلى بعض الوقت كى تترسخ.. وأقول ذلك بناء على خبرة «ما يزيد عن السنوات العشر الأخيرة التى عشتها فى ذلك الجزء من العالم، ليس فى مصر ولكن فى المنطقة»، ولفت ديمبسى إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لها حوالى 60 ألف مواطن أمريكى مصرى مزدوج الجنسية فى مصر، كما أن لديها عدة مئات من المسئولين من المواطنين الأمريكيين الذين يعملون فى مصر.
ثم أصدرت أمريكا بيانا رفضت فيه دعوة الإخوان المسلمين للعنف، وطالبت الجيش بضبط النفس إلى أقصى درجة، الموقف الأمريكى تزامن تقريبا مع تغيير اللهجة فى شبكة الـ«سى إن إن» التى بدأت تعطى مساحة للثوار فى الحديث، بعدما خصصت أوقاتًا كثيرة للإخوان المسلمين، وشاهدنا فى نفس اليوم «خالد داود المتحدث باسم جبهة الإنقاذ» يظهر فى لقاء مطول على أكبر شبكة إخبارية فى أمريكا والعالم، وغيرت المحطة وصف ماحدث فى مصر من «انقلاب» إلى ثورة. وبالطبع سحبت أمريكا تهديداتها بقطع المعونة العسكرية على مصر، فقد أصابتهم صدمة كبيرة حينما تصوروا أن الفريق السيسى يمكن أن يتقارب أكثر مع روسيا والصين، وهذا يعنى اختلالاً فى توازن القوى بالشرق الأوسط، ونهاية حقيقية لملفات ضخمة تجمع بين مصر وأمريكا من التعاون الأمنى والاقتصادى والسياسى والعسكرى، وهذا بالطبع يصيب إسرائيل بالرعب.
لماذا يكرهون البوب ؟
3
النور ليس وحده من اعترض عليه.. فقد رفضه أصحاب المصالح من الموظفين الكبار فى الدولة .. والمسلمانى تحفظ وجمال الدين رحب
واجه ترشيح الدكتور محمد البرادعى لرئاسة الحكومة مقاومة عنيفة من جميع الاتجاهات وليس حزب النور فقط، هذا الرجل الذى يعد بالنسبة لى شخصيا ولملايين من الشباب أيقونة ثورة 25 يناير والموجة الثانية لها فى 30 يونيو، مواقفه واضحة، لم يتغير أو يتعرى مثل بقية السياسيين ومدعى النضال، قال لمبارك سأذهب إليك ومعى توقيع مليون مواطن مصرى لتغيير الدستور، وسخر منه الجميع ووصفوه بالجنون، شن الجميع ضده حربا لتشويه صورته «البرادعى عميل أمريكا، البرادعى ماسونى وعلمانى وكافر وملحد ويتحمل دماء العراقيين»، طعنوا فى كل شىء فيه شخصه وأسرته وعائلته، حتى مبارك حينما أدلى بحوار لصحيفة الوطن وهو فى السجن، لم يكن يطارده سوى صورة البرادعى وأراد حرقه حينما قال إن الأمريكان أرادوا فرضه عليه!
البرادعى يطاردهم فى أحلامهم أصبح مثل الكابوس بالنسبة لهم، يكرهه مبارك وعصابته ومرسى وعشيرته من الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية والجهاديين وطنطاوى ومجلسه، أضف إلى هذا جماعات المصالح والموظفين الكبار والفاسدين فى الدولة، نعم البرادعى يستحق بجدارة لقب الشيطان الأعظم بالنسبة لهم، لأنه الأكثر شفافية فيهم، يحترم الشباب ويعمل على مبادئ الثورة، مصرى أكثر منهم جميعا، عاش نصف عمره فى الخارج ولم يحصل على جنسية أجنبية مثل ابن مرسى الأمريكانى، وحازم صلاح أبو إسماعيل «ابن الأمريكية»، تستضيفه الدول باعتباره زعيمًا ومفكرًا و«غاندى الثورة المصرية»، مواقفه مشرفة منذ أن كان فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم يتلوث بأى نظام فاسد فى مصر، يستجيب بسرعة لمطالب الشباب، يعبر عنهم وعن أفكارهم، مؤمن بالحرية والديمقراطية، هو أكثر شخصية سياسية فى تاريخ مصر تلقت سبابًا وتشويهًا وطعنًا فى سمعته وشرفه وعائلته وتحريض على قتله، ورغم ذلك لم يقاضى جريدة أو قناة تليفزيونية طالته بالباطل، ظهر فى وقت فقد فيه الجميع الأمل، لينير لنا الطريق جميعا، تحمل الكثير ومازال، أثبت أنه لا يطمع فى سلطة أو مال، اتهمه الجهلة بأنه يسعى للرئاسة، فانسحب من الانتخابات، وقال إنه لن يتقدم لها مرة أخرى، حذر من خطوات المرحلة الانتقالية للمجلس العسكرى بعد الثورة، وقال الدستور أولا، وبعد سنوات عادت مصر إلى نقطة الصفر وكأن الزمن توقف بنا، وعدنا إلى يوم 12 فبراير 2011 .
البرادعى لم يكن يطمع فى منصب رئيس الحكومة، ووافق عليه بعد ضغوط ضخمة من الشباب، قالوا له إنهم لا يثقون إلا فيه ووجوده يطمئنهم، خرج الرجل بخطاب فيه الكثير من تصالح تحتاجه مصر الآن، ورغم أن الضغوط أخرجته من الترشح إلا أنه عاد من القصر الرئاسى ليغرد للجميع مطالبا الحشد فى اليوم الثانى للمحافظة على مكتسبات الثورة، أعرف جيدا أن البرادعى من داخله لا يريد أى منصب الآن، لكنه يقبل بضغوط الشباب، لذا قبل منصب نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية.
الحرب على البرادعى بدأت حينما تم ترشيحه لرئاسة الحكومة، وحينما بدأت تسريبات حول ترشيحات فى حكومته، هل يقبل أصحاب المصالح حكومة فيها المناضل خالد على وزيرا للقوى العاملة، بالتأكيد لا فهذا كفيل بإعادة حقوق العمال، والقضاء على فساد وسيطرة أصحاب المصانع ونهبهم لقوت الغلابة، حكومة فيها وزراء فى المجموعة الاقتصادية يؤمنون بالعدالة الاجتماعية، هناك المئات من الموظفين الكبار فى الدولة ممن يتمتعون بأدوات ضغط قوية يرفضون البرادعى، لا يقبلون رئيسا للوزراء ينتصر للغلابة بوضع حد أدنى وأقصى للأجور، رجال أعمال لا يقبلون تطبيق الضرائب التصاعدية المؤمن بها «البوب».
حزب النور رفض لأنه يعلم جيدا أن الشعب إذا شاهد البرادعى يدير حكومة ويحقق لهم مطالبهم، سيسقطون هم وجميع المتاجرين بقضايا الوطن، أمريكا لا تقبل رئيسا لوزراء مصر بقوة وأهمية البرادعى، فهذا يعنى أنه لا يخضع لضغوط أو ابتزاز كى يتخلى عن مبادئه.
الصدمة الحقيقية بالنسبة لى حينما علمت أن الزميل الإعلامى الكبير أحمد المسلمانى المستشار الإعلامى للرئيس كان من أبرز المعارضين للبرادعى، المسلمانى يعلم جيدا من هو البرادعى، وفى برنامجه «الطبعة الأولى» رأيناه ينتصر لأى مشروع مصرى ناجح عالميا ومحليا، المسلمانى يبعث فينا الأمل حينما يستضيف عالمًا مصريًا عظيمًا وناجحًا، فلماذا يعترض على البرادعى وأعلم جيدًا أن لديه ثقافة ووعيًا كبيرين يعرف بهمًا قيمة هذا الرجل، كنت أتوقع أن يفرح المسلمانى ويتعاون مع البوب لإخراج مصر من كبوتها الآن، المفاجأة بالنسبة لى كانت ترحيب اللواء أحمد جمال الدين المستشار الأمنى للرئيس بالبرادعى، وهذا هو القرار السياسى الحكيم، فهناك كتلة حرجة من ملايين الشباب الذين شاركوا فى ثورة 25 يناير، لا يثقون إلا فى القليل من السياسيين، والبرادعى على رأسهم، هؤلاء يحتاجون هذا الرجل كى يثقوا فى المرحلة الانتقالية، والدولة الآن تحتاج له، يا برادعى دعهم يشوهونك كيفما شاءوا نحن نعرفك ونثق فيك، وشرف لك أن تصبح نائبا لرئيس جمهورية مصر العربية، وشرف لنا أن نفتخر بك أيقونة لثورة جيل ستنتصر على الفساد والفاشية.