ليبيا بين أطماع أردوغان وتحديات مواجة قواته.. سياسيون يكشفون تداعيات دخول القوات التركية
تمر ليبيا بأحداث متسارعة مع الحرب، التي يقودها الجيش الوطني من أجل تحرير العاصمة طرابلس من المليشيات الإرهابية المسلحة، بالتزامن مع محاولات لتركيا للتدخل في الشان الليبي، وعزم الرئيس رجب طيب أردوغان، تقديم مشروع قانون بشأن إرسال قوات لليبيا لدعم حكومة الوفاق، في حربها ضد قوات المشير خليفة حفتر.
ويبحث غداً البرلمان التركي مشروع القانون، الذي قال أردوغان منذ يومين: إنه "سيقدمه من أجل إرسال قوات لليبيا، ومن المقرر أن يصوت الخميس المقبل لصالح رغبة أردوغان، وهو ما سيزيد حلقة التوتر بين تركيا وأعضاء حلف الناتو ومصر الرافضين لتدخلها في الشأن الليبي".
وحول ذلك، قال المحلل السياسي الليبي ناصف عبد السلام بوعون، إن "الجيش الوطني الليبي نجح في تحرير أكثر من 80% من الأراضي التي كانت تسيطر عليها المليشيات المسلحة، ومنها الهلال النفطي؛ حيث تم تحريره خلال ساعات فقط، لأن لديه قوة الإرادة قبل قوة العدة والعتاد، ودعم شعبي يقدمه أبناء القبائل للانخراط في مشروع الدفاع عن الوطن، إلى جانب امتلاكه قيادات عسكرية نظامية محترفه بشهادة خبراء عسكريين، حتى من أعداء الجيش الوطني ومن منابر إعلامية معادية لمشروع الدولة في ليبيا".
وأوضح في تصريح لـ"الفجر"، أن قضية وجود مقاتلين أجانب في ليبيا ليس بجديد، فهم موجودون قبل انطلاق عملية الكرامة، وبكثافة عددية وقد قتلت قيادات بارزة في درنة وقبض على أخرين، وقدر عدد المقاتلين في تلك الفترة بـ 13000 مقاتل من ليبيا ودول أخرى، وكان تحت سيطرتهم عدد من الموانئ والمطارات، ورغم كل هذه المعطيات إلا أن الجيش الوطني يقاتل اليوم داخل طرابلس في صلاح الدين وعين زارة، التى تبعد 9 كم،عن ساحة الشهداء وسط طرابلس.
صعوبة إرسال تركيا قوات لليبيا
وبين بوعون، أن أردوغان يمارس التمويه، ويتحدث عن دعم عسكري رسمي يعد له المواثيق في حين أنه يمارس دعم إرهابي لايتفق مع أى قوانين ومنها القانون الدولى لمحاربة الإرهاب، فوقع في البداية مذكرة عسكرية أمنية مع تركيا ثم أرسل مرتزقة من سوريا.
وأكد على أن تركيا لن ترسل جنود نظاميين للقتال في ليبيا، نظراً لقوة سيطرة الجيش الوطني الليبي على الأرض ومعرفته بالجغرافيا وطبيعة الشعب الليبي الرافض للتدخل الأجنبي، لذلك فإن إرسال أية قوات أجنبية لليبيا سيتم سحقها ولن يسمح لها حتى بالانسحاب، خاصة مع وجود إصرار أكثر من قبل على ضرورة سحق هذه المجاميع المرتزقة،ويملك الجيش القدرة الميدانية لتنفيذ هذه المهمة.
وعلى نفس الصعيد، ذكر الباحث في الشأن التركي محمد ربيع، في تصريح لـ"الفجر"، أن إعلان أردوغان اعتزامة إرسال قوات لليبيا معلق بموافقة البرلمان التركي، لكن في الواقع تركيا تعاني اقتصاديا، إضافة الى أن الخسائر التركية في الشمال السوري كانت كبيرة ومكلفة للغاية.
وأضاف ربيع، إن "أنقرة تدرك تماماً أي عملية تدخل في ليبيا سيكون مكلف للغاية ويئدي لإشعال صراع اقليمي ودولي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى حرب ضد تركيا، إضافة الى عقوبات من مجلس الأمن على تركيا نظراً لعدم التزامها بقرار مجلس الامن رقم 1970، الذي يحذر تسليح اي قوات في ليبيا".
التصدي للقوات التركية
وأكد مستشار رئيس مجلس النواب الليبي فتحي المريمي، في تصريح خاص، على أن "الجيش الليبي الوطني لن يسمح بدخول القوات التركية لليبيا، وفي حال اقترابها او دخولها سيتصدي لها"، مشيراً إلى أن "هناك عدد كبير من أبناء القبائل الليبية لم يحمل السلاح بعد، وهو مستعد لذلك حال طلب منهم الجيش الوطني لمواجهة الغزو التركي".
وأوضح أن العمل السياسي والدبلوماسي له دور كبير في ذلك، منوهاً إلى دور الجولات التي يقوم بها رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، باليونان ومصر قبرص والسعودية، وكذلك جولته بعدد من الدول الأفريقية والتي ستبدأ من النيجر وزيارته القريبة لواشنطن بدعوة من الإدارة الأمريكية وأهمية الخطابات التي يوجها للامم المتحدة ومجلس الأمن والاتحادين الأوروبي والأفريقي والدول العربية والمنظمات الحقوقية من أجل شرح الموقف الليبي، والعمل على مساعدة الليبين لمواجهة التدخل التركي وقتال الجماعات المسلحة.
وأكد على حديث المريمي، المحلل السياسي والاعلامي الليبي عبد العزيز الفاخري، بقوله: إن "الجيش الوطني لايزال يخوض حربا في مسيرة استرجاع العاصمة طرابلس المختطفة من قبل المليشيات المسلحة، والتي تتلقى وعلى طيلة السنوات الماضية دعما بالمال والسلاح من قطر وتركيا.
وأوضح، أنه كان بمقدور الجيش الليبي حسم معركة طرابلس في أيام قليلة، ولكن ذلك سيكون له كلفة باهظة جداً على صعيد الارواح والممتلكات الخاصة والعامة
وأضاف لـ"الفجر"، إذا تجرأت انقرة على تحريك اساطيلها البحرية وجيوشها نحو السواحل الليبية فستكون على موعد مع تحالف إقليمي ودولي ضد النظام التركي، مشيراً إلى إدانة مصر واليونان وقبرص وفرنسا وايطاليا لمحاولات تدخل انقرة في ليبيا.
وأضاف لـ"الفجر"، إذا تجرأت انقرة على تحريك اساطيلها البحرية وجيوشها نحو السواحل الليبية فستكون على موعد مع تحالف إقليمي ودولي ضد النظام التركي، مشيراً إلى إدانة مصر واليونان وقبرص وفرنسا وايطاليا لمحاولات تدخل انقرة في ليبيا.
رد المجتمع الدولي
ونوه الباحث في الشأن التركي ربيع، إلى أن المجتمع الدولي وخاصة الدول الأوروبية ترفض أي تدخل في الأزمة الليبية من جانب أنقرة، وترى أن التدخل التركي سيؤدي الى إشعال الأزمة أوسورنتها، مشدداً على أن أي عمل عسكري تركي في ليبيا سيتبعه عمل عسكري مضاد من قوى دولية، خاصة وأن أغلب دول المجتمع الدولي تؤيد قوات حفتر ومنها روسيا والدول الاوروبية.
وأوضح، أن الاتحاد الاوروبي هو أول المتاثرين من أي عمل عسكري قد يخل بالأمن والاستقرار الليبي، خاصة في ظل ظهور تقارير دولية تؤكد وجود الكثير من الدواعش في ليبيا، والذين من الممكن أن يتم يتوجهوا في وقت لاحق نحو أوروبا، ناهيك عن أن ليببا هي ممر آمن لعمليات الهجره الغير شرعية، والتي حذرت منها المفوضية الأوروبية كثيراً.