محللون سياسيون يكشفون تفاصيل استعانة أنقرة بمرتزقة للحرب في ليبيا

عربي ودولي

أردوغان والسراج
أردوغان والسراج



أيام ويصادق البرلمان التركي على مشروع قانون يقضي بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا؛ لمساندة قوات حكومة الوفاق، بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيقدم القانون فور استئناف جلسات البرلمان، وهو ما سيزيد حدة التوتر بين مصر واليونان وغيرها من الدول الرافضة للتدخل التركي في ليبيا، خاصة بعد أن طلب رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، أردوغان بـ"سرعة التدخل" بسبب الهزائم المتلاحقة التي مني بها من قبل الجيش الوطني الليبي. 

ويسعى الرئيس التركي، الذي يحاول مد حدود دولته للبحث عن أي أسباب للدخول في ليبيا، ومنذ أيام تحدث عن وجود مليون تركي في ليبيا ورغبته في حمايتهم، متناسياً أنه يسجن مئات الأتراك أيضاً في سجونه بحجة الإنقلاب الفاشل، واستغل زيارته لتونس منذ ايام ليتحدث عن إرساله قوات تركية لليبيا، في محاولة لإقحام الرئيس التونسي قيس سعيد بالأمر وإظهار وجود حلفاء له.

وبدأت الصحف الغربية تتحدث عن استعدادت أردوغان للدخول في ليبيا بطرق غير شرعية، فكشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين في ليبيا وتركيا، أن مقاتلي المعارضة السورية المدعومين من تركيا سينضمون قريباً إلى قوات حكومة الوفاق الليبية، التي يقودها فايز السراج لمواجهة الجيش الليبي الوطني، وأبرز تلك العناصر هي فرقة "السلطان المراد"، التي شكلت على مدى سنوات الحرب السورية جزءا من المعارضة المسلحة ضد النظام.

أسباب التدخل التركي المعلن في ليبيا
وقال الباحث في الشأن التركي محمد ربيع: إن "الأزمة الليبية آخذة في التصعيد وإعادة الاشتعال بعد أن أعلنت تركيا رغبتها في شرعنة التدخل في ليبيا لحماية حكومة السراج"، موضحاً أن تركيا عملت منذ سقوط القذافي عام 2011 على البحث عن موطئ قدم لها في ليبيا، مثلما فعلت في أغلب الدول العربية وعمد أردوغان إلى دعم العناصر الإرهابية في ليبيا مثلما فعل في الازمة السورية.

وتابع حديثه لـ"الفجر"، قائلا: إن "أردوغان يسعى إلى أن يكون التدخل في ليبيا معلن أمام دول العالم في محاولة للاستيلاء على الثروات النفطية في ليبيا، وإزعاج دول الجوار الجغرافي.

الحرب التركية بالوكالة في ليبيا
وأوضح ربيع: أن خسائر تركيا من التدخل في ليبيا ستكون كبيرة، فتركيا خسرت في الشمال السوري الكثير من الأموال ثم تراجعت نتيجه ضغوط روسية وأمريكية، موضحاً أنه من المحتمل أن يقوم النظام التركي بتسير دخول الإرهابيين إلى ليبيا.

وذكر أن هناك تصريحات من الجانب الكردي في الشمال السوري تدعم فكرة عدم إرسال أردوغان قوات لليبيا، موضحين أن تركيا تستعد لنقل مرتزقة من الميليشيات المقاتلة فى سوريا إلى ليبيا.

وأضاف أن أردوغان أقصى ما يمكنه فعلة الآن في الداخل الليبي هو دعم الإرهاب وتسهيل مرورهم إلى البلد الأفريقي، وكذلك إرسال مستشارين عسكريين لتدريب هؤلاء المرتزقة، أما فكرة إنشاء قاعدة عسكرة تركيا في ليبيا أو تدخل عسكري من خلال إرسال قوات ومقاتلات الى جانب مليشيات ارهابية دفاعا عن السراج ربما يكون هذا أمر صعب لأنه سيشعل صراع اقليمي ودولي ضد تركيا.

ونوه إلى أن التواجد الأمريكي في اليونان وكذلك رفع حظر التسليح عن قبرص، سيجعل أردوغان يعيد حساباته من جديد حول احتماليه توجيه ضربات عسكرية له ولقواته في ليبيا، وخاصة أن الدول الكبار في مجلس الامن ترفض سياسيات أردوغان التدخلية في الأزمة الليبية، وربما يكون هناك عقوبات أممية من مجلس الامن لتحسين السلوك التركي.

تفاصيل إرسال تركيا خبراء ومرتزقة لليبيا
أوضح الإعلامي والمحلل السياسي الليبي عبد العزيز الفاخري، أن الحكومة التركية أرسلت 300 خبير عسكري إلى مصراته؛ لتدريب قوات حكومة الوفاق على كيفية استخدام أنواع متطورة من الأسلحة والطائرات المسيرة والدبابات الأمريكية، التي تملكها أنقرة وتنوي إرسالها إلى طرابلي وكذلك المدرعات "مدرعات لاميس".

وأضاف في تصريح لـ"لفجر"، أن تركيا أرسلت حوالي 260 عنر من عناصر جبهة النصرة إلى ليبيا عبر التسيق مع أعضاء حكومة الوفاق وأبرزهم فايز السراج وعضو حكومة الوفاق، فتحي بشارة بالتنسيق مع أجهزة المخابرات التركية.

القوات التركية لليبيا
على نفس الصعيد، أوضح المحلل السياسي التركي المعارض جودت كامل، أن "الموضوع خطير"، فصرح المسؤول الإعلامي للجيش الوطني الليبي بأنهم استولوا على مطار طرابلس الدولي وكذلك على مبنى رئاسة الأركان وهذا يدل على أن حكومة السراج قد تقع في أي لحظة، مبينا أن طلب المساعدة التركية جاد بالنسبة لحكومة الوفاق ومن المنتظر أن يدعو أردوغان مجلس الأمة إلى اجتماع عاجل لأن البرلمان التركي في إجازة، لذا سيطلب من الأول الموافقة على طلبه.

وذكر لـ"الفجر"، أن الفصائل الموالية لتركيا تشجع الشباب على الالتحاق بالحرب الليبية، وتقدم مغريات ورواتب مجزية تتراوح بين 1800 و2000 دولار أمريكي لكل مسلح شهريًا، علاوة على تقديم خدمات إضافية تتكفل بها الدولة المضيفة.

وبين أن أردوغان في الغالب سيرسل الدبابات والأسلحة وهذا لن يتم إلا عن طريق البحر وهنا قد تمنع اليونان ومصر عبور السفن العسكرية التركية من مياهما، مشيراً إلى أردوغان بدأ الحرب بالفعل بعد حديث صحف أجنبية حول إرسال عناصر سوريا للقتال بليبيا، وهو ما أكد عليه الفاخري بقوله إن: " أردوغان سيرسل فرق عسكرية لليبيا خاصة من الصاعقة إلى جانب آلاف المقاتلين وقد يصل عددهم إلى 5000شخص، بالإضافة إلى معدات عسكرية ثقيلة".