محمد مسعود يكتب: أبوريدة.. الرجل الذي
دمر الكرة المصرية فى آخر عامين.. فكيف يعود ليحكمها فى 2020؟!
بند منع الجمع بين العمل بالإعلام ورئاسة عضوية الاتحاد الغرض منه إبعاد شوبير
تقليص الجمعية العمومية من 230 ناديا إلى 105 نواد فقط لضمان الفوز بالانتخابات ذبح الأندية الفقيرة وأجهز عليها تماما
ماذا جرى فى صفقة لاجاردير.. وتفاصيل «عزومة» السمك بـ«المهندسين»؟
تفاءل المصريون خيرا برحيل هانى أبوريدة رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم السابق، عقب الإخفاق والفشل الذريع فى بطولة كأس الأمم الإفريقية التى استضافتها مصر منتصف عام 2019. وقتها، أدرك الجميع أن هانى أبوريدة ورجاله ممن يحكمون الكرة المصرية، قد ولى عهدهم بغير رجعة، وخرجوا غير مأسوف عليهم، من الباب الضيق لعالم الساحرة المستديرة، بعد أن تجرعت مصر وشعبها صدمات الفشل المتكرر والمتتالى بداية من الإعداد الهزيل لبطولة كأس العالم بروسيا 2018 وفضيحة صفر المونديال.. ونهاية بالإخفاق الإفريقى فى العام التالى.
وفى مسلسل الفشل حلقات، متصلة منفصلة، بدءا بخناقة مجدى عبدالغنى عقب واقعة تيشيرتات المنتخب الشهيرة، ومنعه من السفر، ثم تهديد عبدالغنى بكشف المستور، ثم التصالح بينهما، وحلقة أخرى من مسلسل التهاون فى حق شعب مصر، عندما تحول معسكر المنتخب فى روسيا إلى مرتع لكل من يريد التصوير مع اللاعبين سواء من الأقارب والمحاسيب أو القناة الفضائية العربية التى سجلت من داخل غرفة كابتن المنتخب عصام الحضرى.
ومن روسيا إلى مصر، لم تتوقف المهازل، فجنى المجلس حصاد ممارساته بفضيحة تحرش تسبب فيها اللاعب عمرو وردة، خرج على أثرها رئيس الاتحاد هانى أبوريدة ليعلن كالأسد المغوار استبعاد اللاعب، قبل تدخل محمد صلاح وكبار اللاعبين الذين أصروا على بقاء اللاعب.. فكان البحث عن طريقة لامتصاص الغضب باعتذار اللاعب ثم حرمانه من المشاركة فى مباراة واحدة.. ليخلع المجلس ملابسه أمام الجميع ويبدون صغارا أقزاما أمام عتاولة اللاعبين الذين فرضوا رأيهم.. وكانت النتيجة الفشل الذريع والخروج المهين من البطولة بعد مباراة جنوب إفريقيا الذى تأهل كأحسن توالت فى البطولة!
لم يكف هانى أبوريدة كل ذلك بل عقد اجتماعا فى استاد القاهرة عقب انتهاء مباراة جنوب إفريقيا مباشرة وكسر أحلام وطموحات الدولة المصرية وشعبها، مع رجليه المقربين مجدى عبدالغنى وأحمد مجاهد ليعلن لهما -دون أفراد المجلس جميعا- استمرار المدير الفنى المكسيكى خافيير أجيرى عقب الإخفاق مباشرة ومن قلب استاد القاهرة.. لنفاجأ بعدها بأن المجلس كاملا تقدم باستقالته.. ولن يعود لإدارة الكرة المصرية أبدا.. خاصة فى تلك المرحلة التى تعتمد فيها الدولة المصرية على النزاهة والكفاءات الحقيقية.
هكذا ظننا، وربما تمنينا أن يتغير وجه الكرة المصرية بتغيير الحاكم بأمره عليها.. لكن يبدو أن هانى أبوريدة يتعامل مع ملف الكرة فى مصر على طريقة الفنان فؤاد المهندس فى فيلم «عودة أخطر رجل فى العالم» عندما قال «إكس مش ممكن يموت أو ينتهى».. لذا فإن أبوريدة الحاكم بأمره فى الكرة المصرية يخطط للعودة من جديد.
1- لغز لاجاردير
لكن قبل أن يقرر نهائيا أو يعلن رسميا عن عودته فى الانتخابات المقبلة فى سبتمبر 2020.. دعونا نتساءل -إن كان لنا أن نتساءل- هل هانى أبوريدة صاحب يد فى حرمان المصريين من مشاهدة مباريات كرة القدم المشفرة ؟.. وما علاقته بشركة «لاجاردير» التى حصلت على حقوق البث من الاتحاد الإفريقى وحرمت المصريين من مجرد المشاهدة؟.. وما طبيعة علاقته بـ«إدريس عكى» المغربى الأصل وفرنسى الجنسية الذى يهيمن على الشركة ويقيم باستمرار فى فندق الماريوت ودائما ما يجتمع مع رئيس الاتحاد السابق؟ وباع حقوق البث لمجموعة بين سبورت القطرية؟.. الحقيقة التساؤلات فى حاجة لإجابات محددة، فنحن لا نتهم أبوريدة بقدر ما نريد منه توضيحا حقيقيا ومنطقيا.
فى عام 2016 انتهت حقوق البث التى حصلت عليها شركة «لاجاردير» من الاتحاد الإفريقى، وبات الاتحاد الإفريقى ورئيسه – آنذاك – الكاميرونى «عيسى حياتو» مطالبين إما بتجديد بيع الحقوق للشركة نفسها، أو التعاقد مع شركة أخرى بمبلغ أكبر.. وهنا تقدمت إحدى الشركات المصرية بعرض مميز جدا.. وكان وقتها هانى أبوريدة يشغل منصب «مسئول التسويق» بالاتحاد الإفريقى«كاف»، ولم يتم النظر نهائيا لعرض الشركة المصرية بينما تم تجديد التعاقد مع شركة «لاجاردير» لمدة 12 سنة كاملة.. وماذا كان دور هانى أبوريدة فى مد التعاقد مع شركة فرنسية وعدم البت أو النظر فى العرض الصرى الذى يفوق قيمة العرض الفرنسى؟..
وسواء تدخل ولم يفعل شيئا فهو أشبه ببطل كارتونى لا يستحق الضجة المثارة حول قوته وعلاقاته.. وإن لم يتدخل فذلك حدث آخر.. ولكل حدث حديث، المهم.. بعد مد تعاقد الشركة الفرنسية لاجاردير مع الاتحاد الإفريقى ورفض العرض المصرى، قام جهاز المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية بالتحقيق وبناء عليه أصدرت المحكمة الاقتصادية حكما يلزم حياتو بدفع 500 مليون جنيه.. قبل أن تؤيد منظمة التجارة الدولية الكوميسا الحكم المصرى مع تغريم الشركة الفرنسية مصاريف المحافاة بنحو 60 ألف يورو.
الشركة الفرنسية بعد خسارة معركتها أمام مصر فى قضية الاحتكار، تنوى خلال الأيام المقبلة إطلاق شركة جديدة بنفس المساهمين والأشخاص لكن باسم «صينى»!!.
2- الهجوم المضاد
قد يسأل سائل، من أين لنا أن نجزم بأن هانى أبوريدة ينوى الترشح فعليا لمنصب رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم فى انتخابات سبتمبر المقبلة، وعلى ذلك نرد بأن أبوريدة منذ شهر يونيو الماضى وأثناء تواجده فى كونجرس الفيفا بصحبة أحمد شوبير ومجدى عبدالغنى وأحمد مجاهد، تقدم باقتراح – بالاتفاق مع مجدى ومجاهد – للفيفا بمنع الجمع بين العمل بالإعلام وعضوية ورئاسة اتحاد الكرة.. طبعا الاقتراح فى مجمله كان لإبعاد المرشح الوحيد المحتمل ضده وهو أحمد شوبير.. ورفض الفيفا الاقتراح لأنه يعتبر نوعا من أنواع التمييز.
إذن كان يخطط منذ ذلك للانتخابات المقبلة وإبعاد منافسه القوى المحتمل أحمد شوبير- الذى انتخب فى 31 أكتوبر 2018 كعضو مجلس إدارة وفى 8 ديسمبر من العام ذاته أصبح نائبا لرئيس الاتحاد - وواصل ذلك بعد أن تقدم باستقالته عقب الإخفاق الإفريقى والفشل فى الفوز ببطولة تقام على الأراضى المصرية، ويقال إنه رشح 3 من أعضاء اللجنة المؤقتة التى تدير الاتحاد حاليا لينسق معهم فيما بعد ما ستؤول إليه اللائحة الجديدة التى يجرى على أساسها اختيار الرئيس القادم للاتحاد.
وعلى ذلك أرسلت الفيفا مندوبته «سارة سلامون» للموافقة على اللائحة الجديدة ومناقشتها، ورفضت سارة فى البداية بند منع الجمع بين العمل بالإعلام ومنصب رئيس الاتحاد وأعضائه كونه تمييزا واضحا، لكن بعد أيام غيرت موقفها ووافقت على عدم منع المحللين مثل حازم إمام من الترشح.. لكن مع ضرورة منع المذيعين وبالتحديد شوبير!! ويقال إنها تعرضت لضغوط للموافقة بعد جلسات جرت فى أحد مطاعم السمك الشهيرة بالمهندسين!!.
3- ذبح الأندية الفقيرة
الجمعية العمومية للاتحاد المصرى لكرة القدم تتمثل فى 230 ناديا.. قرر أبوريدة تقليصها إلى 105 نواد فقط، على طريقة لا يجوز أن يكون لـ«دكرنس» مثلا صوتا كصوت الأهلى والزمالك.. وعلى ذلك تعانى الأندية من فقدان الدعم المادى، ما أثر على جميع الأندية المستبعدة من الجمعية العمومية مثل نادى «بيلا» الذى يذهب للمباريات بسبعة لاعبين على أن يقع أحدهم مصابا ولايستكمل المباراة فتلغى المباراة ولا يعتبر منسحبا.. كل ذلك لأنه لا يجد أموالا يدفعها للاعبيه ولاوسائل انتقالات مريحة.. كل ذلك من أجل «تظبيط» الجمعية العمومية وضمان نجاح أبوريدة.
أما بند الـ8 سنوات فسيتم تطبيقه على سيف زاهر، فلن يتمكن من خوض غمار المنافسة، وسيطبق أيضا على أحمد مجاهد الذراع اليمنى لهانى أبوريدة، لكن الأخير وظيفته محجوزة وهى «المدير التنفيذى للاتحاد» بعد أن وضعت اللجنة المؤقتة وليد العطار – رئيس لجنة شئون اللاعبين – فى المنصب مؤقتا، وبعد فوز أبوريدة يعود العطار لوظيفته فيما يحصل مجاهد على المنصب.
ويبدو أن الكرة المصرية بذلك لن تخرج أبدا من نفقها المظلم، مادامت المصالح والمؤامرات والضغائن تحكمها.