محلل سياسي يكشف لـ"الفجر" سبب استقالة الرئيس العراقي

عربي ودولي

الرئيس العراقي
الرئيس العراقي



كشف الكاتب والمحلل السياسي العراقي نظير الكندوري، أسباب استقالة الرئيس العراقي برهم صالح، موضحاً أن هناك ضغوطات سياسية، فمن جهة هناك الضغوط التي تسلطها عليه الأحزاب الموالية لإيران لتكليف المرشح لرئاسة الوزراء أسعد العيداني، ومن الجانب الآخر تستمر التظاهرات العارمة الرافضة لترشيح أسعد العيداني.

وبين الكندوري، في تصريح لـ"الفجر"، أن هناك أسباب أخرى لموقف صالح غير السبب‏ المعلن من قبله، وتتمثل في انتمائاته السياسية والكردية والمصالح المترتبة على ذلك، موضحاً أنه أراد أن يقلب الطاولة على كل العملية السياسية لكي لا يتم ترشيح العيداني، وكذلك لكي لا يمرر قانون الانتخابات الجديد الذي ترى فيه الكتل السياسية الكردية تراجعاً خطيراً في مكتسباتها التي حققتها منذ 2003، وهو بذلك الموقف، لم ينحاز الى الجماهير المنتفضة، حسب ما يظن البعض وإنما لأسباب تتعلق بمصالح المكون الكردي بشكل خاص. 

وذكر الكاتب العراقي، أن تاريخ أسعد العيداني السيء له تأثير على حاضره، ففي شبابه انخرط في عمليات التخريب التي طالت المدن العراقية في جنوب العراق فيما يسمى بالـ"الانتفاضة الشعبانية"، بعد حرب الخليج عام 1991، مما أضطره للهرب إلى إيران بعد فشل تلك العمليات، ليتم الحكم عليه بالإعدام غيابيًا من قبل النظام السابق.

وأضاف: لكن بعد احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية، رجع العيداني بوجه جديد كأحد أعضاء حزب المؤتمر الوطني الذي أسسه عراب الاحتلال المدعو "أحمد الجلبي"، ثم شغل ‏منصب محافظ البصرة منذ 2017، ولحد الآن بالرغم من شغله لمنصب برلماني في الدورة الحالية. 

‏وتابع حديثه قائلا: "شهدت المرحلة التي تولى فيها العيداني منصب محافظ البصرة، أسوء الفترات التي مرت على المحافظة، ما تسبب بحدوث احتجاجات ضخمة، كانت أشدها تظاهرات 2018، والتي تم فيها استخدام شتى وسائل العنف ضده المتظاهرين وسقط على إثرها عدد من الشهداء والجرحى، وشارك العيداني بنفسه في العنف ضد المحتجين حينما وثَّق الناشطين بالفيديو كيف كان يعتدي عليهم بيده". 

وأوضح الكاتب العراقي، أن "العيداني من أشد المسئولين فساداً، وأنه يدير أغنى محافظة في العراق من حيث وارداتها النفطية والموانئ المطلة على الخليج، إلا أن تعيش أسوء ظروف معيشية، كما أنه شغل قبل أن يكون محافظًا للبصرة، ومنصب نائب رئيس مصرف البلاد الإسلامي الذي ‏يترأسه "أراس حبيب"، والذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في مايو 2018، بسبب ‏مساعدته فيلق القدس الإيراني وتحويل الأموال إلى حزب ‏الله اللبناني.

وقال الكندوري: من الممكن أن يساوم الرئيس العراقي الكتل الشيعية بين تراجعه عن استقالته مقابل تعديل قانون الانتخابات وترشيح شخصية أخرى لرئاسة الوزراء أو حتى الإبقاء على عادل عبد المهدي بمنصبه، مشيرا إلى أن الكتل الشيعية تدرك خطورة تداعيات استقالة رئيس الجمهورية، وفي حالة ما وافق عليها البرلمان أو أصر برهم صالح عليها، وستعتبر انهيار للنظام السياسي العراقي الحالي بشكل كامل.

وتابع: ومن الصعب على إيران واحزابها بالعراق إعادة بناء مؤسستي الرئاسة ورئاسة الوزراء مرة أخرى بشكل سهل، وهذا يفتح الباب على مصراعيه لتشكيل حكومة طوارئ بمساعدة الأمم المتحدة (أو بمساعدة الولايات المتحدة) وربما تكون من قبل الجيش.