د. حماد عبدالله يكتب: السيدة نفيسة "رضى الله عنها" فى مصر!!
أحد بيوتات أهل بيت رسول الله "صلى الله عليه وسلم " ، فى القاهرة المحروسة ، هذا المسجد العظيم ، له مريديه وله مكانة ومكان، لأهل مصر، فقد أحبت السيدة نفيسة المصريون ، فأحبوها ، وأصروا على دفنها فى المحروسة، فى نفس المكان الذى كانت تلتقى فيه بمريديها ، وأغلبهم من علماء المصريون.
لذا إشتهر هذا المسجد العظيم بجمع من المثقفين المصريين ضمن شعب مصر كله.
من مريدى السيدة نفيسة العلم "رضى الله عنها" وزيارة مقامها والصلاة فى مسجدها والدعاء لله أمامها.
ويقال بأن كرامات هذه السيدة الجليلة "رحمها الله" ، كثيرة ، ولعل إنتشار بيوت "أهل البيت " فى مصر المحروسة ، أعطى لمصر صبغة دينية حميمة ، سواء للمصريين أو للمسلمين فى جميع أرجاء المعمورة.
إن مقام السيدة نفيسة (رضى الله عنها) محبب لقلوب مريديه وقبلة المظلومين والساعين للسؤال عند الله ،فى بيت من بيوته ، ومحبب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد قامت مصر منذ الفتح الإسلامي لها بتقديم كل العون إلى الإسلام، من جند، ومن حضارة، أضافت إلى الحضارة الإسلامية الكثير وهذا ليس مجال سرد مشاركة المحروسة في إثراء الحضارة الإسلامية.
ولكن أيضا كان لمصر دور عظيم في تنوير الأمة الإسلامية من الجزيرة العربية ( أرض رسول الله صلي الله عليه وسلم ) إلى ابعد بلاد العالم المتدينة بدين الإسلام ، ومازال ذلك يتم عن طريق المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، بتبنيه الدعوة ، وإعداد الدعاة ، والمساهمة فى إنتشار الإسلام والحفاظ عليه.
ولعل المحمل المصري والذي كان يعد في المحروسة ويخرج وراؤه حكام مصر ، والشعب كله والذي يحمل علي الجمال ، وعلي متنه بجانب كسوه الكعبة والتي كانت تصنع بدار الكسوة بالقلعة تحمل أيضا الأموال والطعام ولدواء لأهل مكة والمدينة المنورة.
وتحملت مصر في حقبات الزمن ،وقبل ظهور البترول في الأراضي الحجازية ، مهمة إرسال المدرسين والأطباء والمهندسين والعمال لكي تقيم في الأراضي المقدسة ، حضارة، وتقدم وترسخ الاستقرار، والتقدم ،في الأراضى المقدسة أرض رسول الله "صلي الله عليه وسلم".
أن مصر كانت ومازالت هي منارة الإسلام وهي المعلم ، وهي القدوة ،وهي حلم كل مسلم وكل عربي علي الأخص ، بتحقيق الحلم بزيارتها أو الارتباط بها أما عن طريق الزواج أو العمل بها ، أو الاستثمار فيها أخيرا.
ولم تبخل مصر أبدا علي أمتها الإسلامية والعربية في أي طلب وفي أي أزمة تواجهها ،رجالا، ومالا ، ولا تضن بغالي أو رخيص في سبيل دعم الأمة الإسلامية ، ولعل القضايا العربية والإسلامية ، نجد أن مصر هي المتحمل الأول لكل هذه القضايا وهي المتصدية لأى عدوان ،ولعل فلسطين هى أكبر الأمثلة على تضحية مصر سواء فى مراحل الحرب أو حتى حينما كان السلام هو الطريق ،فقد وقفت مصر فى حروبها نيابة عن الأمة بأعز أبنائها وكل أموالها.
إن بركات أهل البيت فى مصر ،كثيرة وعديدة ،والرحمة والبركة، هى عبق تاريخ هذا الوطن.
حفظ الله مصر ،وحفظ المصريون ،مسلمين ،ومسيحيين ، أخوة ونسيج واحد، لأعز الأوطان.