حزب المحافظين يحقق فوزا ساحقا ليمهد الطريق لمغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي
حقق رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" نصر ساحق في الانتخابات التشريعية التي أجُريت يوم الخميس الماضي، حيث أيد الناخبون وعده بإنهاء الجدل السياسي حول البريكسيت، لتغادر بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بحلول 31 كانون الثاني/ يناير من العام المقبل.
وحصل حزب المحافظون على 364 مقعدًا من أصل 650 مقعد في مجلس العموم، ليسجل الحزب أفضل أداء له منذ فوز "مارغيريت تاتشر" في عام 1987، إن فوز جونسون يضع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على المسار الصحيح، لكن هذه مجرد البداية , وقد انعكس ذلك على سعر الجنيه الاسترليني في سوق تداول الفوركس مقابل العديد من العملات حيث ارتفع بقوة متخطيا مستوى 1.3 مقابل الدولار الأمريكي
وتعرض حزب العمل بقيادة "جيرمي كوربين" حزب المعارضة الرئيسي لهزيمة كبيرة ربما تكون الأسوأ منذ عام 1935، حيث فقد أكثر من 40 مقعد، لم يحظى كوربين بشعبية لدى الناخبين، حيث يرى البعض أنه يساري للغاية.
يمتلك حاليًا رئيس الوزراء "بوريس جونسون" القرار السياسي لمتابعة قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنه لا يزال بحاجة إلى الفوز باتفاق شامل للتجارة الحرة في بروكسل في المرحلة الانتقالية.
في خطاب النصر، أعلن جونسون أن النتيجة تحسم الجدال حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقال أن هذه الانتخابات تعني أن تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أصبح قرارًا لا يمكن دحضه ولا يقاوم، كما أنها وضعت حدًا لكل التهديدات البائسة حول اجراء استفتاء ثاني.
بعد تأييد جميع مرشحي حزب المحافظين على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي أبرمه جونسون مع بروكسل في أكتوبر الماضي، يمكن لرئيس الوزراء دفع صفقته عبر برلمان المملكة المتحدة دون مزيد من التأخير.
وقال أحد كبار المستشارين لجونسون أن البرلمان سيكون أكثر وضوحًا للتعامل معه فيما يتعلق بالفترة المباشرة بعد الانتخابات العامة، ويجب أن يكون تقديم التشريع الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عملية واضحة للغاية.
من المتوقع أن يصوت مجلس العموم البريطاني على الصفقة مرة أخرى قبل أعياد الميلاد، بعد ذلك سينظر مجلس اللوردات في الخطة، وبمجرد التصديق عليها من قبل برلمان المملكة المتحدة، فإن البرلمان الأوروبي سيصوت بعد ذلك على الصفقة، من المتوقع أن تمر هذه العملية بسلاسة، مما يمكن جونسون من الالتزام بتاريخ المغادرة الرسمي في 31 كانون الثاني/ يناير 2020.
سيتحول الانتباه بسرعة إلى المرحلة الانتقالية، حيث ستبقي التجارة قائمة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وفقًا لشروطها الحالية حتي نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2020، وسيتغير فقط اسم بريطانيا بأنها غير عضوة في الاتحاد، في هذه الفترة الانتقالية المقررة نحو 11 شهر سيتعين على جونسون تحديد نوع العلاقة التي يريدها مع الاتحاد الأوروبي، التي ستشمل التجارة والأمن والدفاع وصيد الأسماك وحماية البيانات والعلوم، وقد وعد حزب المحافظين بعدم تمديد الفترة الانتقالية.
إذا لم يستطع ابرام صفقة تجارية خلال هذه المرحلة الانتقالية، فستترك المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي دون صفقة وسيتم التبادل التجاري مع أقرب جار لها بشروط منظمة التجارة العالمية.
ردود الفعل من الاتحاد الأوروبي حيال فوز جونسون
وقد رحب الزعماء الأوروبيون بفوز "بوريس جونسون" المتوقع في الانتخابات الذي أوضح انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنهم قالوا إنه سيكون من الصعب الاتفاق على صفقة تجارية شاملة بعد خروج بريطانيا بحلول نهاية عام 2020.
يتعين على بريطانيا والاتحاد الأوروبي التفاوض على اتفاق تجاري بحلول نهاية 2020، لأنه عند انتهاء الفترة الانتقالية لانسحاب بريطانيا دون اتفاق تجاري شامل، يمكن أن تقوم العلاقات التجارية بين لندن وأكبر شريك تجاري لها وهو الاتحاد الأوروبي على أساس شروط منظمة التجارة العالمية.
يحذر مسؤولي الاتحاد الأوروبي من أن التفاوض على صفقة تجارية مع بريطانيا في أقل من 12 شهر سيكون أمرًا صعبًا للغاية، عادة ما تستغرق اتفاقيات التجارة للاتحاد الأوروبي سنوات للتفاوض ودخولها حيز التنفيذ الفعلي.