"هتخلف وتفك العقم".. حكاية "جبل المنيا المبارك" (فيديو وصور)
مع بزوغ فجر يوم الجمعة، ووسط منطقة جبلية شاسعة كائنة بقرية البهنسا.. تقابلك سيدة ستينية نحتت أشعه الشمس وشده الحرارة ملامح وجهها ترتدي عباءة سوداء اللون توجه لك سؤالها المعتاد: مشكلتك أية؟ عقيمة ولا حد عاملك سحر؟ هنا لا مكان للخجل في الإفصاح عن سبب تواجدهم "رجلًا كان أو سيده" وعلى حسب نوع أجابتك يتم تحديد التسعيرة التي تتراوح من 20 جنية إلى 50 جنية ثم تضع يداها على رأسك وتهمس بكلمات غير مفهومة شفتيها وتقول "اتمرمغى فى التراب 3 مرات "، ومن هنا تبدأ رحلتك فى الدحرجة من أعلى جبال السبع بنات فقدسية الموقع تأتي من دماء الفتيات السبع التي تشبعت بها الأرض فصارت مقدسة.
فإذا اتجهنا شمال محافظة المنيا وتحديدا غرب مدينة بني مزار، فتجد المئات من الأهالي الذين يتوافدون على قرية البهنسا التي تشتهر بمعالمها الإسلامية والقبطية والفرعونية، طقوسًا ترتبط بالدجل والشعوذة منها التبرك بضريح السبع بنات التي تحولت لـ مزار للسيدات اللاتي يبحثن عن الشفاء من العقم والإنجاب والرجال أيضًا، بعد أن ينام الزائر أو الزائرة على جنبه الأيمن ثم تتولى السيدة المسئولة هناك بدفعة على الرمال للتبرك والإنجاب.
وتحكى الروايات الشعبية أن منطقة ضريح السبع بنات، دفن بها 7 بنات من البهنسا وقت الفتح الإسلامي، ارتدين زى الفرسان، وساعدن الجيش الإسلامي الذي كان يضم صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم، للتخلص من اضطهاد الرومان، إلا أن الرومان اكتشفوا ما فعلهن، فتم إعدامهن جميعًا ومنذ تلك اللحظة ظلت السبع بنات هن رمز التضحية والعطاء والتبرك بهن وخاصة لدى السيدات.
شهدت أرض البهنسا تاريخ الفتح الإسلامي لمصر، فيرجع سبب تسميه "البهنسا" بـ مدينة الشهداء لكثرة من استشهد فيها خلال الفتح الإسلامي،ففي عام 22 هجرية أرسل عمرو بن العاص جيشًا لفتح الصعيد بقيادة «قيس بن الحارث» وعندما وصل إلي البهنسا، كانت ذات أسوار منيعة وأبواب حصينة، كما أن حاميتها الرومانية قاومت جيش المسلمين بشدة، مما أدى إلي سقوط عدد كبير من الشهداء المسلمين.