ضابط بشرطة تعز اليمنية يكشف لــ "الفجر" المأساة التي تتعرض لها المحافظة منذ الإنقلاب المشؤوم
كشف النقيب أسامة الشرعبي، الضابط في شرطة تعز، أن المحافظة أعلنت موقفها من انقلاب الميليشيات الحوثية ، وأشعلت شرارة المقاومة في الأشهر الأولى من العام ٢٠١٥، عندما حاولت ميليشيات الانقلاب اسقاط المحافظة كما فعلت مع بقية المحافظات في طريقها نحو المحافظات الجنوبية.
وأضاف في حديث خاص لــ "الفجر"، بأن تعز كانت أول محافظة تقف بوجه زحف الانقلاب وتكبح جماحه وتدحر أطماعه على أسوارها وتحولت مساحة عاصمة المحافظة المكتضة والضيقة إلى ساحة حرب بين مقاومة انحازت للشرعية الدستورية وميليشيات انقلبت وسيطرة على مؤسسات ومقومات الدولة، ليجتمع أبناء وقادة تعز المخلصين من مختلف المكونات والأطياف ويشكلوا سداً منيعا أمام أطماع تلك الميليشيات من خلال تاسيس مجلس تنسيقي ومجلس عسكري يتولون ادارة شئون المحافظة وجبهات المقاومة والدفاع عن محافظتهم بعد ان تعطلت المؤسسات الرسمية بسبب الحرب.
وتابع "الشرعبي": نجحت هذه النواة بدعم واسناد من التحالف العربي بتحرير مناطق لابأس بها في عاصمة المحافظة وعدد من المديريات الريفية إلا أن زحوفات ميليشيات الانقلاب مسنودة بمقومات الدولة ومعداتها التي استولت عليها شكلت طوقا من الحصار على عاصمة المحافظة والمناطق المحررة لتتسبب بوضع مأساوي للمواطنين الذين أصبحت حركتهم وامداداتهم مخنوقة بسبب هذا الحصار المطبق واستمر هذا الوضع لأشهر حتى تم تحرير العاصمة المؤقتة عدن،وفتح منفذ وحيد لتعز إليها لتخفف قليلا من المعاناة التي عاشتها تعز ومواطنوها في النطاق المحرر.
وقال أيضاً "الشرعبي" في أوائل العام ٢٠١٦ وأثناء ما كانت المقاومة الشعبية تسطر ملاحم الدفاع عن تعز برزت الحاجة والتوجه نحو اعاده تشكيل ملامح الدولة وتفعيل المؤسسات من خلال تعيين محافظا للمحافظة وقائدا للمحور ومديراً عاماً للشرطة وتعيين مدراء لعدد من الادارات الهامة وصدرت توجيهات رئيس الجمهورية بدمج تشكيلات المقاومة الشعبية في مؤسستي الجيش والأمن وبدا العمل بذلك مع استمرار الحصار ومعارك الدفاع عن تعز.
وأكد أنه مع تفعيل مؤسسات الدولة وتشكيلها بدأت تبرز على السطح تباينات بين مكونات تعز المنضوية تحت الشرعية ليتم التوافق على مبدأ المحاصصة في تقاسم المناصب والسلطات بين تلك المكونات كحل للتباينات والخلافات والتخوفات التي بدات تظهر بين المكونات إلا أن هذا الحل فاقم من المشكلة وضاعف حدة التباينات والاحتقانات وتسبب بظهور اشكالات كثيرة ضاعفت من معاناة تعز وتسببت بركود في جبهات المقاومة والتحرير لتصبح تعز بين مأساتين ماساة الحصار والخلافات الداخلية، من أواخر ٢٠١٦ وحتى أواخر عام ٢٠١٩م ماتزال تعز محاصرة من الانقلاب وتعيش بدوامة من الصراع بين المكونات بسبب غياب الثقة وتراكمات المواقف والاحداث خلال هذه الفترة ويصعب سردها كلها.
وكشف أيضاً بأنه تعاقب على المحافظة خلال الفترة من ٢٠١٦ وحتى الآن ثلاثة محافظين وأربعة قرارات بقيادة المحور وما تزال الإشكالات قائمة والإحتقان متجذر بين المكونات والحصار الذي تفرضه ميليشيات الانقلاب مستمر رغم الجهود الدولية والمبادرات المحلية التي تبوء بالفشل، ليصبح المواطن في تعز ضحية لهذه الماساة ويكتوي بنارها في ظل غياب رؤية واضحة وتوجه جاد لقيادة الشرعية والسلطة في تعز لحل هذه الاشكالات والتخفيف من المأساة.
وأخيراً طرح الشرعبي سؤالاً قال فيه: هل سيحمل العام ٢٠٢٠ حلاً لتعز وإنهاء لمأساتها خصوصاً بعد تعثر تنفيذ بنود اتفاق الرياض الذي كنا نؤمل فيه أن يحل ويخفف هذه المعاناة بما يؤسس له من حلول يمكن البناء عليها للحل الشامل في اليمن وانهاء الحرب؟.