"تعمل مجانًا".. "الفجر" داخل عيادة الرضاعة الطبيعية بالدمرداش

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


قبل عامين، أسس مستشفى النساء والتوليد بكلية طب الدمرداش جامعة عين شمس، عيادة رضاعة طبيعية، وهي عيادة تقدم تخصص طبي جديد مجهول لمعظم الأمهات، تقع عيادة الرضاعة الطبيعية في الدور الأول من المستشفي، وتحدث الدكتور عاصم الشرقاوي استشاري متفرغ بدرجة زميل في التغذية العلاجية واستشاري رضاعة طبيعية بمستشفى النساء والتوليد جامعة عين شمس لـ"الفجر" عن دور عيادة الرضاعة الطبيعية وخدماتها.

يشرح "الشرقاوي" دور العيادة في خدمة الأمهات "العيادة تقدم النصائح والتوعية للأمهات عن الرضاعة الطبيعية المطلقة، وتستمر الرضاعة المطلقة لمدة 6 شهور، يعتمد فيها الطفل كليًا علي لبن الأم، يحصل الرضيع علي 12 رضعة يوميا بمعدل رضعة واحدة كل ساعتين أو ثلاث ساعات، ويجب أن يكون وضع الطفل مريح خلال الرضاعة، وأن يكون ملاصقاً للأم ومواجهًا للثدي"، تعمل عيادة الدمرداش يوميا بشكل مجاني "العيادة بدأت منذ سنتين وكانت تعمل ثلاث أيام أسبوعيًا، وحاليًا تعمل كل يوم، ونتابع حالة الأم، ونقدم لها نصائح عن مواعيد الرضاعة وأساليب الرضاعة السليمة حتى سن سنتين".

يعرف "الشرقاوي" الرضاعة الطبيعية بأن يتم الاعتماد على لبن الأم كغذاء أساسي ووحيد للتغذية الصحية سهلة الهضم والامتصاص، ولبن الأم متكامل العناصر ومعقم ودافئ واقتصادي، ويفي باحتياجات الطفل صيفيا وشتاءا، وهو الوسيلة المثلى لتزويد الطفل باحتياجاته الغذائية خلال الستة أشهر الأولى، وتستمر أهميته حتي عمر عامين، فالرضاعة هي خط الدفاع الأول ضد أمراض سوء التغذية في مصر التي بلغت نسبتها 54% .

يرى "الشرقاوي"، أن الرضاعة الطبيعية تخصص طبي له دورات "أنا طبيب تغذية علاجية، وحصلت علي ثلاث دورات في الرضاعة الطبيعية للعمل بهذا التخصص، وحاليا يوجد عيادات طبية خاصة في الرضاعة، وفي دكتورة في اسكندرية فتحت عيادة خاصة في الرضاعة"، مع غياب دور الجدة والأم ظهرت أهمية عيادة الرضاعة الطبيعية " زمان كانت جدة تنصح وتعلم الأم حديثة الولادة، حاليا مع سرعة حياة اختفي دور الجدة والأم التي تؤهل الأم الصغيرة، دورنا هو توعية الأم".

يرفض الشرقاوي، الاعتماد علي الألبان الصناعية "لبن الأم الوسيلة الأفضل للتغذية المطلقة خلال 6 شهور الأولى من عمر الطفل"، يساعد لبن الأم علي تقوية مناعة الطفل، ويزيد معدل ذكاء الطفل ويحسن النمو العقلي للطفل، يعمل علي توازن البروتينات والدهون والمعادن، ويزيد الانزيمات الهاضمة، ويحمي الطفل من الإصابة بالإسهال والتهاب المعدة ويحمى الطفل أيضا من اضطرابات الجهاز الهضمي، وأمراض الحساسية والسكر والبدانة ومرض اللوكيميا، ويقلل تعرض الرضيع للعدوي يفضل إرضاع الطفل عند الطلب مع تدليك جسمه بلطف في حالة النعاس والحرص علي ارضاعه لمدة كافية صباحًا ومساءً.

لا تتوقف فوائد الرضاعة الطبيعية علي الطفل بل تخدم الأم أيضا، يرى "الشرقاوي" أن الرضاعة الطبيعية تساعد في عودة الرحم لوضعه الطبيعي، وحماية الأم من النزيف بعد الولادة، تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي و المبيض، يحمى الأم من الاكتئاب والتوتر، كما تخفض وزن الأم بدون حمية غذائية، وتقوى الارتباط العاطفي بين الأم والطفل، وتخلق حالة وجدانية بين الأم والطفل لان الطفل يكون ملتصق بأمه وقت الرضاعة ويشعر بالأمان معها، كما ينصح "الشرقاوي" الأم بعدم استخدام حبوب منع الحمل خلال فترة الرضاعة لانها تنقص كمية اللبن .

ينصح "الشرقاوي" الأم بالامتناع عن تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة والتدخين والثوم والبصل والبعد عن الملينات لانها تقلل الحليب في الثدى، وعدم ارغام الطفل علي الرضاعة بالقوة، كما ينصح بعدم اطعام الطفل أي مشروبات أو أغذية أو ألبان أو حتي الماء قبل الشهر السادس، كما ينصح الأم بتناول ثلاث وجبات يومية تحتوي علي البروتين والدهون الكربوهيدرات وشرب الحلبة والشمر والقرنفل وورق الجوافة والجرجير لإدرار اللبن، وتناول الخضروات والفاكهة بين الوجبات، يرفض الشرقاوي الأغذية التكميلية قبل عمر 6 شهور لانها تضعف إنتاج اللبن . 

يعدد "الشرقاوي" أخطار الألبان الصناعية علي صحة الطفل "تسبب أمراض الإسهال والجفاف وسوء التغذية، فقر الدم و نقص فيتامين أ والتهابات المخ والتهابات مجرى البول وسوء الهضم، واضطرابات النمو المتطور، التهابات الأذن الوسطى، وقلة التحصيل والتركيز والذكاء والاضطرابات السلوكية، وحرمان الطفل من الفيتامينات، كما يرفض "الشرقاوي" استخدام البزازة للطفل لأنها تسبب النزلات المعوية نتيجة التلوث، وتسبب تسوس الأسنان وتأخر الطفل في تعلم المضغ مما يؤثر علي شهيته، صعوبة عودة الطفل إلى الرضاعة الطبيعية.

يحتاج الطفل بعد سن 6 شهور إلى عناصر تكميلية ليست موجودة في لبن الأم مثل الحديد وفيتامين ج،  ينصح الشرقاوي بتقديم الوجبات التكميلية في شكل سائل ويزيد السمك تدريجيا، ويقدم نوع واحد على شكل نصف وجبة أسبوعيا، تستخدم الملعقة والكوب، ليس الببرونة مع الاستمرار في الرضاعة  الطبيعية للطفل.