من قلب ساحة الشهداء.. لبنانيون يروون لـ"الفجر" قصصهم مع هجمات مليشيات حزب الله
وتواصلت صحيفة "الفجر" مع عدد من الثوار في لبنان؛ للتعرف عن قرب على مطالبهم وما يحدث لهم عند هجوم المليشيات التابعة وطريفة تصرفهم معهم، والقصص والحكايات التي يرونها بالميدان.
وقال الناشط السياسي طارق البعيني، وهو أحد المتظاهرين، إن الثوار يحلمون بدولة حقيقة لا تسيطر عليها المليشيات التابعة لإيران، لافتاً إلى أن المهاجمين من حزب الله وحركة أمل ينقضون كل فترة على المتظاهرين العزل، ما يدفع المتظاهرين لترك ساحة الشهداء وغيرها من الميادين حتى لا يضطرون لمواجهتهم ويتحول المشهد لصراع.
وأضاف: "المهاجمين متأثرين بأفكارهم المذهبية الطائفية ويوجههم قادتهم لذا لا نفضل مواجهتهم، وبعد الهجوم ونعيد بناء الخيام التي دمرت ونسرع بمعالجة المصابين"، موضحاً أن الجيش الذي من المفترض أن يحمي المتظاهرين يقف على الحياد ولا يسارع لحماية الثوار من المهاجمين.
وذكر طارق أن أبرز مايشغل المتظاهرين بالميادين هي القضايا الاقتصادية والسياسية، قائلاً: "أبرز القضايا اللي بنتداولها بالميدان هي كيفية الخروج من الأزمة وضرورة إيجاد معارضة سياسية حقيقة، ونطرح العديد من المواضيع اللي بتهم الشباب والعمال، مثل القضايا الاقصادية والسياسية وكيف تعاطي الدولة مع انهيار الاستثمار والقطاع المصرفي".
وفي ذات السياق، بينت بثينة وهي أحد الفتيات المشاركة في التظاهرات، أن العناصر التي تهجم عليهم إرهابية وتسبه الصهاينة فهم لا يفرقون بين صغير أو كبير أو رجل إمرأة ولا يسلم أحد من أذاهم، مشيرة إلى أنهم يهجمون وهم مسلحين ولذلك لا يشتبك معهم الثوار، بقولها "بيهجموا ومعاهم عصي وحجارة ومسدسات بس لما يكونوا مخنوقين بيستعملوا الأسلحة علشان يفرقوا المتظاهرين، وبيرمونا بالقنابل المسيلة للدموع. أحيانا الحيش بيحمينا منهم، بس في الغالب بيدينا ضهروا".
وأضافت: "وقتها ينقعد في الأرض ونتمسك ببعضينا. ومبنحاولش نمسك حد منهم، علشان إحنا عارفين انو حيستعملوا الأسلحة اللي معاهم"، مؤكدة على أنهم مستمرين في الثورة لأنه لم يعد هناك ما يخسرونه، قائلة: "علشان مبقاش في حاجة نخسرها لا فلوس ولا تعليم ولا كهربا ولا تامين صحي".
وأكد على حديث بثينة، مالك الأشتر وهو صاحب مهنة حرة، قائلا: "المخربين جيناء لا يهاجمون عند وجودنا بكثرة أما المندس الأمني نكشفه من خلال سؤالنا عنه في منطقة سكنه فالكل لدينا بالمنطقة التي يسكن بها".
ونوه إلى أنه هناك بعض الأجهزة الأمنية المحسوبة على بعض الميليشيات، والتي تخرب ولكن عبر أشخاص بلطجية معروفين بأنهم أولاد شارع وأبناء بعض العشائر والمافيات، التي تسيطر على منافذ السلطة التشريعية في لبنان.
وأضاف: "كثورة غير منظمة تحوي الكثير من الأفراد من كل أنحاء لبنان، يحصل رصد لأي تحرك عن طريق جمع معلومات عبر أشخاص مشاركين بالثورة لديهم خبرة في مجالات الإعلام والأمن الاجتماعي، وهم متقاعدون من الجيش والأحزاب ولديهم الخبرة في أمور تفيد الحفاظ على الامن".
وعلى جانب آخر، أكد فتحي مطر وهو من طرابلس على وحدة الشعب اللبناني، وإسراع أهالي طرابلس لحماية إخوانهم في بيروت عند هجوم المليشيات، بقوله: "عندما سمعنا بهجوم المليشيات لأول مرة، حشدنا بعضنا وجمعنا أموالا واستأجرنا أتوبيسات، واتجهنا لساحة الشهداء وواجهنا المليشيات وضربناهم بالعصي حتى هربوا للضواحي لمحيطة بالميدان".
وأوضح أن أهالي لبنان كانوا يدا واحدة والعلاقات بين السنة والشيعة كانت مقربة حتى حدثت الثورة السورية، وتم قتل المسلمين والتنكيل بهم والتمثيل بجثثهم والسخرية من الصحابة، وهو ما أثار غضب أهل السنة بلبنان وزاد من كراهية بعضهم للشيعة خاصة التابعين لحزب الله.