الخارجية السويسرية تستأنف تمويل الأونروا

رفعت وزارة الخارجية السويسرية، تجميدها لمدة خمسة أشهر عن المدفوعات إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

وكان التعليق المؤقت في يوليو، من جانب سويسرا وهولندا، رداً على تحقيق أجراه مكتب خدمات الرقابة الداخلية في مزاعم سوء الإدارة في الأونروا.

كما تم تسريب تقرير سري من مكتب الأخلاقيات التابع للوكالة، يزعم سوء السلوك الجنسي والفساد بين كبار المسؤولين في الوكالة، إلى الصحافة خلال فصل الصيف.

وتضمنت اتهامات ضد إدارة الأونروا لـ "المحسوبية، والانتقام، والتمييز، وغير ذلك من الإساءات للسلطة، من أجل تحقيق مكاسب شخصية، وقمع المعارضة المشروعة، وتحقيق أهدافهم الشخصية بطريقة أخرى، مما يعرض مصداقية ومصالح الوكالة للخطر".

ومع ذلك، في أوائل نوفمبر، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بيانًا يقول فيه: إن "النتائج الأولية لتحقيق داخلي للأمم المتحدة، لم تجد احتيالًا أو اختلاسًا لأموال التشغيل، ومع ذلك، هناك قضايا إدارية تحتاج إلى يمكن معالجتها".

وأكدت وزارة الخارجية في سويسرا لـ "Swissinfo.ch"، وهي منصة للأخبار والمعلومات تديرها هيئة الإذاعة السويسرية، أنها قررت المساهمة بمبلغ 713،360 دولار (700،000 فرنك سويسري) لمشاريع الأونروا الجارية ومليوني دولار (2 مليون فرنك سويسري) لحالات الطوارئ، وبرامج المساعدات في سوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولقد كانت سويسرا جهة مانحة للوكالة منذ إنشائها في عام 1949م، وقد خصصت بالفعل 22,73 مليون دولار قبل تجميد مدفوعاتها.

كما كان للتخفيضات الحادة في تمويل الأونروا تأثير مباشر على وضع الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين، على وجه الخصوص.

وفي أغسطس 2018، أعلنت الولايات المتحدة فجأة، أنها ستقطع كل التمويل للوكالة، وحتى ذلك الحين، كانت الولايات المتحدة هي الجهة المانحة الرئيسية بمساهمة سنوية قدرها 360 مليون دولار.

ومنذ تحرك الولايات المتحدة العام الماضي، ظهرت تقارير عن تدهور الأوضاع في المخيمات في سوريا ولبنان والأردن، وكذلك في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين.

كما إستمرت الأونروا في النضال ماليًا وسط ما يُنظر إليه على أنه حملة منسقة لإغلاقها كجزء من جهود إسرائيل لإزالة وضع اللاجئ من ملايين الفلسطينيين.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أبلغت وزارة الشؤون الخارجية في هولندا الأونروا أيضًا بقرارها باستئناف تمويل الوكالة، ووافقت على تقديم 6.65 مليون دولار إضافية لعام 2019.

وتأسست الأونروا في ديسمبر 1949 بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302، بدأت عملياتها في 1 مايو 1950 لتقديم المساعدات الإنسانية الأساسية لما كان في ذلك الوقت مجرد مليون لاجئ فلسطيني.

ومنذ ذلك الحين، نمت مسؤوليتها لتغطية احتياجات أكثر من 5 ملايين لاجئ منتشرين في جميع أنحاء فلسطين المحتلة والبلدان المجاورة.