"أدهم" يُصنعّ شجر الكريسماس من خيوط الكروشيه: "نفسي ابقى فنان مشهور"
وسط زحام المواهب المتلاحقة على الساحة، طل من نافذة إحدى دور الأيتام موهبة لطفل في عمر الزهور لم يبلغ نهاية عقده الأول، لكنه يملك حماساً للنجاح والشهرة، ورغبة في إثبات الذات، ساعدته في تعلم وإنجاز العديد من الأعمال الفنية منذ الصغر.
على أعتاب مكتبة" خان ليلى" بمنطقة المعادي، وقف الطفل "أدهم" في مساحة مربع صغير إلى جانب طاولة مستديرة تحمل عدد من الأعمال الفنية البسيطة التي تجمع بين مشغولات الكروشيه، ومنتجات الفخار والصلصال، بجانب بعض اللوحات، تقبع إلى جوارهم شجرة "الكريسماس" المصنوعة من خيوط الكروشيه بحرفة ودقة عالية، تبهرك ألوانها.
جودة المشغولات اليدوية المعروضة، تجعلك تشعر في قرارة نفسك أن فنان شاب من يقدم تلك الأعمال، ولكن أكثر ما يفاجئك أن طفل صغير هو من يبتكر وينفذ تلك الأعمال الفنية، وبمجرد أن تتحدث معه تجد أنه يحمل قصة مثيرة تستحق أن تُروى"اسمي أدهم عندي 9 سنين، عايش في دار أيتام في منطقة المعادي، بحب الفن والرسم من صغري، وكان نفسي اتعلم، ومشرفين الدار ساعدوني إني أحقق أمنيتي".
الموهبة كالأشجار تحتاج إلى عناية وتغذية كي تنمو وتثمر، هذا ما حدث مع "أدهم" أيضاً منذ سنواته الأولى" في الدار لما لاحظوا إني بحب أشكل تصميمات، بدأت أروح ورش تصنيع فخار ورسم من وأنا عندي 7 سنين، جنب حصص الرسم في المدرسة، وبدأت أطور من نفسي وانفذ اللي اتعلمته".
موهبة أدهم المميزة هي ما دفعته للمشاركة بأعماله الفنية في مكتبة "خان ليلى" بالمعادي، ويحرص على تطويرها أولاً بأول" لما كنت بحضر ورش كان فيه فنانين من معارض كتير موجودين، وأنا كنت أصغر واحد فيهم فكانوا بيساعدوني ويشجعوني إني استمر، لحد ما في يوم مسؤولة الورشة خدت أعمالي وعرضتها في معرض في مول بمدينة نصر، وبعدها مكتبة "خان ليلى" في المعادي".
"شجر الكريسماس" ذو التصميمات الملونة والأشكال الفنية الجديدة، كانت آخر النماذج الفنية الحديثة لأدهم" احنا داخلين على كريسماس وكنت عاوز أقدم حاجة مختلفة، فبدأت استغل الكروشيه وعملت منه أشكال كتير من شجر الكريسماس، وبعرضها في معرض المكتبة بتبدأ من 150 جنيه وبتوصل لـ300 جنيه".
يحمل الطفل الصغير في داخله رسالة بسيطة للمجتمع ألا وهي" أنا هنا" رافع شعار"مايهمنيش أصلي وفصلي.. يهمني أنا وصلت لإيه دلوقتي..ورسالتي إيه ورسالتي هو الفن "أنا بحوش دلوقتي من مصروفي علشان أقدر أشارك في ورش جديدة السنة الجاية، وأحقق هدف جديد لنفسي، وحلمي إن تصميماتي توصل للعالم كله وشغلي يتباع بره وأبقى فنان مشهور".