اليوم الرّابع من شهر رمضان المُعظّم 1434 هجريّة

أبراج

اليوم الرّابع من
اليوم الرّابع من شهر رمضان المُعظّم 1434 هجريّة

إسماعيل ياسين فى مُستشفى المجانين

*إعتدنا من التلفزيون المصرى – قبل ظهور القنوات الفضائيّة – على فيلم يومى لنجم مصر إسماعيل ياسين طوال شهر رمضان المُعظّم ،مهما كنت قد شاهدت الفيلم من قبل عشرات المرّات فلن تملّ ،إسماعيل ياسين ليس مُمثّلاً كوميديّاً ولكن رفيق لأجيال متعاقبة كبرت طوال أيام الطفولة و الدراسة والشباب والزّواج فى ترافق مستمرّ مع المحبوب إسماعيل ياسين .

*من أشهر تلك الأفلام إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين حيث يقع بطلنا المحبوب فى ورطة تسوقه لقاعة المجانين بمستشفى الأمراض العقليّة لنقوم بـ أخذ فكرة عن بعض الأمراض العقليّة أو النفسيّة بصورة كوميديّة.

*هذه المقدّمة ضروريّة – عزيزى القارئ – لتوضيح حال مصر الجمهور/الشعب المصرى أثناء حكم الإخوان وكيف وقع فى جماعة تحفل بتوليفة مُمتازة من الأمراض النفسيّة والتى نستعرضها معاً ببساطة دون تعقيد ودون الحاجة لـ بروفسير نفسى يقوم بتعقيد المسائل ، فقط من خلال إستعراض تعريفات لبعض الأمراض النفسيّة وعرضها على برامج الـ توك شو التى تمّ إستضافة أعضاء للجماعة المنحرفة فيها تكفى لتوضيح حالنا وكأننا جميعاً كنّا تماماً مثل إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين .

**لغة الجسد هى وسيلة ممتازة لقراءة كيفيّة تفكير وشعور الشخص الذى نقوم بقراءته ،رغم أنّه لايُمكن إستخدام لغة الجسد كأداة تشخيصيّة لأمراض عصبيّة أو عقليّة بوضوح إلا أنّها - لغة الجسد- يُمكن من خلالها قراءة بعض الإضطرابات النفسية وأعراضها من خلال إستعراض أنواع مُحدّدة من لغة الجسد وتعبيرات الوجه ،بصرف النظر عن التعبيرات اللفظيّة فإنّ لغة الجسد قد تعكس بعض الأمراض الخفيّة الكامنة فى شخصيّة الشخص محل الدّراسة.

1-النّرجسيّة:

إنه مرض الإحساس بالتفوّق على الآخر وأنّه بؤرة الإهتمام ومركز الكون الذى تدور الأفلاك من حوله ، سوف يقوم الشخص النّرجسى والذى يشعر بتفوّقه المستمرّ على الآخرين بتبنّى إشارات جسديّة تُبرز إحساسه العميق بأنّه من عنصر متفوّق ومُختلف عن الآخرين ، غالباً ما يشمل هذا الشّعور إنتصاب القامة جسمه مفرود وصدره مُنتفخ للأمام بصورةً زائدة أثناء تحدّثه واقفاً مع الآخرين كأنّه يقول للآخر أنا أهو ، كثيراً مانرى هذه الوقفة المُنتصبة بصدر منتفخ فى أفراد الجماعة خلال إجراء حوار معهم وهم واقفون نراها بوضوح فى وقفة البلــاجى و حــازى أثناء حواراتهم التفزيونيّة.

لايتوقّف الأمر عند الوقفة المُنتصبة ، ولكن النرجسيّة تشمل أعراض الغضب غير اللائقة مثل الصّراخ المُستمرّ والتلويح المُبالغ فيه والمُستمرّ باليدين فى وجوه الآخرين خاصةً عندما يكون الطرف الآخر قد خطف الإنتباه من المستمعين وسرق الأضواء ،هذه الحالة تجدها – عزيزى القارئ – بصورة واضحة عند الإخوانى ـانى صـلـ ح ،فزيادة التلويح بيديْه وذراعيْه تكون متزايدة بصورة مستفزّة لعيون المتفرّج خاصة بعد إفحام الثورى د/عبد الحليم قنديل لجماعته الموتورة بالأدلة وخطف الأضواء من المُجتمعين.



2-السّيكوبات المُختل عقليّاً :

المُختل عقليّاً أو السّيكوبات هو باختصار وبساطة شخص يفتقر لنعمة الإحساس أو التعاطف بالآخرين ،السّيكوبات يقوم بفعل كل مايرغب من أفعال دون الإلتفات لمعايير المجتمع أو للأضرار التى قد تحدث للآخرين بسبب أفعاله ، لايكترث بك على الإطلاق ،هذا الشخص قد يحمل خليط غريب الأطوار من لغة الجسد.

لابدّ أنّك سمعت مثلى لصرخات النّاشط عبدالرّحيم على وهو ينتقد الإرهابى المُتقاعد عاــم عبد الـاجد ، إزاى الرّاجل ده بينام بالليل؟ إزّاى بيبص لنفسه فى المراية كل يوم الصّبح؟ هكذا كانت كلما الإستاذ الفاضل عبدالرّحيم على تجاه شخص أدين واعترف بقتله لمصريين وأجانب وتيتيم أطفالهم وتشريد أسرهم وتغيير مجرى حياتهم بالكامل واستمرار ظهوره فى القنوات الفضائيّة بثبات دون أى إشارة لندم أو خجل من ماضيه ،عدم الإكتراث بماسبّبه من كوارث فى حياة البشر يُعطيك فكرة عن أسلوب حياة الرّجل وطريقة تفكيره.

بعض المختلين عقليّاً السّيكوبات قد يكونون جذّابين للغاية فى أحاديثهم مثل السّفاح الأميريكى تيد بوندى حيث يتمتّع الرّجل بجاذبيّة فى حواراته ويُعطى إتزان مُدهش لحركة أو لغة جسده ويتمكّن باستمرار من النّجاح فى إختبارات كشف الكذب لكنّه مع ذلك سوف تجده يفشل فى إظهار ردّة فعل طبيعيّة تجاه ما حوله ،فسوف تجده يضحك عند إستعراض حادثة قتل أو فقأ عين، يسخر من الأشخاص الذين يشتكون التوتر والقلق ، هل تتذكر- عزيزى القارئ- الضيف الغريب العجيب الذى تمّ إستضافته فى برنامج حوارى مُباشرة بعد مجزرة بورسعيد حيث كانت الأمهات ثكلى والآباء ينتحبون ،كان الأخ يدور فى الكرسى الدّائرى مثل المرجيحة أو الأطفال الصغار دون أى إكتراث للكارثة التى تعرضت لها البلاد والعباد، هذا الشخص يضع الـ بهظ بيه أو جميل راتب فى فيلم الكيف فى خانة الملائكة بالنسبة له.

المُختل عقليّاً سوف يُظهر إنفعالات غير مُبرّرة مثل نفاذ الصبر فى حواره مع الآخرين وميله للعنف وتحقيره للطرف المتحاور معه والإستخفاف به، هش،أسكت ياولد عبارة قالها عاــم عبد الـاجد لشاب صغير السّن من أعضاءء حركة تمرّد هاتفيّاً أثناء الحوار، سوف يبدو وكأنّه قنبلة موقوتة توشك على الإنفجار فى أيّة لحظة.

3-الإنطوائى:

شخص يتم تشخيص حالة الخلل فى شخصيّته على أنّه يشعر بمركّب نقص ، يتجنّب التفاعل الإجتماعى والإختلاط بالآخرين ، بعكس الشخصيّة النرجسيّة فإن الإنطوائى على النقيض يكون دائماً منكمش الكتفين محنىّ الظهر ، يتحاشى الإتصال البصرى آى كونتاكت ،غالباً مايضع إحدى قدميه مطويّة تحته ،أو تجده مُقفلاً الزّرار الأخير الأعلى من القميص زرار الرّقبة دون إرتدء كرافات رغم أنّ القميص صيفى نصّ كمّ.

قد تجد هذا المنظر فى كثير من شباب الجماعة المنفصلين عن المجتمع والذين لايجدون راحتهم إلا مع من يُشاركونهم نفس الأعراض المَرَضِيّة.

4-إضطراب الفواصل الحدوديّة:

المشاعر مثل الدّول بينها حدود ،من غير الطبيعى أن تنتقل من حدود دولة الغضب لحدود دولة الضحك خلال ثانية واحدة إلا إن كنت مريضاً بهذا المرض النفسى، الأرجحة العنيفة بين حالة نفسيّة والإنتقال لحالة أخرى فى لمح البصر تُسمّى الإضطرابات الحدّية فى الشخصيّة ،الإنتقال من الملل للغضب ثم للهدوء بسرعة خاطفة، إضطرابات الشخصيّة الحدّية قد تظهر لها علامات لغة الجسد مثل اللعب المُستمرّ بكم القميص/ياقة القميص/العبث بقطعة حلىّ أو مجوهرات أو ساعة اليد/ ميداليّة المفاتيح/ إلتواء أو لىّ شعر الرّأس/التخبيط بأرجلهم على الأرض/إخراج بعض النقود المعدنيّة الفكة واللعب بها بعصبيّة ، كثيراً ماوجدت المُحامى الإخوانى ـــزارــاب بأنه يواجه مشكلةٍ ما، يكون هادئاً فى حواره وفجأة يتشنّج مع جحوظ غير عادى فى عينيّه ثم تلويح بإصبعه وكأن إصبعه سكّين أو رمح ثم العودة لحالة الهدوء من جديد، هذه الشخصيّة عادةً ماتكون دافئة وودودة ولكن قد تنقلب للعبوس وإصدار الأوامر والطلبات بسرعة دون سبب واضح.

5-الإضطراب الفُصامى:

الشخص الذى يعانى من مرض الشخصيّة الفصاميّة يتصف بلغة جسد روبوتيّة جداً ،أى كأنّه إنسان آلى /روبوت ، تحركاته بطئية للغاية وعلى مَضَضْ ، شخص وحيد يتحاشى التفاعل الإجتماعى أو تكوين علاقات إجتماعيّة ملموسة فقط علاقات سايبر على الإنترنت ، حتّى افراد عائلته سوف يكون منفصلاً عنهم، لايُظهر إلا القليل جداً من العاطفة تجاه البشر أو الحيوانات تعابير وجهه باردة خالية من أيّة معانى أو مشاعر واضحة يُمكن تمييزها وله عينان فارغتان من أيّة مشاعر.

عادةً مايفتقر للعلاقات الحميمة مع الجنس الآخر وإن فعل فسوف يكون متلهّفاً بشأن العلاقة مع حركات جسديّة مثل تربيع الذراعين أمام الصدر كعلامة دفاعيّة ضدّ أى إنتقاد أو فشل فى العلاقة، قلق مستمرّ وعيون مندفعة ولأنّه من النّوع المُحافظ وغير المنسجم مع المُجتمع فقد يقول أو يفعل إشارات جسديّة غير متماشية مع العرف الأخلاقى المجتمعى ،كأن يقوم بـ ـــ عضوه الذكرى، الحديث باندفاع عن أجزاء من جسد المرأة أو مغازلتها باندفاع وتهوّر دون وجود إعتبار لوجود المرأة التى أمامه أو أنّه على شاشات التلفزيون العالميّة أو لأى إعتبارات أخرى دينيّة أو أخلاقيّة.

6-البارانويا:

أو مرض الشعور المستمرّ بالخوف أو الذّعر دون سبب واضح ،عادةً مايكون الشخص مُحفّزاً باستمرار مع شعور دفاعى منه ضدّ الآخرين لشعوره المستمرّ بأنّه مُضطهد أو مظلوم، شعوره المستمرّ بأنه المقهور يغذّى رغبته فى لعب دور الشهيد ،ولأنّه يُعانى نقصاً حاداً فى صفات شخصيته فهو يستمر فى تحاشى التواصل المجتمعى مع الآخرين ،غالباً ما يكون مريض البارانويا عدوانيّاً تجاه الآخرين ودفاعيّاً لنفسه ويشعر أنّ الآخرين لديهم دوافع أو أجندة عدوانيّة خفيّة ضدّه ، وكإجراء مُضاد فإنّه لايُعطى الأمان لأى شخص.

**تذكر - عزيزى القارئ- أنّنا جميعاً نُعانى من مشاكل وإضطرابات سلوكيّة ولكن ليس بشكل مرضى ،فأنا شخصيّاً علاقاتى المجتمعيّة قليلة وغير متفاعل مجتمعيّاً مع عائلتى بالشكل الكافى ،ربّما كان هذا مرض العصر فالجميع الآن يحملون هذا الأسلوب الرّوبوتى والتواصل الإجتماعى لايتم فى أيامنا هذه إلا عن طريق الإنترنت ،التفسّخ فى العلاقات الإجتماعيّة زاد مع ثورة الإتصالات التى خفّضت من المقابلات الإجتماعيّة وصلة الرّحم وإمكانيّة التواصل مع الجنس الآخر بطريقة محترمة صحيّة بعيداً عن الأمراض النفسيّة والكبت، لكن هذا لايعنى أنّك / أو أنّنى نُعانى هذا الشعور المَرضِى بالإضطهاد أو الشعور بالتفوّق دون سبب والذى يُعانى منه أفراد الجماعة إيّاها.((العَظَمة لله وحده لاشريك له)).