فرار الآلاف من القصف في شمال غرب سوريا إلى الحدود التركية
نقلت وكالة "رويترز" عن سكان وعمال إنقاذ، اليوم الجمعة، قولهم إنه فر آلاف الأشخاص إلى الحدود التركية من آخر معقل كبير للمعارضة في شمال غرب سوريا، بسبب القصف المكثف الذي قامت به القوات الروسية والجيش السوري.
وقالوا: انه "شوهدت سلسلة طويلة من السيارات وهي تغادر مدينة معرة النعمان، التي تسيطر عليها المعارضة والتي تحملت وطأة الهجمات، التي شملت غارات جوية".
وقال أسامة إبراهيم، وهو عامل إنقاذ من معرة النعمان، ان "الهجرة بالآلاف.. إنها كارثة إنسانية، فنحن نرى أشخاصًا يمشون في الشوارع وأشخاص ينتظرون السيارات بالقرب من المنازل لإخراجهم".
كما أوضحت فرق الإنقاذ، أن الغارات الجوية قتلت ستة اشخاص الليلة الماضية في معرة النعمان، وقتل 11 اخرين في قرى بالمنطقة.
لقى مئات الأشخاص مصرعهم هذا العام في هجمات على مناطق سكنية في المنطقة، وفقًا لما ذكرته وكالات الأمم المتحدة، على الرغم من أن الحملة العسكرية السورية والروسية، التي بدأت في نهاية أبريل قد تراجعت في أغسطس بموجب وقف إطلاق النار الهش.
وقد ذكرت وسائل الإعلام السورية، أن الجيش السوري اقتحم عدة قرى جنوب شرق إدلب، وقال المقاتلون المتمردون إن "القرى التي تم الاستيلاء عليها تشمل أم جلال في محافظة إدلب الجنوبية وربيع وحربية في شرق إدلب".
وتنفي روسيا والجيش السوري الموالي للرئيس بشار الأسد مزاعم القصف العشوائي للمناطق المدنية، ويقولون إنهم يقاتلون المتشددين الإسلاميين الذين يستلهمون نهج القاعدة.
وعلي صعيد آخر، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي توصل إلى اتفاق في سبتمبر الماضي مع روسيا لاحتواء القتال، والذي ينظر إليه العديد من المدنيين في مناطق المعارضة كحامي لهم، من تجدد تدفق اللاجئين.
وقال أردوغان، يوم الخميس، إنه "فر 50 ألف شخص من منطقة إدلب بشمال غرب سوريا"، ولم يقل ما إذا كان أي من الفارين دخل تركيا، مشيراً الي أن القوى العالمية لم تقدم حتى الآن أي دعم لـ "المنطقة الآمنة" المخطط لها في شمال سوريا؛ حيث يعتزم إعادة توطين مليون لاجئ سوري.
وقالت تركيا، إن المنطقة ستسمح للاجئين المقيمين في أراضيها بالعودة بأمان إلى بلادهم، والمساعدة في تأمين حدودها مع سوريا، لكن انتقد الحلفاء الغربيين التوغل العسكري التركي في أكتوبر، الذي شهد استيلاء أنقرة على جزء كبير من شمال سوريا من ميليشيا "قوات حماية الشعب الكردية".
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي، الذي تستضيف بلاده 3.7 مليون لاجئ سوري، للمنتدى العالمي المعني باللاجئين الذي يعقد في جنيف: "نحتاج إلى إيجاد صيغة للسماح للاجئين، الذين سافروا إلى تركيا لإعادة توطينهم في وطنهم الأم".
وأضاف، إنه "يمكن إقامة مساكن ومدارس في المنطقة؛ حيث عاد بالفعل حوالي 371 الف لاجئ سوري منذ العمليات العسكرية التركية لتطهير المنطقة من "المنظمات الإرهابية"، في إشارة الي تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني".