يعد العطاء إحدىالركائز الأساسية في الديانة المسيحية المستمدة من تعاليم السيد المسيح "مغبوط هو العطاء"، فالأصل في دعوة المسيح هو خدمة الفقير، والبائس، والعريان، والمسكين.
ومنذ سيامة الأنبا أرميا أسقف عام، أدرك المهمة العظيمة التي أوكلت إليه، والتي جاء من أجلها وحدد موضوعها
بتأسيس خدمة "آتحبني؟"، والتي تغطي آلاف الأسر في العشوائيات والمناطق الريفية والتي تهدف إلى مساندة المحتاجين في أنحاء البلاد عام 2005.
وتحولت خدمة "أتحبني" من مجرد خدمة نقية وبرئية في دوفعها إلي روح الأخوة والشراكة الحقيقة بين الخادم والمخدوم في نموذج إنساني فريد من نوعه من الصعب تكراره مرة أخري.
فعندما عكف الأنبا أرميا علي تأسيس خدمة "أتحبني" في مستهل عمله كأسقف عام، أدرك جيدا أن العطاء في المسيحية ينقسم إلي شقين هما العطاء للاحتياجات الجسدية كإطعام جائع، وكساء عريان ....إلخ.
والشق الثاني، هو عطاء للخدمة الروحية كخدمة التعليم الديني، والافتقاد ...إلخ، فوضع نموذج فريد لـ"أتحبني" يجمع ويشمل العطاء ككل بالمفهوم والفكر المسيحيي الجامع الشامل الوفى.
فقد استطاع الأنبا أرميا عندما أسس خدمة "أتحبني" بما يملكه من روح المحبة والفكر العميق والخبرات الكبيرة في أن يضع فكر مختلف للخدمة بطرق إدارية مبتكرة فأصبحت الخدمة تصل إلي مستحقيها بطرق لا تنقص من كرامة المخدوم.
ونفذت هذه الخدمة العظيمة آية "كل من سألك اعطه"، وفعلا اعطت كل السائلين وقدمت نظاما موحدا يضمن تقديم كافة أنواع العطايا والمعونات.
فالبرغم من وصول الأنبا أرميا إلي أعلي الدرجات ولكنه مازل يعيش كراهب يبذل نفسه إلى أقصى حد دون أي مقابل، واصبحت خدمته إمتداد لشعلة الرسل، تتجلَّى فيها أسمى آيات العطاء.
ولذلك طالما هناك نماذج مثل الأنبا أرميا، ستظل الكنيسة المصرية زاخرة بالتعاليم والعمل والخدمة الحية، وستظل خدمة "أتحبني" نموذجا ناطق بالمحبة والتفاني، بل آية معزية لكل من عايشها وشاهدها وخدمة وعمل بها.