زعيم الميليشيا العراقية ينفي تورطه في قتل المتظاهرين
ولقد هزت العراق المظاهرات ضد النخبة السياسية في البلاد لأكثر من شهرين، ونادي المحتجون بإصلاحات سياسية شاملة ونهاية نفوذ إيران في الشؤون العراقية.
ولقي ما لا يقل عن 400 شخص حتفهم، على أيدي قوات الأمن التي أطلقت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرات.
كما نفى قيس الخزعلي، رئيس عصائب أهل الحق، وهي ميليشيا مسلحة تدعمها إيران، أي صلة له بعمليات القتل.
وقال الخزعلي لمحطة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، نأسف لأن الاتهامات الموجهة إلينا مستمرة، لكن مع ذلك، منذ بدء الاحتجاجات، تعرض بعض أعضائنا للهجوم والقتل بطرق شريرة.
كما اتهمت الميليشيات المدعومة من إيران بنشر قناصة على أسطح المنازل في بغداد، خلال الاحتجاجات القاتلة، لكن الخزعلي نفى هذه الاتهامات.
وقال: إن الجميع في العراق يعلم أننا لم نشارك في أي عدوان خلال المظاهرات"، مضيفًا أن أعضاء مجموعته أبلغوا أي "سوء سلوك" إلى القضاء.
وهم يعملون في بعض الأحيان بالتعاون مع قوات الأمن العراقية، لكنهم يحتفظون بهياكل قيادتهم الخاصة.
وسيطرت الجماعات المسلحة والسياسيون المدعومون من إيران على مؤسسات الدولة العراقية منذ الغزو، الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، والذي أطاح بالديكتاتور صدام حسين، فأغرق البلاد في سنوات من الحرب الأهلية وتدمير بنيتها التحتية.
ولكن السيد الخزعلي نفى أن يكون لطهران دور في الشؤون الداخلية لبغداد، على الرغم من تقارير مخابرات مسربة صدرت عن صحيفة نيويورك تايمز والاعتراض في الشهر الماضي توضح بالتفصيل كيف تسيطر طهران على جارتها.
وقال، إن الجميع يعلم أن إيران دولة مجاورة للعراق ولديها بعد استراتيجي في الجانب السياسي والاجتماعي للبلاد، وإن هذه الاتهامات حول مدى علاقاتنا تعتبر غير صحيحة.
وأوضح، أن عمليات القتل هي تذكرة أخرى بمدى وصول طهران إلى العراق، حيث أصبح عدد كبير من قادة الميليشيات السابقين الآن أعضاء في البرلمان ويدعمون الأجندة الإيرانية.
وقال الخزعلي: "نحن عراقيون، هذا بلدنا الذي ناضلنا من أجله وحمايته من داعش، لقد اتخذنا هذه الإجراءات بأنفسنا وليس نيابة عن إيران، مضيفًا أن ميليشياته لا تسمح لأي جهة خارجية بالتدخل في شؤونهم، مؤكداً على أن ما يوحد العراق مع ايران هو القضية الاسرائيلية.
وقال، نحن بحاجة إلى توضيح مسألة، أن أولئك الذين يقولون أن هناك توترات بين الولايات المتحدة وإيران في العراق مخطئون، والحقيقة هي أن المشكلة هي مشكلة إسرائيلية.
وتابع: إن العراق يقف إلى جانب دوله العربية وإيران في دعم القضية الفلسطينية، مضيفًا أن بغداد "كانت دائمًا تتولى هذا الموقف، ويجب ألا نقلل من أهمية الدور، الذي تلعبه إسرائيل لزعزعة استقرار المنطقة.
ولكن الولايات المتحدة فرضت هذا الشهر عقوبات على زعماء الميليشيات العراقية المقربين من إيران والمتهمين بالتورط الشديد في الحملة.
وكان السيد الخزعلي وشقيقه ليث الخزعلي هما الهدفان الرئيسيان للقديسين وكذلك حسين فالح عزيز اللامي، الذي اتُهم بإدارة ميليشيا نيابة عن فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني.
كما تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية لإجبار إيران على وقف وجودها العسكري في المنطقة والحد من أنشطتها النووية.
وألقى وزير الخارجية مايك بومبيو باللوم على إيران هذا الأسبوع في سلسلة من الهجمات الصاروخية على القواعد العراقية؛ حيث توجد القوات الأمريكية.
كما حذر طهران، من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، سترد بقوة إذا أصيبت الولايات المتحدة أو قوات التحالف أو أصيبت، وزادت الهجمات في الأشهر الأخيرة ضد القواعد التي توجد فيها القوات الأمريكية في العراق.
كما نفى "الخزعلي" أن يكون قائد الحرس الثوري الإسلامي قاسم سليماني قد تدخل في المجال السياسي ببغداد.
ومن المعروف أن الجنرال سليماني هو المسؤول عن طهران في العراق، ويسافر إلى هناك بشكل متكرر خلال أوقات الاضطرابات السياسية.
وأظهرت وثائق المخابرات التي تسربت من قبل صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الجنرال سليماني شوهد في العراق بعد بدء الاحتجاجات.
وترأس عدة اجتماعات لإقناع الحلفاء في البرلمان العراقي لمساعدة رئيس الوزراء المستقبل عادل عبد المهدي على التمسك بدوره.