إيمان حلمي تكتب : ولا عزاء للبط

ركن القراء

د. إيمان حلمي
د. إيمان حلمي


في الأيام القليلة الماضية جذب انتباهي خبر عميق ،مهول ،مروع ،يشيب له الولدان ،ذو تأثير كبير في مجتمعنا المصري، للدرجة التي جعلت العديد من الصحف المصرية والمواقع الالكترونية تقوم بنشره علي الفور بعنوان : " عاجل: بطة تتجول بمستشفي كفر الشيخ الجامعي".
ألهذا الحد وصلنا لقاع التفكير العقلاني المنطقي الذي وصل معه الحال لمتابعة وسائل الاعلام للخبر ونشر تفاصيل أخري عنه وصلت لحد تشكيل لجنة للتقصي عن الأمر ، وإعلان التصريحات من السادة المسئولين.
وكان نتيجة كل هذا الهرج والمرج الناتج عن نشر وسائل الإعلام لمثل هذا الخبر وزيادة التركيز عليه بشكل غير منطقي أنه تم استبعاد عاملة النظافة التي أوقعها حظها العاثر في مثل هذا الموقف ، والتي كانت في حقيقة الأمر تنوي بيع هذه البطة لزميلتها لمواجهتها بعض الظروف الصعبة ولحظها العاثر قام أحد الاشخاص بتصوير هذه البطة التي خرجت من كرتونتها أثناء انشغال عاملة النظافة عنها.
لماذا لم يقم الشخص الذي التقط هذه الصورة بالتقاط صورة أخري تمثل جهود العاملين بالمستشفي الجامعي!؟
هل قيام العاملة بمثل هذا التصرف في هذا الصرح العظيم الراقي الذي يشهد له القاصي والداني بتميزه وخدماته الطبية المتميزة خاطئ؟
بالطبع ولا يوجد أي مبرر لمثل هذا الخطأ ويجب أن يتم إتخاذ إجراء فوري معها.

ولكن ، التساؤل هنا لماذا لم يتم تسليط الضوء علي الخدمات العظيمة التي يقدمها مستشفي كفرالشيخ الجامعي هذا الصرح الطبي العظيم الذي يعمل به ويشرف عليه مجموعة من أحسن أساتذة المجال الطبي في مصر!
لماذا لم تقم وسائل الاعلام بالقيام بحملة للتبرع لهذا الصرح العظيم بدلاً من نشر هذه الاخبار غير الهادفة التي لا قيمة لها!
من وجهة نظري أن الخاطئ الأكبر في هذا الموقف برمته ، وسائل الاعلام ومواقع السوشيال ميديا التي أصبح في مقدرتها تحويل حدث عابر -كان يمكن أن يمر بمجرد لفت النظر أو الجزاء المناسب لهذه الحالة- إلي مصيبة المصائب وكارثة الكوارث لدرجة قطع أرزاق العباد.
فلتقر عين كل من ساهم بشكل أو بآخر في انتشار مثل هذه الأخبار التي لا قيمة لها وليعلموا جيدا عاقبة فعلتهم ، لعلهم يستوعبوا الرسالة السامية للإعلام الهادف.