رسالة ماجستير تؤرخ لآثار أسرة محمد علي من خلال "المونوجرام"
استطاعت الباحثة هبة موسى، من خلال بحث قدمته لنيل درجة الماجستير في الاثار الإسلامية أن تثبت من خلال "المونوجرام"، نسب القطع والتحف الأثرية لأصحابها ومن ثم تحديد تاريخها، أي أنها استطاعت التاريخ للتحف الأثرية من خلال المونوجرام.
جاء ذلك خلال مناقشة رسالة الماجستير الذي قدمت بحثها لنيل درجته من كلية الآثار جامعة القاهرة بعنوان "الشارات الملكية والأميرية على التحف الزجاجية والخزفية بقصر الأمير محمد علي توفيق بالمنيل، دراسة آثارية وفنية في ضوء مجموعة جديدة لم تنشر من قبل".
والمونوجرام هو التوقيعات والشارات الملكية والأميرية، واختص البحث عصر أسرة محمد علي باشا، حيث ركزت على مجموعة منتقاة من مقتنيات قصر الأمير محمد علي توفيق بالمنيل، من التحف الزجاجية والخزفية، حيث بينت الدراسة الوصفية للمجموعة التي قامت بها الباحثة أن تلك المجموعة تحمل توقيعات بالأحرف الأولى سواء باللغة الإنجليزية أو العربية، كما بينت دراستها التحليلية لهذه التوقيعات نسب هذه التحف للأشخاص التي تشير الأحرف لأسمائهم، فمثلًا MT ترمز لـ الأمير محمد توفيق، وهكذا، وبذلك استطاعت الباحثة إثبات حقيقة قاطعة وهي أن المونوجرام نستطيع من خلاله تأريخ القطع الأثرية، فحتى لو لم نجد للقطعة مستند يثبت نسبها فنستطيع التأريخ لها من خلال المونوجرام.
وناقشت الباحثة لجنة رفيعة المستوى مكونة من الأستاذ الدكتور جمال عبد الرحيم أستاذ الآثار والفنون جامعة القاهرة، والأستاذة الدكتورة شادية الدسوقي عبد العزيز أستاذة الآثار والفنون جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور علي الطايش أستاذ الآثار والفنون جامعة القاهرة، والأستاذة الدكتورة ميرفت عبد الهادي أستاذة الآثار والفنون جامعة الفيوم، حيث أشاد الأساتذة بالبحث، وقررت اللجنة إعطاء الباحثة عن بحثها هذا درجة الماجستير في الاثار الإسلامية بتقدير امتياز مع التوصية بتبادل الرسالة مع الجامعات المصرية.
وقصر الأمير محمد علي في المنيل أو متحف قصر المنيل هو أحد قصور العهد الملكي في مصر ذات الطابع المعماري الخاص، وبدأ بناء القصر عام 1903، ويقع بجزيرة منيل الروضة بالقاهرة على مساحة 61 ألف متر مربع منها 5000 متر تمثل مساحة المباني، وهو تحفة معمارية فريدة كونه يضم طرز فنون إسلامية متنوعة ما بين فاطمي ومملوكي وعثماني وأندلسي وفارسي وشامين ويشتمل القصر على ثلاث سرايات، وهي سراي الإقامة، وسراي الاستقبال، وسراي العرش، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات، ويستخدم القصر حاليًا كمتحف.
وكان القصر ملكًا للأمير محمد علي الابن الثاني للخديوي توفيق، وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني والذي شغل منصب ولي العهد ثلاث مرات، كما كان أحد الأوصياء الثلاثة على العرش في الفترة ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وتولي ابن عمه الملك فاروق سلطاته الدستورية عند إكماله السن القانونية، واختار أرض القصر الأمير محمد علي بنفسه، وأنشأ في البداية سراي الإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا، وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، والإشراف على البناء، فيما قام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي، وأوصى الأمير أن يتحول القصر بعد وفاته إلى متحف، واستدل على ذلك من العبارة المحفورة على مدخل القصر ونصها: "قصر محمد علي بالمنيل، أنشأ هذا القصر الأمير محمد علي نجل المغفور له محمد توفيق، إحياء للفنون الإسلامية وإجلالًا لها، ابتكر هندسة البناء وزخرفته سمو الأمير وقام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي وتم ذلك عام 1348 من الهجرة".
وولد الأمير محمد علي في 9 نوفمبر 1875م، في القاهرة ونشأ محبًا للعلوم فدخل المدرسة العلية بعابدين ليحصد العلوم الابتدائية، وفي سنة 1884 توجه إلى أوروبا لتلقي العلوم العالية فدخل مدرسة هكسوس العالية بسويسرا ثم دخل مدرسة ترزيانوم بالنمسا بناءً على أوامر والده لتلقي العلوم العسكرية، وعاد إلى مصر عقب وفاة والده سنة 1892م ومنذ كان شابًا شُهد له بالحكمة ورجاحة العقل وظهر عليه ميله إلى العلم وحب الآداب والفنون خاصة الإسلامية، وانتقل الأمير محمد علي إلى جوار ربه في 17 مارس 1955 في لوزان بسويسرا عن عمر ناهز الثمانين عامًا، وكان من وصيته أن يدفن في مصر، فدفن في مدافن العائلة المالكة بالدراسة "قبة أفندينا".