"سعرها يصل لـ2500 والتسليم بالملاهي الليلية".. "الفجر" تخوض مغامرة لشراء حبوب الفيل الأزرق

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


هل يمكن للدراما أن تتحول إلى واقع؟ يبدو أن الأمر في عالم المخدرات أصبح ممكن فهذه التجارة لا تعرف للتوقف، فكل يوم يظهر عقار جديد يقتحم سوق "المخدرات"، يُذهب عقل الشباب ويؤدي بهم إلى طريق الموت، ولكن هذه المرة كان الأمر مختلف حيث ظهربالسوق نوعاً جديداً يدعى "الفيل الأزرق" استوحيت فكرته من عمل سينمائي يصيب الشباب بالهلوسة.
تلك الحبوب اقتحمت عالم المخدرات سريعاً ولاقت شهرة واسعة وسط الشباب، ولكن الأكثر إقبالاً عليها كانوا من فئة الأغنياء، نظراً لارتفاع أسعارها حيث يصل سعر الحبة الواحدة منها إلى 2500 جنيه، ولكن يفضلها الكثير من الشباب نظراً للعالم الوهمي والخيالي الذي يعيشون فيه عقب تناول الحبة الواحدة.

رحلة البجث عن تلك الحبة استغرقت عدة أيام، فلم يكن الوصول لها سهلاً، وكان طرف الخيط بالنسبة لنا دولاب مخدرات في منطقة "دار السلام"، حيث التقينا بـ"سيد.ع" أحد المتعاطين الذي قادنا إلى "محمد.ي" صاحب الدولاب وهو أحد الأشخاص الذين يعملون في تجارة حبة  "الفيل الأزرق".





بوجه شاحب وجسد نحيل، وقف أمامنا "محمد"، وبصوت "أجش" طلب منا أن نسلمه الهاتف، حتى يضمن أننا لن نقوم بتسجيل المقابلة، وبعد أن حصل على الهاتف وقام بإغلاقه، سألنا ما الذي أتى بنا إلى هذا المكان؟، فأخبرناه أننا نرغب في شراء حبة "الفيل الأزرق"، فرد "وعرفتوه منين"، فأجبناه إننا سمعنا عن تلك الشباب من أحد الشباب المتعاطين وعن تأثيره القوي ونرغب في تجربته.
حينها قال "محمد"، أن هناك العديد من الأنواع من ذلك البرشام ويختلف سعره باختلاف المنشأ "فيه منها المضروب اللي هو الصيني ليه مفعول بس عادي زيه زي براشيم الصراصير كده، أما المستورد الأمريكاني الأصلي فده الحباية منه بـ2000 و2500 بنجيبه بالطلب من دول مثلاً زي أمريكا، والمكسيك، المهم إن الفلوس تكون حاضرة".

ثم تحدثنا معه عن طبيعة تلك الحبوب وتأثيرها على الفرد فأجاب: "دي نوع قوي من المخدرات، بتنقل الواحد لعالم تاني خالص، وبتعيشه في خيال بعيد عن الدنيا اللي عايش فيها، وبتفصله عن الواقع تماماً، ومفعولها بيبدأ بعد 10 ثواني بالظبط". 

استكمل"محمد" حديثه لنا قائلاً: أن آثار تلك الحبوب يختلف من شخص إلى آخر، وهذا يعني أن ما يشاهده المتعاطي عندما يكون تحت تأثير العقار المهلوس هو تجربة فريدة خاصة به.





"الكريستاله والحبة الزرقا" هذة هي كلمة السر لطلب "الفيل الأزرق" كما أوضح "محمد.ي"، متابعاً أن طريقة التسليم  تتم في ملاهي ليلية نظراً لأنها أكثر أماناً ويتم تداولها بشكل واسع بين الحاضرين، وأكثر الأماكن المنتشرة بها المعادي والزمالك والرحاب، الهرم، والحفلات الخاصة في الساحل الشمالي والتجمع.
ثم سألناه وكيف سنحصل على الطلب الخاص بنا، فأخبرنا: "التسليم بيبقى في ملهي ليلي بالزمالك لضمان التأمين هناك"، فاتفقنا معه على تحديد موعد لجلب الحبوب، عندما نستكمل المبلغ المالي المطلوب بأكمله، وحينها سنخبره بموعد اللقاء مرة ثانية لنتسلم مطلبنا، ثم انصرفنا".





سوق "حبة الفيل الأزرق" لم يتوقف على دولايب المخدرات فقط، بل انتشر بيعها كذلك "أون لاين" على بعض صفحات "الفيس بوك" أيضاً.
"وصلت حباية الفيل الأزرق .. ووصلت فوري لتعش حياة أخرى، ومع طرفك الأخر، ليلة ولا ألف ليلة وليلة، متاح للشحن".. كانت تلك الجملة منشورة عبر إحدى الصفحات على الفيس بوك، وتحمل اسم "كيف الرجال"، والتي وضعت إعلان عن بعض المنشطات والحبوب المخدرة، منها حبة "الفيل الأزرق"، فتواصلنا مع صاحب الصفحة، من أجل معرفة أسرار شراء تلك الحبوب عبر الانترنت.
 




بالتواصل مع الصفحة أخبرنا صاحبها أن اسمه "علي"، وهو متخصص في بيع الحبوب المنشطة والمخدرة منذ عدة سنوات، أخبرناه أننا نرغب في شراء عدد من حبات برشام "الفيل الأزرق"، فأخبرنا أن سعر الحبة الواحدة يتراوح ما بين "400 إلى 500 جنيه".

وتابع "علي" أن تلك البرشامة  تسمى في عالم المخدرات "حباية اللاوعي"، وظهرت بعد الفيلم مباشرة، نظراً لأنها تنقل الفرد من وعيه إلى وعي أخر"في الفيلم كانت بتنقلك لأماكن تانية في دماغك، ومفعولها بيستمر لـ3 ساعات، وبيبدأ تأثيرها بعد 10 ثواني بالظبط"

وحينما استفسرنا عن طريقة التسليم، أجاب أن هناك شركة شحن خاصة به، سيتم تسليم" البرشام" من خلالها، أخبرناه أننا سنحدد معه الموعد لاستلام مطلبنا.

75% ممن تناولوا الحبة الزرقاء تعرضوا للانتحار
أثبتت دراسة علمية حديثة أن 75 % من الأشخاص الذين تناولوا حبة الفيل الأزرق انتحروا أو تعرضوا إلى خطر الانتحار أو ربما إلى الموت المفاجئ، وأن نسبة الـ 25% الذين بقوا على قيد الحياة أصيبوا ببعض الأمراض النفسية و العصبية الخطيرة.

محمد أدمن "الفيل الأزرق" بعد وفاة والده
منذ ما يقرب عامين تعرض الشاب" محمد جمال" خريج كلية الحقوق، لصدمة نفسية إثر وفاة والده، غلب حزن عميق على حياة الشاب، انعزل حينها لعدة أيام في غرفته، فلم يتمكن من مواجهة الواقع بعد غياب والده.

مرت عدة أيام على الشاب العشريني، حتى زاره عدد من رفاقه السابقين، وكانت تلك الزيارة هي البداية لعالم الفيل الأزرق" صحابي زاروني في البيت علشان يقعدوا معايا شوية، ويخرجوني من اللي أنا فيه، وكان منهم حسام زميلي من أيام الجامعة، هو كان من النوع اللي بيشرب مخدرات كتير بس مكنتش عارف إنه هيجرني لسكته".

في تلك الليلة  قدم "حسام" لصديقه "محمد"، نوع من أنواع العقاقير بإعتبارها مهدئ سيخفي كافة آلام الشاب العشريني، وستجعله في عالم أخر"اليوم ده حسام عرض عليا حبة الفيل الأزرق قالي إنها مهدئ وهيريحني على الأخر وجاي من بره، ساعتها أنا خدتها كنت محتاج أي حاجة تنسيني همومي، وفعلاً الحباية دي ودتني مكان تاني خالص".

منذ أن تناول "محمد" حبة واحدة من الفيل الأزرق، شعر وكأنه انتقل من عالم إلى عالم بل رأي ما لم يشاهده من قبل" كانت حباية بنت لذينة حسيت يوم ما خدتها إن الدنيا حواليا بقت غير العالم بتاعي، شفت ناس وكلمتهم وأنا معرفش هما مين، وكان شكلهم غريب عننا، حتى إني افتكرت إني اتنقلت وعشت في مكان تاني لمدة ساعة كاملة".

تكررت تجربة "محمد" لحبة "الفيل الأزرق أكثر من مرة، حتى أصبح مدمن عليها، ولكنه يحمل بداخله رغبة التخلص منها" أنا عارف إن اللي بعمله غلط، وعارف إني ممكن أموت بسبب الحاجات دي بس أنا بحاول أبطلها، خاصة بعد ما ضغطي بقى عالي على طول".

"مروان" في مصحة نفسية بسبب الهلاوس
حالة "محمد" لم تختلف كثيراً عن "مروان زاهر" هو الأخر دخل إلى عالم الفيل الأزرق منذ عامين، ولكن الحال أودى به إلى مصحة نفسية للعلاج من تلك الهلاوس.

منذ 4 سنوات تعرف "مروان" على عالم المخدرات، حيث بدأ رحلته بـ"الحشيش"، ثم انتقل إلى "حبوب الهلوسة"، حتى وصل به الحال إلى الفيل الأزرق"من 4 سنين كنت بشرب حشيش عادي زي  زي شباب كتير وبعدين شوية بشوية بدأت أخد حبوب هلوسه، بدأتها ببرشام الصراصير، وكل شوية بقيت أغير لحد ما سمعت عن الفيلم الأزرق من ناس معرفة كنت سهران معاهم".

10 ثواني كانت كفيلة بقلب حياة "مروان" رأساً على عقب، يتذكر الشاب الثلاثيني ما حدث له تلك، ويبتسم قائلاً: " بمجرد ما خدتها من هنا بعدها سافرت في عالم تاني وشفت حاجات غريبة شفت حيوانات أول مرة أشوفها كان ليها 4 عيون وأذرع، وكان شكلها غير حقيقي، ده طبعاً غير إني شفت ناس قرايب ليا ميتين من زمان".

عقب عدة أشهر من تعاطي حبة "الفيل الأزرق"، ساءت حالة "مروان" كثيراً، فلم يعد واعياً طول اليوم لما حقيقي وما هو باطل حينها قررت عائلته إدخاله لأحد المصحات النفسية" بعد 6 شهور من تعاطي الحبة، مبتقش عارف مين حقيقي ومين لا حواليا، بقيت أشوف أوهام على طول وحالتي النفسية بقت في الأرض، ساعتها عيلتي ودوني مصحة نفسية خاصة لعلاج الإدمان، ومن يومها لحد دلوقتي وأنا على الحال ده".

أشد أنواع المهلوسات وتؤدي للوفاة
وبهذا الصدد، يقول الدكتور علي عبد الله رئيس مركز الدراسات الدوائية، أن حبة الفيل الأزرق هو نوع من المهلوسات اسمه dimethyltryptsmine، ويختصر إلى "DMT"، ويؤدي إلى حدوث هلاوس بصرية وسمعية للمتعاطين، ومن الممكن أن تكون هذه الهلاوس مصحوبة بالشعور بالنشوة المبهجة، وقد تغير هذه الهلاوس من إدراك المتعاطي للزمن وسرعته وانقضائه، وقد تغير أيضا من إدراكه للألوان و الأصوات.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن المخدرات تنقسم إلى ثلاثة أنواع "منشطات ومثبطات ومهلوسات"، والفيل الأزرق من أشد أنواع المهلوسات المميتة.

وتابع أن تعاطي تلك الحباية المهلوسة، يؤدي إلى أرتفاع ضغط الدم وسرعة ضربات القلب واتساع حدقة العين، ثم تؤدي للوفاة، ومن المستحيل بمجرد النظر تحديد الكمية المتعاطاة من منها.

واستكمل أنه يتم تصنيف تلك الحبوب ضمن الأنواع المحرمة والممنوع تداولها دوليا، ويبدأ مفعولها خلال من 10 إلى 20 ثانية من تناولها ويمكن أن يستمر مفعولها لمدة تتراوح ما بين ساعتين لثلاث ساعات.