السيسي ومنتدى الشباب.. جولة في صحف اليوم الإثنين
استحوذت أخبار منتدى شباب العالم المقام حاليا فى شرم الشيخ على الصفحات الأولى للصحف الصادرة اليوم الإثنين، وجاءت مداخلة الرئيس عبد الفتاح السيسى عن صناعة الإرهاب أبرز ما تناولته الصحف.
واهتمت صحف "الأهرام والأخبار والجمهورية"، بتأكيد الرئيس أن الإرهاب صناعة شيطانية أخطر ما فيها استخدام الفكر والعقيدة لتحقيق أهداف ومصالح سياسية، وإشارته إلى أن الإرهاب يمثل غطاء لكثير من الأهداف التى تسعى بعض الدول لتحقيقها، وتستخدم أدواتها ضد الإنسان وتقدمه لتحقيق أهدافها.
وأبرزت الصحف تصريحات الرئيس السيسى خلال مداخلة له بجلسة "التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين" ضمن فعاليات النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم المنعقد فى مدينة شرم الشيخ عن إن مجابهة الإرهاب تحتاج إلى جهد دولى كبير، ودعوته إلى التكاتف فى دعم الدول التى تواجه الإرهاب، ومطالبته بأن يكون هناك موقف واحد ضد الدول التى تدعم الإرهاب.
وأشار الرئيس إلى أهمية عقد المنتدى باعتباره فرصة للاستماع بشكل متنوع من شخصيات مختلفة لموضوع واحد، لافتا إلى أن الشباب هم أكثر الفئات المستهدفة من قبل التنظيمات الإرهابية.
وألقت الصحف الضوء على دعوة الرئيس شباب العالم إلى إدراك وتفهم أنه طالما ظلت هناك أهداف ومصالح سياسية ونفعية للدول فلن تنعدم الدول فى استخدام وابتكار أدوات وأساليب جديدة لتحقيق أهدافها بغض النظر عن ما إذا كان ذلك يتسق مع ما تعلنه من قيم ومبادئ نظرية.
وقال السيسى، إن القضية التى نتحدث بصددها اليوم فى جلستنا لا تكمن فقط فى مناقشة كيفية التغلب على الإرهاب، ولكن ضرورة أن تعلموا كشباب أن الإرهاب ليس وليد اللحظة بل تم استخدامه عبر سنوات طويلة لتحقيق أهداف سياسية ومصلحية".
وفى هذا الصدد، أوضح الرئيس السيسى أنه سيتحدث عن تجربة مصر فى هذا الشأن حتى لا يسيء إلى أحد، فقد بدأ موضوع الإرهاب منذ سنوات طويلة ومنذ الخمسينيات، وكان له تأثيره الكبير وبخاصة على الشباب الذين هم الأكثر تضررا من تداعياته.
وأضاف "أننى حين أسعى لتحقيق الاستقرار فى بلدى مصر والتنمية المنشودة نصطدم بعملية إرهابية أو عمليتين من شأنهما وقف أنشطة السياحة فى مصر مما يعنى خسارة تصل إلى حوالى 15 مليار دولار وهو مبلغ كبير خاصة ونحن دولة ليست غنية، و ليست من الدول الصناعية الكبرى ومواردنا محدودة، وبالتالى تدخل الدولة فى أزمة كبيرة لمدة سنة أواثنين أو ثلاثة حتى يتم التعافى من تداعيات تلك العملية الإرهابية ونعود بعدها أفضل مما كان.
تابع الرئيس السيسى : "ما أقصده أن الإرهاب يبحث ويدبر كيفية تدمير دولة بحجم مصر يزيد عدد سكانها على 100 مليون نسمة، وكيفية تطويعها لتنفيذ الأوامر والتعليمات"، فخلف كل إرهاب مطالب خفية لا يعرفها المواطن البسيط، لكن السياسيين ورجال الدولة يعرفون الأهداف والنوايا الخفية للدول الداعمة للإرهاب بغض النظر عن كيف نشأ وتطور، لكن نحن نتحدث عن الإرهاب كظاهرة علينا أن نتعامل معها ونركز على كيفية مواجهتها وعلينا ألا نخلط الأوراق عندما نتحدث عن الإرهاب .. علينا أن نراعى اعتبارات الثقافة والفكر وتصويب الخطاب الدينى حتى نقلل من استخدام هذه الأوعية لدعم وتطوير فكرة الإرهاب فى العالم كله".
وأشارت الصحف إلى تأكيد الرئيس أن المنتدى يعد فرصة للاستماع بشكل متنوع من شخصيات مختلفة لموضوع واحد، وأن مجابهة الإرهاب تتطلب جهدا دوليا، وضرب مثلا بما حدث فى دول الساحل والصحراء، آخرها منذ 3 أو 4 أيام حيث قتل أكثر من 70 جنديا فى معسكرهم فى عملية واحدة".
وأضاف الرئيس السيسى: "لو تركنا دول الساحل والصحراء تواجه الإرهاب بمفردها بقدرات أمنية واقتصادية غير مستعدة سيؤدى ذلك إلى عملية نزوح كبيرة وتدمير للتنمية فى دولنا الإفريقية.
وتابع الرئيس: "بدلا من الحديث عن جماعة إرهابية بنتكلم على دول إرهاب كما حدث من "داعش" فى سوريا والعراق".
وأكد أهمية العمل الجماعى والتكاتف مع الدول التى تواجه الإرهاب ..محذرا من أن الإرهاب ظاهرة تنمو ولا تقل.. داعيا شباب العالم إلى الانتباه جيدا لهذه النقطة.
وقال: "أنا تحدثت فى موضوع سوريا وليبيا والعراق منذ 6 سنوات، وقلت إن أوروبا ستتضرر كثيرا من العناصر التى ستعود إليها بعد انتهاء مهمتها فى سوريا، وهذا ما نشاهده الآن، شايفين أوروبا عندها مشكلة بين قوانينها ومبادئها وبين مصالحها، فمصالحها تقول إنها لا تستقبلهم ولكن قوانينها ومبادئها تقول إنها تستقبلهم".
وأكد الرئيس السيسى على ضرورة اتخاذ موقف موحد وحازم تجاه الدول التى تدعم الإرهاب، وتستخدمه لتحقيق أهدافها ومصالحها، وأشار إلى ضرورة إصلاح منظومة الأمم المتحدة لكى تستطيع أن تجابه التحديات التى تواجهنا، لافتا إلى أن الأمم المتحدة أنشئت منذ أكثر من 70 سنة فى ظل ظروف دولية وإفراز الحرب العالمية الأولى والثانية، وكان لابد من وجود مؤسسة لديها القدرة لتواجه وتنظم السلام فى العالم، وأتصور أننا بعد أكثر من 70 سنة نحتاج أن نطور المنظومة حتى تستطيع أن نجابه التحديات التى تواجهنا أو نشأت وتطورت نتيجة التطور الإنسانى الذى حدث فى العالم، مشيرا إلى أن عدم تنفيذ ذلك سيبقى الأمم المتحدة تواجه بقوانين وقواعد وأدبيات ليست عصرية وبالتالى نحتاج أن تطور الأمم المتحدة من نفسها فى مواجهة هذه التحديات.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى مداخلته خلال جلسة "التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين" إن هناك فرقا كبيرا للغاية بين القيم والمثل الإنسانية فى تناول الموضوعات وبين المصالح وأدبيات السياسة الدولية، وعليكم ألا تخلطوا فى فهمكم بين الأثنين، فعندما يكون الحديث عن القيم والمبادئ الإنسانية نتحدث كثيرا، ولكن عندما تستدعى المصالح يتغير الكلام.
وتابع السيسى: "عندما تتصارع الدول الكبرى، فالدول الصغيرة هى من تدفع الثمن، ولابد أن تنتبه الدول الصغيرة لنفسها بشأن هذا الأمر".
وأوضح السيسى أن هناك نموذجا يجب التركيز عليه جيدا، مثلا العراق حاربت داعش خلال الأربع سنوات الماضية، فهل كانت مهتمة بالتنمية مثلما سارت فى مسار الحرب ضد الإرهاب، ذلك لم يحدث، وبالتالى عندما انتصر العراق على داعش، تساءل شبابها عن مستقبلهم، وعن التنمية، ثم لم يتحمل الشباب، فتحرك، وعندما تحرك كان من الطبيعى أن يريد هؤلاء الشباب التغيير من وضعه.
منتدى شباب العالم
وأشار الرئيس السيسى إلى أن "الوضع فى مصر كان مختلفا، فعندما تحركنا قلنا لأ، حتى لو كانت ظروفنا الاقتصادية صعبة، نحن سنعمل بكل طاقتنا وكان مستوى التنمية بنفس مستوى قتال الإرهاب".
وأضاف "يجب أن أكون على علم بالفرق بين حاجات الدولة وحاجات الفرد، فحاجات الدول استقرار، وحاجات الفرد إنه يعيش، ويعمل، ويكون له منزل وأسرة، ولو أنا لم أفعل له ذلك، سيكون فهمنا لحاجات الأفراد منقوص، وبالتالى عندما يتحركوا سيكون هناك مشكلة كبيرة".
كما ألقت الصحف الضوء على مباحثات الرئيس عبدالفتاح السيسى مع شو دونيو مدير عام منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" بمدينة شرم الشيخ، حول عدد من موضوعات التعاون المشترك بين مصر والمنظمة فضلاً عن سبل تعزيز التعاون التنموى بين مصر والدول الأفريقية والمنظمة وكذلك كيفية التنسيق لدعم الجهود والبرامج الرامية لتحسين أوضاع الأمن الغذائى فى القارة السمراء.
وأشارت الصحف إلى تصريحات المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى بأن الرئيس السيسى أشاد بعلاقات التعاون المتميزة بين مصر ومنظمة الفاو فى مجالات الأمن الغذائى والتنمية الزراعية، وأكد حرص مصر على تعزيز هذه العلاقات ودفعها قدماً فى كافة المجالات التى من شأنها تحقيق التنمية الزراعية لا سيما فى ضوء الأهمية التى توليها مصر للارتقاء بالقطاع الزراعى كأحد المقومات الرئيسية للنمو الاقتصادى وذلك ضمن المنظومة الأشمل لتحقيق التنمية المستدامة وفق "رؤية مصر 2030".
من جانبه، أشاد مدير عام منظمة الفاو بالتعاون الجارى مع مصر فى عدد من المجالات..مستعرضاً المشروعات التى تنفذها المنظمة فى هذا الخصوص خلال الفترة الراهنة.
وأكد دونيو التزام منظمة الفاو بدعم المشروعات الجديدة فى مصر بما يتناسب مع الأولويات المصرية، لاسيما فيما يتعلق باستقدام وتطبيق التكنولوجيات الزراعية الحديثة والعمل على تحسين ورفع الإنتاجية والاستخدام الأمثل للأراضى الزراعية، وإصلاح نظم الرى لترشيد استخدام المياه.
فى سياق آخر، أبرزت الصحف تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ثبات الموقف المصرى من القضية الفلسطينية وحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك خلال استقباله الرئيس الفلسطينى محمود عباس حيث تناول اللقاء مناقشة آخر التطورات على الساحة الفلسطينية.
وقال السيسى: "إن مصر مستمرة فى جهودها الدؤوبة فى كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين ؛ وذلك بهدف بلورة رؤية استراتيجية لإيجاد منافذ للتحرك الإيجابى لخلق المناخ المواتى لاستقرار الأوضاع على الأرض وهو ما سيساعد على مواجهة التحديات والاضطلاع بالاستحقاق الرئيسى المتمثل فى تحقيق السلام المنشود"..مشيرا فى هذا الصدد إلى ضرورة توحيد الجهود فى إطار أفق سياسى ومسعى متكامل يتعدى الحلول القاصرة والمؤقتة.
من جانبه .. أعرب الرئيس الفلسطينى عن تقديره لجهود مصر الحثيثة ومساعيها المقدرة فى دعم القضية الفلسطينية.. مشيدا بدور مصر التاريخى فى هذا الصدد وما يتميز به من ثبات واستمرارية بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية..مشيراً إلى ما يعكسه ذلك من عمق وخصوصية العلاقات المصرية الفلسطينية فى ظل ما يجمع بين الشعبين من روابط ممتدة.
ونقلت الصحف تصريحا للمتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بسام راضى حول اللقاء، قال فيه إنه تم التوافق على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بينهما إزاء مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما فيما يتعلق بتوحيد الصف الفلسطينى بما يسهم فى تحقيق آمال الشعب فلسطين.
وفى الشأن الاقتصادى، أشارت الصحف إلى إعلان البنك المركزى المصرى أكبر خطة تمويلية لدعم صناعة السياحة، تتضمن زيادة قيمة مبادرته لتجديد وتطوير الفنادق من 5 مليارات جنيه إلى 50 مليار جنيه وتجديد مبادرة السياحة الحالية ومدها عاما تنتهى فى 31 ديسمبر 2020 إضافة إلى إعفاء المتعثرين فى قطاع السياحة قبل عام 2011 من الفوائد المهمشة.
وقال البنك المركزى إن المبادرة تتضمن إعفاء جميع عملاء مبادرة الشركات السياحية المتعثرة بما فيها مناطق نوبيع وطابا وسانت كاترين من الفوائد المهمشة و50% من الدين مع الإبقاء على الشركات فى الشركة المصرية للاستعلام الائتمانى "الإيسكور" لمدة عامين كمعلومة تاريخية "عملاء مبادرة السياحة".
وأوضح محافظ البنك المركزى طارق عامر أن المبادرة جاءت تتفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لدعم قطاع السياحة.. مشيرا إلى توجيهات القيادة السياسية لمساندة لصناعة السياحة لما تحققه من دخل وتتيحه من فرص عمل وصناعات عديدة مغذية .. قائلا : "كلما تعمقت الثقة بين صناع السياحة وبين القطاع المصرى فإن هذا الدعم سيزداد ويتواصل".