شهر على الانتفاضة الإيرانية.. قمع دموي واحتجاجات لا تهدأ (تقرير)
مع دخولها اليوم الـ 30 تتواصل الاحتجاجات الإيرانية في الداخل، فيما اشتعلت العديد من ساحات العواصم الأوروبية بالاحتجاجات، دعما لانتفاضة الداخل، وتنديداً بجرائم النظام الإيراني، الذي لا يزال يعيش الرعب والفزع مع استمرار تلك التظاهرات.
تجمعات احتجاجية
ومع دخول اليوم الثلاثين للانتفاضة، احتشد منتسبو جامعة ”آزاد“ في طهران، اليوم السبت، احتجاجاً على عدم حصولهم على رواتبهم كاملة من قبل النظام وردوا هتافات تطالب بدفع كامل رواتبهم.
وأوضح المحتجون، إنهم لن يتراجعون عن موقفهم حتى استرداد رواتبهم، التي تم انتقاصها من قبل النظام دون علمهم، والتي بلغت مليون تومان إيراني.
عمل إجرامي غير مسبوق
وفي لفتة إرهابية أخرى، ارتكبت قوات أمن نظام الملالي، عملاً إجرامياً غير مسبوق، حيث قامت بقتل المتظاهرين وألقتهم في نهر كارون، حيث أوضح مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، جسد أحد شهداء الانتفاضة في الأهواز وقد ألقيت جثته في نهر كارون وعناصر النظام في حال نقله.
مظاهرات طلابية
ومن جرائم النظام إلى مظاهرات طلابية، اندلعت اليوم مع استمرار اعتقال الطلاب وتدهور حالة آخرین، وعدم القدرة على الاتصال بعائلاتهم وحرمانهم من الوصول إلی محامين.
آلاف المعتقلين في السجون
وبحسب موقع "إيران إنترناشيونال" فإنّ عدد المعتقلين بلغ عدة آلاف في سجن فشافويه، بينما بلغ عدد المعتقلين في سجن إيفين المئات، مع استمرار علميات اعتقال المحتجین في کثير من المحافظات.
ظروف مزرية
كما أكدت المصادر أن الوضع بالنسبة للمعتقلين أثناء الاحتجاجات الأخيرة أسوأ بكثير، وأن ظروفهم مزرية بسبب سوء حالة المرافق داخل المعتقلات.
بيان يقف وراء الاعتقالات
وتعود الاعتقالات إلى بيان يدين القمع الدموي للاحتجاجات، أيده عشرات الناشطين بلغوا 77 شخصية، فيما استدعاهم القضاء الإيراني بتهمة "الدعاية ضد النظام" و"إهانة المرشد الأعلى".
عدد جديد من القتلى بالأسماء
وفي لقطة أخرى، كشفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بالأسماء 19 شهيدًا آخر من شهداء انتفاضة إيران، ليصبح مجموع من نشر عن أسماءهم 476 شهيدًا سقطوا خلال الانتفاضة، فيما بلغ عدد شهداء الانتفاضة أكثر من 1000 شهيد، بينهم عشرات النساء.
وأوضحت المقاومة أسماءهم كالتالي:
1. طهران اسماعيل رضا زاده
2. طهران اسماعيل الله قلي
3. طهران ميثم جعفري
4. طهران علي اكبر ابروتن
5. طهران بومهن ارهام مويد بختياري
6. كرج مهدي كلوخي
7. كرج مهدي مشتاقي
8. كرج ميثم مرادي
9. كرج علي پاشاي
10. كرج ميلاد درويشي
11. فرديس كرج محمود رحيمي
12. ورامين حسن خدايي
13. آبادن حليمه سميري
14. رامهرمز علي موسوي
15. شيراز بهمن جعفري
16. سنندج ناصر ره زايي
17. شادگان باسم آلبوغبيش
18. شادگان علي راشدي
19. مشهد اسماعيل شيران
احتجاجات الخارج
وعلى صعيد الخارج انتشرت الاحتجاجات ففي فرنسا، أقيم معرض لتأبين شهداء الانتفاضة الإيرانية ضمّ صورًا لمدن منتفضة في ساحة انوليد بباريس أمام الجمعية الوطنية ووزارة الخارجية.
خطة المقاومة الأفضل
وأكد البرلماني الفرنسي أندريه شاسين ونائب رئيس اللجنة البرلمانية لإيران الديمقراطية، تضامنه مع انتفاضة ومقاومة الشعب الإيراني، موضحاً أن ما يبرز في نضال الشعب الإيراني ضد النظام الإيراني أهميته هو خطة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لإيران المستقبلية.
ولفت إلى أن برنامج المقاومة يولي أهمية كبيرة لـ حقوق الإنسان والحقوق الإنسانية، كما يعترف بالمساواة بين الرجل والمرأة وفصل الدين والحكومة وهي خطة للسلام وبرنامج متوازن.
نتضامن مع الشعب
كما أكدت ناديا إيسان، عضو الجمعية الوطنية الفرنسية من مجموعة المودم وعضو اللجنة البرلمانية لإيران الديمقراطية، على دعمها انتفاضة الشعب الإيراني، قائلة: "أرسل رسالة تضامن مع الشعب الإيراني، الذي ينشد الحرية والسلام.
وأضافت: "نحن هنا لندعو إلى أيام أفضل للشعب الإيراني، ونعرب عن قلقنا بشأن ما يحدث لهم ونتمنى لهم كل الخير".
ما يجري في إيران غير مقبول
فيما أوضح هيرفيه سوليناك، عضو اللجنة البرلمانية لإيران الديمقراطية للتضامن مع انتفاضة إيران، أنّ الأسبوع الماضي طرح سؤالا على الحكومة الفرنسية بشأن أحداث 15 نوفمبر وسألهم ما سبب صمتهم؟
وشدد قائلا: "يجب أن تقول فرنسا بصوت عال وبقوة ما يجري في إيران أمر غير مقبول، يجب على المجتمع الدولي أن يجتمع، ليس فقط لفضح الجرائم ولكن أيضًا لاتخاذ تدابير لوضع حد لهذا النظام".
دعوات لتحرك المجتمع الدولي
ودعت مريم رجوي زعيمة المقاومة الإيرانية، الأمين العام للأمم المتحدة إلى إدانة مجازر الملالي، مطالبة بإرسال بعثة إلى إيران لتقصي الحقائق وزيارة السجون والمعتقلين.
كما طالبت مجلس الأمن الدولي بتشكيل اجتماع لدراسة أبعاد هذه الجريمة، التي وصفتها بـ "الفظيعة"، ودعت إلى محاسبة قادة الفاشية الدينية الحاكمة في إيران.
وأكدت "رجوي" أن تهاون المجتمع الدولي تجاه هذه المجزرة التي هي واحدة من أفظع الجرائم في القرن الحادي والعشرين، قد جرح ضمير البشرية المعاصرة ويعتبره النظام الإيراني بمثابة الضوء الأخضر لاستمرار وتصعيد الجرائم ضد الإنسانية.
غضب واسع النطاق
من جانبه أكد ابن شاه إيران السابق، رضا بهلوي، أنّ الاضطرابات تشير إلى غضب واسع النطاق ضد الحكومة في طهران، موضحاً أن «التغيير هو المطلب الجوهري، انطلاقاً من الاحتجاجات التي انطلقت الشهر الماضي، التي حملت وأظهرت رغبة شعبية واسعة لاستبدال هذا النظام».
وأوضح أنّ تلك الاحتجاجات تعبر عن رغبة في إنهاء 40 عامًا من الاضطهاد في إيران، قائلًا: «لربما كانت زيادة نسبة 200% في أسعار الوقود هي السبب المباشر، لكنها لا تعكس جوهر أو تطلعات ما تصبو إليه الاحتجاجات".
ضرورة الإصغاء للمواطنين
وأكد على ضرورة الإصغاء لمطالب المواطنين الإيرانيين في الشوارع، مبيناً أن المحتجين لم يهتفوا للمطالبة بإصلاحات أو خفض أسعار الوقود، بل هتفوا بشعارات «لا نريد الجمهورية الإسلامية» و«ارحل خامنئي»، بما يؤكد رغبتهم في إزالة النظام برمته.
الشباب الإيراني
وذكر أن إقامة نظام علماني ديمقراطي في إيران، هو أفضل طريقة لضمان حقوق الإنسان وسعادة الإيرانيين، معلقاً "لكن لأنني أشعر بأن هذه هي رغبة الأغلبية الساحقة من الشعب الإيراني".
وبيّن أن الشباب الإيراني يدرك أكثر من أي وقت مضى، ما تعيشه الدول الأخرى في ظل مجتمعاتها الحرة، لذا يرغبون في الحصول على نفس الفرص وتقرير المصير.