"السيستاني" يدين عمليات العنف ضد المتظاهرين بالعراق
وتعرض مرآب يسيطر عليه محتجون منذ أسابيع عند جسر السنك القريب من ساحة التحرير وسط بغداد نهاية الأسبوع الماضي إلى هجوم مسلح أسفر عن مقتل 20 متظاهرا على الأقل و4 من عناصر الشرطة، وإصابة نحو 100 شخص بجروح، وفقاً لمصادر أمنية وطبية.
والخميس، أقدم متظاهرون غاضبون على مهاجمة مراهق وقتله والتمثيل بجثته وتعليقه على عمود إشارة مرورية وسط بغداد، في تصرف دانه غالبية المتظاهرين.
واعتبر السيستاني أن تلك الحوادث و"ما تكرر خلال الأيام الماضية من حوادث الاغتيال والاختطاف، يؤكد مرة أخرى أهمية ما دعت إليه المرجعية الدينية مراراً من ضرورة أن يخضع السلاح -- كل السلاح -- لسلطة الدولة".
ودعت المرجعية "الجهات المعنية إلى أن تكون على مستوى المسؤولية وتكشف عمن اقترفوا هذه الجرائم الموبقة وتحاسبهم عليها"، محذرة من تبعات تكرارها على أمن واستقرار البلاد.
وواجه ناشطون في بغداد وأماكن أخرى من البلاد تهديدات وعمليات خطف وقتل، يقولون إنها محاولات لمنعهم من التظاهر.
وأسفرت حملة التخويف والخطف وقمع المتظاهرين في العراق الذي يشهد منذ الأول من أكتوبر موجة احتجاجات لـ"إسقاط النظام" وتغيير الطبقة السياسية، عن مقتل أكثر من 450 شخصاً وإصابة أكثر من 20 ألفاً بجروح.
ومنذ ذلك الحين، عُثر على ناشطين جثثاً في عدد من المدن العراقية واحتُجز عشرات المتظاهرين والناشطين لفترات متفاوتة على أيدي مسلحين، كان آخرهم المصور الشاب زيد الخفاجي الذي أطلق سراحه مساء الخميس بعد أسبوع من خطفه.
ونددت منظمة العفو الدولية في بيان اليوم الجمعة، "بحملة ترهيب" ضد المتظاهرين، وحضت السلطات العراقية "على اتخاذ تدابير فورية وفعالة لوضع حد لها".
وأضافت، أن "حملة الترهيب" تلك تترجم إلى "مضايقات وخطف واغتيالات للمتظاهرين في بغداد وغيرها من المدن".
ولم تتمكن السلطات حتى الآن من تحديد هوية الجهات الخاطفة، التي يقول المتظاهرون إن أفرادها يرتدون الزي العسكري، ويوجهون أصابع الاتهام لفصائل مقربة من إيران.
وعلى صعيد الاحتجاجات، شهدت مدينة العمارة جنوب بغداد فجر الجمعة سلسلة انفجارات بـ5 عبوات صوتية، استهدفت مقار ومنازل عناصر في فصائل شيعية، من دون وقوع ضحايا، وفقاً لمصادر في الشرطة وشهود عيان.