منظمة خريجي الأزهر: داعش تتاجر بفكرة الخلافة لاستمالة قلوب الشباب
تابعت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بمنتهى الاهتمام ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن تعيين خليفة لزعيم تنظيم داعش الهالك.
وقالت المنظمة في بيان لها اليوم إن التنظيم لا يزال يتاجر بفكرة الخلافة في استمالة قلوب الشباب وغسل أدمغتهم، ظنا منه أن هذه الفكرة لا تزال تروج على عقول المسلمين الطيبين، وهو وأهم في ذلك كل الوهم، حيث إن العالم كله الآن قد فهم انحراف هذا التنظيم عن أحكام الإسلام، وانسلاخه تماما من تعاليم الشريعة وأصولها.
وتابعت المنظمة: أنه اتضح لكل ذي عينين أن التنظيم قد فقد بريقه الخادع في التأثير على الشباب، واستدعاء الأنصار والمتعاطفين من شتى البقاع، بعد الهزائم المتتالية التي مُنيَ بها على يد جيوش المنطقة، وأنه قد أفلس تماما فلم يعد عنده من الوسائل والآليات ما يمكنه من الصمود في معركته الخاسرة، فراح يعيد استعمال مصايده وأفخاخه القديمة مرة أخرى، والتي منها استعمال أيقونة (الخلافة) ليوقع بها عددا من المتعاطفين الجدد، ويقنع مزيدا من شباب المسلمين حول العالم بالانضمام إليه، على أمل في بث الدم من جديد إلى عروق التنظيم بعد أن هزل وضعفت قواه، وأوشك على الذوبان والاندثار.
وأكد بيان المنظمة أن طنطنة التنظيم حول الخلافة، وجعلها هدفا في نفسها، لهو من أكبر الأوهام التي تصدر للشباب المسلم على أنها من أصول الدين وأركانه، وليست كذلك، إذ ليس في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية المطهرة ولا في أحداث السيرة الشريفة ما يشير إلى نظام محدد للحكم في الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن طالع الأحاديث المروية في كتاب الإمارة من كتب السنة المطهرة، لن يجد فيها أي تقنين لنظام الحكم، وإنما أكدت الشريعة على مجموعة من المبادئ التي يتعين مراعاتها في الحكم أيا كانت صورته، كالعدل، وتولية القادر على الحكم، ونحو ذلك، مما يعني أن المسلمين لم يجدوا نظاما محددا منصوصا للحكم وإنما كانت ظروفهم هي التي حددت ذلك.
ولقد كان اجتماع الصحابة رضي الله عنهم في سقيفة بني ساعدة بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم لاختيار من يقوم بأمر المسلمين بعد وفاة النبي الأعظم، ولم يكن يخطر ببالهم خلافة ولا خليفة، إلا بالمعنى اللغوي.
ولقد اختاروا سيدنا أبا بكر، ثم استخلف الصديق سيدنا عمر، ثم جعل عمر الشورى في ستة من الصحابة فاختار الناس منهم سيدنا عثمان، فلما قتل بايع الأغلبية سيدنا علي، فلما قتل بايعوا ابنه سيدنا الحسن، ثم تنازل سيدنا الحسن عن الخلافة لسيدنا معاوية، ثم رأي سيدنا معاوية جعل الملك في بيت بني أمية حفظا للأمة من الاختلاف، وهذه أنظمة وصور مختلفة ارضاها الصحابة فمن سواهم، ولو كان عندهم نص على نظام بعينه ما غيروه ولا بدلوه.
أما ما تبنته بعض التنظيمات والجماعات من التنظير لقيام أحزاب دينية تقاتل للاستيلاء على السلطة معتبرين ذلك هدفا رئيسا من أهداف الشريعة، ومرتكزين على أفكار المودودي وعبد القادر عودة وتقي الدين النبهاني من غير المعتبرين في البيئة العلمية الدينية، فانحراف عن منهج جماهير الأمة الإسلامية من السلف والخلف.
وهب أننا سلمنا جدلا بضرورة وجود خليفة للمسلمين، فهل يكون هو البغدادي المزعوم؟ أو خليفته الذي لا يعرف أحد اسمه الحقيقي فضلا عن شخصه؟ إننا لا نعرف لهذا البغدادي ولا لخليفته اسما ولا نسبا ولا دينا ولا سابقة في الإسلام، فهل يقول عاقل بأن خليفة المسلمين يكون مجهول العين والحال لجماهير المسلمين؟.
ثم من الذي اختار هذا البغدادي وخليفته ليفرضه على المسلمين في الشرق والغرب، ومن في بلاد الإسلام راضٍ عن خلافة هذا المزعوم؟ وكم نسبتهم إلى عدد المسلمين؟ وهل انتهى الخلاف بين المسلمين بوجود خليفة داعش، وهل توحدت الكلمة وانت صرت الأمة؟.
وأي فرح للمسلمين وأي هزيمة للكافرين في إعلان البيعة لهذا المجهول الظنين، في حين أن هذا التنظيم وأمثاله من الرعناء المفتونين هم السبب الأكبر في تخريب بلاد الإسلام وتهديد أمنها وزرع الفتنة بين أهلها.
لقد أضر هولاء الغوغاء الإسلام حين قرروا الإقدام على ما لا يرضي الله ورسوله من قتل الغيلة، وترويع الآمنين، وتشويه صورة الإسلام، فخرج الناس من دين الله أفواجا إلى الإلحاد الذي نصب شراكه على نواصي عملياتهم الإرهابية السوداء.
والعجب في ادعاء التنظيم لهذا الخليفة المزعوم نسبا هاشميا قرشيا، حين يسمونه إبراهيم البغدادي القرشي، وكأنه يريد أن يتاجر بالنص الشريف القائل:(الأئمة من قريش)، معتقدا أن ذلك يعطيه حقا فيما يدعيه، ليدل بذلك على جهل فوق جهل، إذ المقصود ليس تحديد قريش وتعيينها، وإنما النص على من يرضى المسلمون بحكمه ويخضعون لسلطانه، وإنما كان النص حينئذ على قريش لخضوع سائر بطون العرب لها دون غيرها، فليس المقصود منه التبرُّك بالانتساب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعشيرته، فإن ذلك ليس من مقاصِد الإمامة، وإنّما من مقاصدها قوة النفوذ وهيبة السلطان لتحقيق المصلحة للأمّة ودفع الشّر عنها، وقد كان الحديث متّفِقًا مع هذا المقصد في أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعدها بقليل، فهو واقعة حال لا يتعدّاها، ولا تلتزم بعد ذلك.
كما حذر بيان المنظمة في ختامه شباب المسلمين في سائر بقاع الأرض شرقا وغربا من الانسياق وراء دعوات هذا التنظيم الأسود، مؤكدين على أن رضوان الله ورسوله لا يكونان بالقتل والإرهاب والعنف، وأن مصلحة الأمة في استقرارها، لا في تشرذمها وتفرقها.
أما ما تبنته بعض التنظيمات والجماعات من التنظير لقيام أحزاب دينية تقاتل للاستيلاء على السلطة معتبرين ذلك هدفا رئيسا من أهداف الشريعة، ومرتكزين على أفكار المودودي وعبد القادر عودة وتقي الدين النبهاني من غير المعتبرين في البيئة العلمية الدينية، فانحراف عن منهج جماهير الأمة الإسلامية من السلف والخلف.
وهب أننا سلمنا جدلا بضرورة وجود خليفة للمسلمين، فهل يكون هو البغدادي المزعوم؟ أو خليفته الذي لا يعرف أحد اسمه الحقيقي فضلا عن شخصه؟ إننا لا نعرف لهذا البغدادي ولا لخليفته اسما ولا نسبا ولا دينا ولا سابقة في الإسلام، فهل يقول عاقل بأن خليفة المسلمين يكون مجهول العين والحال لجماهير المسلمين؟.
ثم من الذي اختار هذا البغدادي وخليفته ليفرضه على المسلمين في الشرق والغرب، ومن في بلاد الإسلام راضٍ عن خلافة هذا المزعوم؟ وكم نسبتهم إلى عدد المسلمين؟ وهل انتهى الخلاف بين المسلمين بوجود خليفة داعش، وهل توحدت الكلمة وانت صرت الأمة؟.
وأي فرح للمسلمين وأي هزيمة للكافرين في إعلان البيعة لهذا المجهول الظنين، في حين أن هذا التنظيم وأمثاله من الرعناء المفتونين هم السبب الأكبر في تخريب بلاد الإسلام وتهديد أمنها وزرع الفتنة بين أهلها.
لقد أضر هولاء الغوغاء الإسلام حين قرروا الإقدام على ما لا يرضي الله ورسوله من قتل الغيلة، وترويع الآمنين، وتشويه صورة الإسلام، فخرج الناس من دين الله أفواجا إلى الإلحاد الذي نصب شراكه على نواصي عملياتهم الإرهابية السوداء.
والعجب في ادعاء التنظيم لهذا الخليفة المزعوم نسبا هاشميا قرشيا، حين يسمونه إبراهيم البغدادي القرشي، وكأنه يريد أن يتاجر بالنص الشريف القائل:(الأئمة من قريش)، معتقدا أن ذلك يعطيه حقا فيما يدعيه، ليدل بذلك على جهل فوق جهل، إذ المقصود ليس تحديد قريش وتعيينها، وإنما النص على من يرضى المسلمون بحكمه ويخضعون لسلطانه، وإنما كان النص حينئذ على قريش لخضوع سائر بطون العرب لها دون غيرها، فليس المقصود منه التبرُّك بالانتساب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعشيرته، فإن ذلك ليس من مقاصِد الإمامة، وإنّما من مقاصدها قوة النفوذ وهيبة السلطان لتحقيق المصلحة للأمّة ودفع الشّر عنها، وقد كان الحديث متّفِقًا مع هذا المقصد في أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعدها بقليل، فهو واقعة حال لا يتعدّاها، ولا تلتزم بعد ذلك.
كما حذر بيان المنظمة في ختامه شباب المسلمين في سائر بقاع الأرض شرقا وغربا من الانسياق وراء دعوات هذا التنظيم الأسود، مؤكدين على أن رضوان الله ورسوله لا يكونان بالقتل والإرهاب والعنف، وأن مصلحة الأمة في استقرارها، لا في تشرذمها وتفرقها.