جولة في صحف اليوم.. لقاء السيسي والتطورات السريعة في قضية سد النهضة
تناولت الصحف الصادرة، اليوم، عددا من الموضوعات المهمة، جاء على رأسها استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى لنظيره الجنوب أفريقى سير يل رامافوزا، وكذلك تشديد مصر بالتنفيذ الكامل لأحكام اتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة.
وأبرزت صحف الأهرام والأخبار والجمهورية مباحثات الرئيس السيسى مع نظيره الجنوب أفريقي سير يل رامافوزا، والتى أكد أنها كانت معمقة ومثمرة وتناولت مجمل العلاقات الثنائية وتم خلالها التوافق على أهمية الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى التعاون الاستراتيجى فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، بما يعطى دفعة نوعية للعلاقات الثنائية.
وأشارت الصحف إلى تصريحات الرئيس بأنه تم الاتفاق على تحديد موعد لعقد اللجنة المشتركة خلال الربع الأول من العام القادم، وإعرابه عن اعتزازه البالغ للعلاقات التاريخية والأخوية التى تجمع بين مصر وجنوب أفريقيا والتى توطدت على مر السنين منذ مراحل السعى إلى التحرر ونيل الاستقلال، حيث تشرفت مصر باستضافة الزعيم الجنوب أفريقى نيلسون مانديلا بالقاهرة خلال سنوات النضال فى ستينيات القرن الماضى مرورا بمراحل التحول الديمقراطى منذ التسعينات وحتى الآن.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى إنه على صعيد الأوضاع الإقليمية، استمع إلى رؤية الرئيس رامافوزا حول أبرز القضايا المطروحة على الساحة الإفريقية، وتوافقنا على أهمية مواصلة التنسيق نحو دعم جهود الاستقرار والأمن بالقارة وسبل تسوية مختلف النزاعات القائمة وتفعيل خطة إسكات البنادق فى أفريقيا ودفع جهود التنمية وتطوير البنية التحتية فى إطار رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقى والتى ستعقبها رئاسة جنوب أفريقيا للاتحاد فى العام القادم.
وأضاف أن الجانبين اتفقا كذلك على ضرورة تفعيل مبدأ الحلول الأفريقية للقضايا الأفريقية بما يتسق مع السياق الواقعى والعملى لدول قارتنا، كما أكدنا حرصنا على دعم العلاقات فيما بين دول قارتنا الأفريقية من خلال التفعيل الجاد لمنطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية التى دخلت بالفعل حيز التنفيذ، كما اتفقنا على التنسيق والتعاون بين مصر وجنوب أفريقيا فى إطار منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى ومختلف المنظمات بما من شأنه تحقيق مصالح قارتنا الأفريقية.
وأعرب السيسى عن سعادته باللقاء وتطلعه لمزيد من التعاون فيما بين البلدين بشكل وثيق لما فيه من مصلحة مشتركة للبلدين وللقارة الأفريقية.
واهتمت الصحف بتصريحات رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا والتى أكد خلالها أن الرئيس السيسى قاد بطريقة رائعة القارة بوصفه رئيس الاتحاد الأفريقي.. قائلا إن مصر وجنوب أفريقيا أجمل بلدين فى العالم، ونحن سعداء بوجودنا فى هذه الدولة الجميلة، ونسعى لتحقيق حلم إقامة طريق سكك حديد يربط بين القاهرة وكاب تاون.
وأعرب عن امتنانه لكرم الضيافة الذى لاقاه والوفد المرافق له خلال زيارته الحالية لمصر، والتى وفرت فرصة لتجديد الصلة الوثيقة والعلاقات بين البلدين ، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تأتى تأكيدا على تاريخ من التضامن يجمع بين البلدين، حيث أن شعب جنوب أفريقيا يشعر بالامتنان إزاء الدعم الذى تلقاه جنوب أفريقيا من حكومة مصر وشعبها، خاصة أيام الكفاح، لافتا إلى أن أول رئيس لدولة جنوب أفريقيا الديمقراطية نيلسون مانديلا جاء إلى مصر وتم استقباله بصورة حافلة، مما ساعدنا على تحقيق حريتنا.
وأوضح رامافوزا أن المباحثات جرت بصورة صريحة وشفافة وتطرقت إلى تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم الاتفاق على الارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الاستراتيجى فى عدة مجالات من التعاون.
وأكد أن المباحثات تناولت موضوعات إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك، بالإضافة إلى زيادة حجم الأنشطة الاقتصادية والتجارية والشراكة بين الشركات المصرية والجنوب أفريقية للوصول إلى مزيد من تعظيم الشراكات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، حيث أن مستوى التعاون التجارى الحالى متواضع ويمكن زيادته كثيرا من خلال زيادة حجم التبادل التجارى بين الجانبين، وبالاستفادة من اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية.
وبحث رئيس جنوب أفريقيا مع الرئيس السيسى تحديات الأمن والسلم الدوليين والإقليميين والمخاوف إزاء بعض التحديات التى تواجهها بعض الدول فى أفريقيا والخليج.. منوها بأن مصر وجنوب أفريقيا أكدتا التزامهما بحفظ السلام واستمرار التنمية فى القارة الأفريقية والعالم، وأكدت جنوب أفريقيا أنها ملتزمة بمبادئ التضامن والوحدة الأفريقية.
ولفت إلى اتفاق الجانبين على استمرار مساعى تحقيق خطة أفريقيا 2020 لإسكات البنادق، وقال اتفقنا على دعم المقاربة متعددة الأطراف وأن تكون مصالح العالم النامى نصب أعيننا، فضلا عن ضرورة تنامى الحوكمة، خاصة فيما يتعلق بإصلاح مجلس الأمن الدولى ليكون أكثر تمثيلا لمناطق العالم.
كما اهتمت الصحف، بتشديد مصر على ضرورة التنفيذ الكامل لاحكام اتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة المبرم فى مارس 2015، وتأكيدها لأهمية إجراء المفاوضات حول السد بحسن نية وشفافية بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا من أجل تحقيق المصالح المشتركة، وبما يحقق أهداف إثيوبيا فى توليد الكهرباء دون الإضرار بمصالح مصر المائية.
وأشارت الصحف إلى أنه عقب الاجتماع أشاد وزير الخارجية سامح شكرى ووزير الموارد المائية والرى محمد عبد العاطى بدور الولايات المتحدة الأمريكية من خلال وزير الخزانة والفريق المعاون له لما يبذلونه من جهد لتيسير المفاوضات وتقريب وجهات النظر من أجل التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة.
ولفتت الصحف إلى أن العاصمة السودانية الخرطوم ستستضيف الاجتماع الفنى الثالث لوزراء الرى فى مصر والسودان وإثيوبيا بمشاركة ممثلى الولايات المتحدة والبنك الولى كمراقبين يومى 21 و22 ديسمبر الجارى لاستكمال المشاورات والمناقشات الفنية حول القضايا الخلافية العالقة بشأن السد وتشغيله والتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد وإعادة الملء على أن تشهد العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الاجتماع الفنى الرابع على مستوى الوزراء والخبراء الوطنيين أوائل يناير المقبل.
وفى الشأن الخارجى ، ألقت الصحف الضوء على اجتماع مجلس التعاون الخليجى الذى استضافته مدينة الرياض، وأشارت إلى البيان الختامى والذى تم خلاله تأكيد قادة دول مجلس التعاون الخليجي، على أن يظل هذا المجلس كياناً متكاملاً متماسكاً ومترابطاً وقادراً على مواجهة كافة التحديات والمخاطر، وأنه حقق خلال مسيرته إنجازات مهمة من خلال التمسك بالمبادئ التى وضعها قادة دول المجلس، فى النظام الأساسى الذى تم إقراره فى مايو 1981.
وأوضح قادة التعاون الخليجى - فى البيان الختامى إعلان الرياض - أن الهدف الأعلى لمجلس التعاون هو تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء فى جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها.
وقال البيان الختامى إن وقوف دول مجلس التعاون صفاً واحداً أمام الاعتداءات التى تعرضت لها المملكة العربية السعودية، خلال هذا العام يعد تجسيداً للسياسة الدفاعية لمجلس التعاون القائمة على مبدأ الأمن الجماعى المتكامل والمتكافل للدفاع عن كيان ومقومات ومصالح دوله وأراضيها وأجوائها ومياهها الإقليمية، وللمبادئ التى تضمنتها اتفاقية الدفاع المشترك، التى تم إقرارها فى عام 2000م،والتى تتضمن أن أمن دول المجلس وحدة لا تتجزأ، وأى اعتداء على أى من الدول الأعضاء هو اعتداء عليها جميعاً.
وأضاف أن الإجراءات التى اتخذتها المملكة العربية السعودية ودول المجلس للتعامل مع الهجمات التى تعرضت لها الملاحة الدولية فى الخليج والمنشآت النفطية فى المملكة العربية السعودية، قد أكدت حرصها على استقرار أسواق البترول، وتعافى الاقتصاد العالمي، ومصالح الدول المنتجة والمستهلكة، بالتعاون والتنسيق مع القوى الفاعلة فى المجتمع الدولى .
وتابع البيان أن التحديات التى تواجهها المنطقة تؤكد الأهمية القصوى لتعزيز آليات التعاون بين دول المجلس فى جميع المجالات، وتحقيق أقصى مراحل التكامل والترابط بين الشعب الخليجى الواحد، وإعلاء دور منظومة مجلس التعاون فى الحفاظ على الأمن والاستقرار والرخاء فى هذه المنطقة، وتفعيل آليات الشراكات الاستراتيجية والتعاون التى تربط منظومة مجلس التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة.
وأشار إلى أن رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان التى أقرها القادة فى قمة الرياض ديسمبر 2015م، قد تضمنت الأسس اللازمة لتحقيق تلك الأهداف، من خلال تعزيز العمل الخليجى المشترك والارتقاء بآلياته بما يتوافق مع التغيرات الإقليمية والدولية.
كما أكدت رؤى دول المجلس أهمية الحفاظ على المرونة العالية والاستجابة العملية لمتطلبات كل مرحلة من مراحل المسيرة، منذ فترة التأسيس وحتى الآن، وضرورة استشراف تحديات المستقبل، وتمكين المرأة الخليجية، وإشراك فئة الشباب والقطاع الخاص لمواكبة التحولات المستجدة فى جميع المجالات.