"تُعالج أمراض عديدة".. حكاية وحدة العلاج بالأكجسين في معهد ناصر

"طب الأعماق" تخصص طبي مجهول بدأ قبل الميلاد، مع بداية أول عملية غطس في عصر الإغريق، لأحد ملوك الإغريق الذي استخدم برطمان زجاجي للغطس تحت الماء، ويقوم طب بعلاج الغطاسين، مؤخرًا استحدث طب الأعماق تقنية العلاج بالأكسجين، ولذلك قررنا قضاء يومًا داخل وحدة الأكسجين بمعهد ناصر.

العيادة غير مكتظة بالمرضى، فالعدد كان قليلاً للغاية، ولكن كان القلق مرسومًا على وجوههم، حاولنا التحدث مع أحدهم ولكن رفضت إدارة معهد ناصر ذلك.

يعرف اللواء الدكتور أمجد جمال الدين المدير الأسبق لمعهد طب الأعماق البحري واستشاري طب الأعماق بمعهد ناصر، طب الأعماق بأنه أحد فروع الطب المهني "بيعالج أمراض الغطاسين تحت الماء، كما يضع معايير اللياقة البدنية للعاملين بالغطاس سواء كان غطس ترفيهي أو ضمن العمل في مسح المراكب الغارقة في قاع البحر بالإضافة إلي دوره في العلاج بالأكسجين".

تخصص غير موجود بالجامعات المصرية "للأسف الشديد، هذا التخصص موجود فقط في الأكاديمية الطبية العسكرية بالإسكندرية التي تضم ثلاث معاهد هم معهد طب الأعماق ومعهد طب الطيران ومعهد الطب الوقائي، وتمنح هذه المعاهد شهادات الماجستير والدكتوراه، لذلك فهذا التخصص لا يدرس بكليات الطب".

يواجه أطباء الأعماق عقبة كبيرة بسبب جهل التخصصات الأخرى بعملهم "العقبة أمام العلاج بالأكسجين هو جهل الطبيب المختص الذي يحول الحالة المرضية إلى الوحدة لأنه لا يدرس هذا التخصص بالجامعة، ما زال بعض الأطباء معارضين أو لا يعلمون عن هذا التخصص، ونحاول تنظيم ندوات ومؤتمرات للتعريف الأطباء بهذا التخصص، نحتاج إلي التوعية بهذا التخصص بين المرضى أيضًا".

"العلاج بالأكسجين" هو أحد التقنيات الحديثة في علاج كافة الأمراض، ويدخل المريض أنبوب تضخ أكسجين لمدة ساعة أو ساعتين لاستعادة حيوية الجسم، يعتمد العلاج بالأكسجين على طريقة علاج أمنة بدون أعراض جانبية، تملك وزارة الصحة وحدة واحدة لعلاج الأكسجين وهي وحدة "العلاج بالأكسجين تحت ضغط" بمعهد ناصر.

يستنشق المريض 100% أكسجين تحت ضغط  أعلي من الضغط الجوي العادي في أنبوبة خاصة، "الإنسان بيتنفس في الجو العادي 21 % أكسجين، لكن العلاج بالأكسجين بيوفر له أكسجين خمس أضعاف النسبة الطبيعية، وهو ما يسمح بتحسن وظائف أعضاء الجسم بسبب ذوبان الأكسجين في سوائل الجسم والبلازما والدم.

كبسولة العلاج في وحدة الأكسجين "يدخل المريض كبسولة حديدية، ويجلس بها لمدة ساعة لاستنشاق الأكسجين"، وتملك هذه الكبسولة مميزات كثيرة، فهي مزودة بكاميرات لمراقبة المرضي ونظام اتصال للتواصل مع الممرض والمرضى داخل الكبسولة، كما يوجد شاشات "led، sound system"، ومنظومة للتعامل مع الطوارئ والحرائق في حال تسرب غار الأكسجين وحدوث حريق بالإضافة إلي توافر جهاز ضخ الأكسجين.

يوجد أنواع مختلفة لكبسولة الأكسجين "يوجد كبسولة صغيرة تستوعب فرد واحد، وكبسولات كبيرة تستوعب حتي 8 أشخاص، ويوجد كبسولات ضخمة تستوعب 16 فرد، وتبلغ تكلفة غرفة الأكسجين بمعهد ناصر 10 مليون جنيه "، تواجه وحدة الأكسجين مشكلة قوائم  الانتظار الكبيرة "نخدم في اليوم الواحد 70 حالة، ونعالج شهريا 1750 حالة، ويحتاج المريض الواحد إلي جلسات كثيرة من (10-30 جلسة) حتي تتحسن حالته".

تخدم وحدة ناصر كوحدة وحيدة تابعة لوزارة الصحة عشرات الحالات " وزارة الصحة لاتملك الإ وحدة معهد ناصر للعلاج بالأكسجين، والتي انطلقت في ثمانينات القرن الماضي" ، وقد عملت مستشفيات القوات المسلحة  علي سد هذه الفجوة من خلال تدشين وحدات أكسجين في مستشفي كوبري القبة، والتجمع والعباسية والاسكندرية والغردقة، وتقدم هذه الوحدات خدمات مميزة لكل المرضى.

يقبل علي العلاج بالأكسجين حالات كثيرة : حالات التسمم بأول أكسيد الكربون والقدم السكري يليها الشلل ثم القلب المفتوح والجلطة والتوحد والشلل الدماغي " أطالب بإنشاء وحدة علاج بالأكسجين في كل مستشفى رئيسية بكل محافظة لأن الحالات الطارئة التي تاتي من الصعيد تحتاج ساعات طويلة للوصول لوحدة العلاج بالأكسجين في القاهرة بالتالي يموت المريض" .

يعالج الأكسجين حالات طارئة ومنها حالة التسمم بأول أكسيد الكربون co وسيانيد الهيدروجين، "حالة تسمم أول أكسيد الكربون بتحصل بسبب تسرب الغاز من السخان أثناء الاستحمام، عشان كده مينفعش يكون اللي بيستحمى لوحده في البيت لانه لو حصل تسرب هيموت محدش هيلحقه"، يعالج الأكسجين حالات الغرق الأطفال، والتسمم ببكتيربا الغرغرينا الغازية، والالتهاب النكروزي بالعظام وعدم التئام الكسور المزمنة، وفقدان السمع المفاجئ، وفقد البصر المفاجئ.

وضعت الجمعية الطبية الأوروبية والجمعية الطبية الأمريكية، 15 حالة مرضية يعالجها الأكسجين يدفع التامين الصحي تكلفتها، "جلطة الفقاعات الهوائية، والتهابات الأنسجة الرخوة والإصابة التهتكية في الأعصاب والعظام والاوردة نتيجة الحوادث، وحالات خراج المخ، ويساهم الأكسجين في تحسين نسب نجاح عملية التجميل (زراعة الجلد) بعد الحروق، علاج إصابات الجلد بسبب العلاج الإشعاعي لأورام، علاج القدم السكري، وعلاج حالة انسداد الشرايين ضمن مضاعفات مرض السكر والتي تسبب برودة الأطراف لعدم وصول الدم إلى الأطراف.

يوجد حالات علاجية ثانوية وضعتها الجمعيات الطبية خارج دعم التأمين الصحي "حالة نقص الأكسجين الدماغي عند الولادة، والتقرحات المزمنة بالقولون والمعدة ومرض كرونز، وعلاج العدوي بالبكتيريا اللاهوائية، وما بعد جلطات المخ الحادة والتليف بأنسجة المخ، وما بعد النزيف، وأنيميا الخلايا المنجلية، إصابات المخ و العمود الفقري وتصلب شرايين المخ وضعف الذاكرة نتيجة تقدم السن (الزهايمر)، ومرض تاكل الأعصاب المتعدد، والتهاب الأعصاب الطرفية الحاد والمزمن بسبب تاكل أطراف الخلية العصبية وشلل العصب السابع بالوجه"

يعالج طب الأكسجين مرض برجرز ومرض رينودز هو مرض يصيب المدخنين يسبب سواد في أطراف الأصابع لعدم وصول وصول الأكسجين إلي الأطراف مع تطور المرض تسقط أطراف الأصابع، ويعالج الأكسجين الالتهاب الشديد بالأذن الخارجية، مرض الزئبة الحمراء ومرض الروماتويد والشلل الدماغي، ومرض التوحد، ويستخدم الأكسجين في مابعد عمليات زرع النخاع في حالات سرطان الدم لتحسين حالة المريض، كما يعالج الأكسجين حالات الصدفية والفطريات، كما يستخدم الأكسجين في العلاج بالطب الرياضي وعلاج إصابات الملاعب في كافة الالعاب سواء فردية أو جماعية.