العراقيون يتظاهرون ضد الحكومة فيما تستدعي بغداد المبعوثين الغربيين

عربي ودولي

بوابة الفجر

خرج العراقيون اليوم الاثنين، حدادا على ناشط بارز قُتل بالرصاص في الليلة السابقة، في أحدث حلقة عنيفة في المظاهرات المناهضة للحكومة التي قتل فيها أكثر من 450 شخصًا.

وجاء ذلك في الوقت الذي استدعت فيه وزارة الخارجية العراقية، أربعة مبعوثين غربيين لإدانتهم للهجوم المميت على المتظاهرين في نهاية الأسبوع.

وسيطرت العاصمة العراقية وجنوبها ذي الأغلبية الشيعية، على أكثر من شهرين من المظاهرات ضد الفساد وضعف الخدمات العامة ونقص الوظائف.

وقُتل الناشط البارز في المجتمع المدني، فهمي الطائي، في إطلاق نار من سيارة متحركة في مدينة كربلاء العراقية المزارعة، مساء يوم الأحد الماضي، أثناء عودته إلى الوطن من الاحتجاجات.

كما التحق المئات بموكب جنازته، اليوم الاثنين، حاملًا نعش تاي البالغ من العمر 53 عامًا في شوارع المدينة.

ومن المتوقع أن تشهد البلاد احتجاجات واسعة النطاق يوم الثلاثاء القادم، بعد مرور عامين على هزيمة العراق لجماعة "داعش" الجهادية.

ودعا النشطاء إلى مسيرات حاشدة من مدن عراقية أخرى نحو بغداد، لكن الزعماء شبه العسكريين حذروا من أن مثل هذه الاحتجاجات ستكون "مدمرة".

وقال قيس الخزعلي، رئيس فصيل عصائب أهل الحق، الذي أدرجته الولايات المتحدة مؤخرًا في قائمة سوداء: "سوف يجلب الفوضى الأكبر إلى بغداد".

كما تعتبر،عصائب أهل الحق هي واحدة من أقوى المجموعات في قوات الأمن العراقية، وهي شبكة من الجماعات المسلحة المدمجة في الدولة.

وأمر الزعيم الحاشد فالح الفياض في مطلع الأسبوع، الفصائل بالابتعاد عن التجمعات.

كما تأسست حاشد في عام 2014، لمحاربة الجهاديين من داعش، الذين استولوا على مساحات شاسعة من شمال العراق وسوريا المجاورة، ويتكون حشد من فصائل شيعية معظمها مدعومة من إيران.

وقد دعمت الحكومة في البداية بسبب الاحتجاجات لكنها بدلت إلى جانبها، رغم أن المحتجين يخشون أن يؤدي وجود مقاتلين حاشد في التجمعات إلى عرقلة حركتهم المناهضة للنظام.

وسعى المتظاهرون إلى العودة بعد هجوم على موقع احتجاج كبير في بغداد، أسفر عن مقتل 20 محتجًا وأربعة ضباط شرطة، مما أثار غضبًا على مستوى البلاد.

وأدان السفراء البريطانيون والفرنسيون والألمان في العراق، العنف في اجتماع مع رئيس الوزراء المؤقت عادل عبد المهدي الذي استقال في الأول من ديسمبر.

وقال المبعوثون في بيان "لا ينبغي أن تكون أي جماعة مسلحة قادرة على العمل خارج سيطرة الدولة"، وحثوا الحكومة على "التحقيق العاجل.

وردًا على ذلك، استدعت وزارة الخارجية العراقية اليوم الاثنين، السفراء الثلاثة وكذلك نظيرهم الكندي الذي أدان أعمال العنف بالمثل.

وقالت الوزارة، إن تصريحاتهم "تدخل غير مقبول في الشؤون الداخلية للعراق.

وقال مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس، إن المبعوثين "لم يفاجأوا" باستدعائهم، خاصة بعد أن دافع رئيس الوزراء عن حكومته ردًا على انتقاداتهم في الاجتماع السابق.

وبالإضافة إلى القتلى، فقد العشرات من المتظاهرين بعد الهجوم على مجمع انتظار السيارات ولم يعودوا إلى الظهور بعد، على حد قول أقاربهم لوكالة فرانس برس.

وظل المتظاهرون منذ أسابيع يشكون من تعرضهم للمراقبة والتهديد والمضايقة، في حملة تخويف تهدف إلى إفشال حركتهم.

ومنذ الأول من أكتوبر، اتهمت المظاهرات التي يقودها الشباب الطبقة الحاكمة بعدم الكفاءة والفساد والتأثير الشديد من إيران المجاورة.

وتمتعت بغداد بعلاقات وثيقة مع كل من طهران وعدو إيران اللدود، واشنطن، التي قادت الغزو عام 2003 الذي أطاح بالرئيس العراقي السابق صدام حسين.